عادت شركة «أيه إم آر»، الشركة الأم لشركة «»أميركان إيرلاينز» لتمنى بخسائر في الربع الأول من العام الجاري بعدما امتدت يد الركود لتصل إلى حركة الطيران على رغم انخفاض كلفة الوقود.
وقالت شركة «أيه إم آر» أمس الأول من مقرها في فورت وورث بولاية تكساس، إن خسائرها في الربع الأول بلغت 375 مليون دولار؛ أي ما يشكل زيادة نسبتها 10 في المئة مقارنة بالعام الماضي.
وانخفضت الإيرادات بنسبة 15 في المئة لتصل إلى 4,8 مليارات دولار بسبب.
ويتوقع المحللون أن تتعرض جميع شركات الطيران الكبرى لخسائر بسبب الركود الذي أثر على حركة الطيران ما دفع الشركات إلى شطب الوظائف وخفض عدد الطائرات.
إلى ذلك، قال مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي أمس الأول إن عددا من المناطق قدمت تقارير عن حدوث انفراجة في التباطؤ الاقتصادي، وهي إشارة إضافية على أن أكبر اقتصاد في العالم ربما يكون قد بدأ في الاستقرار.
وذكر الكتاب «البيج» الخاص بالبنك المركزي الأميركي، والذي يعد تقريرا إقليما عن الاقتصاد، أن 5 من البنوك الإقليمية الـ 12 التابعة إلى مجلس الاحتياط الاتحادي أشارت إلى «اعتدال في وتيرة الانخفاض، وشهد العديد مؤشرات على أن النشاط في بعض القطاعات بدأ يستقر عند مستوى منخفض».
وانكمش أكبر اقتصاد في العالم بنسبة 6,3 في المئة خلال الربع الأخير من العام 2008.
ويستعد خبراء الاقتصاد لبداية مماثلة في هذا العام؛ إذ تمر الولايات المتحدة بواحدة من أطول فترات الركود منذ الكساد الكبير.
وبينما يواصل الاقتصاد الأميركي انكماشه أو «لا يزال ضعيفا» في جميع القطاعات، ذكر مجلس الاحتياط الاتحادي مؤشرات على انبعاث الحياة في مجالات التصنيع والإسكان وإنفاق المستهلكين.
وزراء «مالية السبعة» يلتقون بواشنطن الأسبوع المقبل
من جهة أخرى، تستضيف العاصمة الأميركية (واشنطن) اجتماعا لوزراء مالية مجموعة السبعة الكبار الأسبوع المقبل، ستعقبه اجتماعات أوسع لمجموعة العشرين.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن الاجتماع سيعقد في 24 أبريل/ نيسان الجاري، وهو أول اجتماع يستضيفه الوزير تيموثي غيثنر للمجموعة منذ توليه المنصب في مطلع العام الجاري.
يأتي الاجتماع المقبل بعد قمة مجموعة العشرين في العاصمة البريطانية (لندن)، في مطلع الشهر الجاري؛ إذ التزم قادة المجموعة بتبني عدد من التدابير لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية.
وأقرت قمة المجموعة خطة لإنعاش الاقتصاد العالمي، هي الأكبر على الإطلاق، من خلال ضخ تريليون دولار، منها 500 مليار دولار سيتم تقديمها إلى صندوق النقد الدولي، بالإضافة إلى 50 مليار دولار في صورة مساعدات مباشرة للدول الأكثر فقرا.
وعلى رغم عدم اتضاح تفاصيل أجندة اجتماع واشنطن المقبل؛ إلا أن خبراء رجحوا أن تناقش المجموعة الأموال التي ستتعهد كل دولة بتقديمها على حدة لصندوق النقد، إلى جانب طائفة أخرى من القضايا الاقتصادية الملحة. وينعقد اجتماع واشنطن في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، عشية الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين.
وتضم مجموعة الدول السبعة الكبار، إلى جانب الولايات المتحدة، كلا من: كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، فضلا عن المملكة المتحدة.
وتتكون مجموعة العشرين، من مجموعة السبعة بالإضافة إلى الأرجنتين، والبرازيل، وأستراليا، والصين، والهند، وإندونيسيا، والمكسيك، وروسيا، والسعودية، وجنوب إفريقيا، وكوريا الجنوبية، وتركيا، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
وفي «وول ستريت»، أغلقت مؤشرات الأسهم الرئيسية في بورصة نيويورك للأوراق المالية أمس الأول على ارتفاع في ظل مؤشرات على تحسن الوضع الاقتصادي؛ إذ أعلن مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأميركي أن عددا من المناطق خفت فيها حدة الأزمة المالية.
