في الوقت الذي تتواصل فيه أعمال العنف في العراق، وتواجه الحكومة المنتخبة وضعا صعبا، فإن بعض شركات الاتصالات العالمية تسعى للفوز بعقود في قطاع الاتصالات اللاسلكية.
وقال محللون لـ "يونايتد برس انترناشنال" إن السبب في اقبال الشركات على العمل في هذا القطاع الحيوي يعود إلى عدة أسباب منها أنه "حتى المتمردين لا يهاجمون أبراج الهواتف خليوية لأنهم بحاجة إلى إجراء مكالمات هاتفية".
وأدى الغزو الأميركي للعراق في مارس/ آذار الماضي إلى تدمير معظم البنى الأساسية لهذا البلد ومن ضمنها قطاع الاتصالات اللاسلكية، وتسعى الشركات العالمية المختصة في هذا المجال ليس إلى إعادة بناء الشبكات المدمرة، ولكن استبدالها بشبكات جديدة ومتطورة.
وقال نائب رئيس شركة الاتصالات الاستشارية "أي ام دبليو" ارنو كوسكو "زرت بغداد ابان الثمانينات قبل فترة اندلاع الحروب، ولم تكن البنى الأساسية لـ "تيليكوم" متقدمة. لأن معظمها كان قد تعرض للتدمير بعد الهجمات الأميركية، أولا في العام 1991 ثم في العام 2003".
وأوضح كوسكو في الاجتماع السنوي الذي عقد يوم الخميس أمام "اتحاد شركات الاتصالات اللاسلكية" في واشنطن أنه من الأفضل للعراق كدولة نامية الحصول على شبكة هاتف خليوية بدل شبكة خليوية ثابتة مدمجة تعتمد على مد كوابل من النحاس على الأرض.
وأضاف كوسكو، الذي عمل في ما مضى مستشارا للاتصالات اللاسلكية في السفارة الأميركية في بغداد "عندما أنظر إلى بغداد... لا يمكنني أن اتصور وضع كوابل على الأرض" خصوصا في مدينة مبنية بشكل متراص.
وأشار إلى أنه يوجد حوالي مليون خط هاتفي، ومليوني هاتف خليوي في العراق لمستخدمين محتملين يصل عددهم إلى 25 مليون نسمة.
ويشدد خبراء اقتصاديون على ضرورة وجود شبكة اتصالات عصرية يمكن الاعتماد عليها خصوصا في قطاع الصيرفة والمصارف والشركات، لما لذلك من أهمية كبرى للنمو الاقتصادي في المدن والارياف.
وأضاف هؤلاء أن دولة كبنغلاديش، والتي تعد الافقر في العالم، تنبهت إلى مثل هذا الأمر وركزت على بناء أبراج للهواتف الخليوية بدل مد كوابل على الأرض لأن مردود ذلك سيكون أفضل بالنسبة لها على المدى البعيد.
وتعمل شركة "آسيا سل" الكويتية و"يونايتد غلف بانك" للاتصالات والهاتف الخليوي عبر إطار من الشراكة في شمال العراق منذ العام .2003 يشار إلى أن شركة آسيا سيل، ومقرها في مدينة السليمانية، لديها حوالي ثمانية آلاف مشترك، فيما أعرب المدير التنفيذي للشركة حمام أبومارا عن أمله أن يصل هذا العدد إلى 1,5 مليون مستخدم بحلول نهاية العام الجاري نتيجة الطلب المتزايد على الهواتف الخليوية والزيادة في الرواتب. وعن الوضع الأمني في العراق ومدى انعكاسه على عمليات التشغيل قال أبومارا "حتى المتمردين لا يريدون نسفها "الأبراج" لأنهم يستخدمونها"، مشيرا إلى "أن الجميع ينظرون بعين التقدير الى ما نقوم به ونحن لا نتستر على ما نقوم به". ولكنه أضاف "انه لايزال مكانا خطرا جدا، وعلينا أن نبقي اعيننا وآذاننا مفتوحة" للحصول على صفقات تجارية قد تكون مجزية على المدى البعيد
العدد 1030 - الجمعة 01 يوليو 2005م الموافق 24 جمادى الأولى 1426هـ