شيء من التذاكي والاستخفاف بعقولنا. .. لا أجد أفضل من هذه الكلمات في وصف الحملات الترويجية لبعض المشروبات الغازية التي تروج لمنتجاتها مقابل وعود بربح الجوائز المغرية والكثيرة!
في ظاهرها تبدو الحملة كسابقاتها من الحملات الترويجية ولكن ما يجهله أو يتجاهله الكثيرون ومنهم بطبيعة الحال وزارة التجارة وحماية المستهلك أن الحملة فيها ما فيها من استخفاف وتذاكي وحيل قد تصبح بعدها تلك الحملة الترويجية ما هي إلا شكل من أشكال النصب والتلاعب بالمستهلك؟ كيف ذلك؟
هذا يحول طابع الحملة من ترويجية الى أن تكون بحد ذاتها مشروعا تجاريا مربحا ومستقلا يدر الكثير من الأرباح من دون أن تصرف أي شيء من أموالها، فقيمة المردود من هذه الحملات، وما فائدة المستهلك منها؟ألا تحول هذه الحملة صاحبها إلى نوع من أنواع شركات الاتصال التي يتركز عملها على مثل هذه الحملات؟
هل ستعتبر هذه الحملات مقدمة ومدخل لكل الشركات والمؤسسات لنهج المنهج نفسه وبالتالي التكسب من المجال الرئيسي ومن طريقة الاشتراك الغريبة والمتحايلة التي تفرغ اسم الحملة الترويجية من قيمتها ومضمونها وتتحول الى نوع من حملة تضليلية تهدف للكسب وجمع الأموال كيفما كان! أم سنرى من يقف في وجه مثل هذه الحملات كي لا تستشري على حساب مصلحة المستهلك واحترامه؟!
زكريا العشيري
العدد 1042 - الأربعاء 13 يوليو 2005م الموافق 06 جمادى الآخرة 1426هـ