وارتفع مؤشر داو جونز القياسي 109,44 نقاط؛ أي بنسبة 1,44 في المئة، ليصل إلى 8029,62 نقطة. وأضاف مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا 10,56 نقطة؛ أي 1,3 في المئة، ليصل إلى 852,06 نقطة. وزاد مؤشر ناسداك المجمع لأسهم التكنولوجيا 1,008 نقطة؛ أي بنسبة 0,1 في المئة، ليصل إلى 1626,80 نقطة.
وفي أسواق العملة، ارتفع الدولار أمام اليورو ليسجل 75,68 سنت يورو مقابل 75,37 سنت يورو عند الإغلاق الثلثاء الماضي.
كما ارتفعت العملة الأميركية أمام الين الياباني لتصل إلى 99,39 ينا مقابل 98,92 ينا عند الإغلاق يوم الثلثاء.
وفي السياق نفسه، أغلق مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية مرتفعا 0,1 في المئة أمس (الخميس) بعد أن استغل المستثمرون بيانات مخيبة للآمال عن الاقتصاد الصيني ذريعة للبيع لجني أرباح بعد أن قفز نيكي أكثر من 3 في المئة في معاملات مبكرة.
لكن الهبوط كان محدودا وسط اعتقاد بأن الكساد الأميركي ربما يكون في طريقه للانحسار في حين أنهى سهم إن إي سي الكترونيكس المعاملات مرتفعا 12 في المئة بفضل أنباء عن دخوله في محادثات اندماج مع رينيساس تكنولوجي كورب.
وارتفع مؤشر نيكي 12,30 نقطة ليغلق على 8755,26 نقطة بعد يوم من المعاملات المضطربة انخفض فيها لفترة قصيرة ولكنه تمكن في نهاية المطاف من إنهاء موجة هبوط استمرت ثلاثة أيام.
وهبط مؤشر مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0,4 في المئة لينهي أمس على 832,04 نقطة.
وفي أوروبا، ارتفعت الأسهم في أوائل معاملات أمس مع صعود أسهم البنوك قبيل إعلان نتائج بنك «جيه بي مورغان» وبيانات المساكن في الولايات المتحدة.
وارتفع مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0,3 في المئة إلى 790,47 نقطة.
وقال مدير الاستثمار في «سفن إنفستمنت مانجمنت»، جاستين اوركهارت ستيوارت: «أتوقع أرقاما طيبة من (جيه بي مورغان) لكنها لن تكون بأي حال النمط السائد للقطاع». وكانت البنوك وراء معظم مكاسب المؤشر؛ إذ ارتفعت أسهم «بانكو سانتاندر وأونيكريديت» و»باركليز وكريدي سويس» و»يو بي إس» ما بين 1,,4 و4,6 في المئة. وترقب المستثمرون أمس نتائج «نوكيا» وبيانات المساكن الأميركية.
انخفض نمو الناتج القومي الإجمالي السنوي في الصين خلال الربع الأول من العام 2009 ليستقر عند معدل 6,1 في المئة، وفق المكتب الوطني الإحصاءات.
وسجل الناتج القومي الإجمالي السنوي في الصين أدنى مستوى له بعد بدء صعوده الفصلي العام 1992.
يُذكر أن معدل النمو بلغ 6,8 في المئة في الربع الأخير من العام 2008؛ ما جعل الاقتصاديين يتنبأون بانخفاض النمو إلى نحو 6,3 في المئة في الصين في ظل الانهيار التجاري الذي حل بالاقتصاد العالمي.
وقالت الحكومة الصينية إنها مصممة على تحقيق نمو سنوي يصل إلى 8 في المئة وذلك للحفاظ على فرص العمل ومنع قيام أي اضطرابات اجتماعية.
ويرى المحللون أن استمرار انخفاض النمو يبين تأثير التباطؤ الاقتصادي العالمي على أحد أكبر الاقتصادات العالمية؛ لكن بعض البيانات التي وفرتها الحكومة الصينية تشير إلى أن الاقتصاد الوطني قد أخذ ينتعش.
وقال موظفون في المكتب الوطني للإحصاءات إن نشاط الصادرات انخفض انخفاضا حادا؛ ما انعكس سلبا على أرباح الشركات وبالتالي أدى إلى تناقص العوائد الحكومية وارتفاع نسبة البطالة.
وكانت الصين قد حققت معدلات نمو فاقت 10 في المئة ما بين عامي 2003 و2007 لكن المعدل انخفض إلى 9 في المئة العام 2008.
ويقول المحللون إن انخفاض المعدل الفصلي للنمو ينسجم مع التوقعات الاقتصادية.
وبدأت الصين في العمل بحزمة حوافز بلغت 585 مليار دولار أميركي للتصدي لتأثير التباطؤ الاقتصادي العالمي.
ويقول المحللون إنهم بدأوا في تلمس الآثار الإيجابية لحزمة الحوافز الاقتصادية، مضيفين أن الآمال بدأت تنتعش بشأن بداية تعاف اقتصادي.
العدد 2415 - الخميس 16 أبريل 2009م الموافق 20 ربيع الثاني 1430هـ