أكدت رئيسة قسم مكافحة الأمراض منى الموسوي في تصريحها بشأن "صحة المسافر والتطعيم" على ضرورة التطعيم من أجل صحة المسافرين، إذ إن المسافر يتعرض للكثير من مخاطر السفر نتيجة تعرضه لبيئات مختلفة عما اعتاد عليه، ومعظم هذه المخاطر يمكن تقليلها، أو الحد منها باتباع احتياطات السلامة قبل وأثناء وبعد السفر، مشيرة إلى أن مخاطر السفر لها علاقة مباشرة بطبيعة المسافر ونوع الرحلة، إلا انه بالتخطيط المسبق واتباع الإجراءات الوقائية والاحتياطات اللازمة يمكن الحد من هذه المخاطر وتأثيرها السلبي على الصحة.
وأوضحت أن التحصين بالتطعيم هي الطريقة الفعالة لمنع الإصابة من بعض الأمراض المعدية، باعتبارها افضل وسيلة للحفاظ على الصحة العامة، وأقل كلفة من العلاج بعد الإصابة بالمرض، مشيرة إلى أن التطعيمات آمنة والأعراض الجانبية لها بسيطة وقليلة، كما توفر للمسافر الحماية من الأمراض المعدية الخطيرة.
وقالت: "على رغم فعالية التطعيم في الوقاية من الأمراض المعدية بالتطعيم، فإنه لا يعطي حماية 100 في المئة"، مشيرة إلى أن المسافر المحصن بالتطعيم لابد أن يعي بان هناك خطورة للإصابة بالمرض حتى بعد التطعيم، أما الاحتياطات الوقائية الأخرى إلى جانب التطعيم يجب أن تتبع بدقة جنبا إلى جنب مع التطعيم والأدوية الوقائية اللازمة.
وبهذا الشأن، أوضحت الموسوي الأمور الصحية المهمة التي لها علاقة بالسفر ودور الطبيب والمسافر للوقاية من المشكلات الصحية المتعلقة بالسفر، مشيرة إلى أن عوامل الخطر الرئيسية للمسافر تتضمن البلد التي يقصدها المسافر، وفترة الإقامة في هذا البلد، وغرض الزيارة، ومستوى مكان الإقامة، ونظافة الغذاء والماء، وسلوك المسافر، لذلك يجب على المسافر التخطيط والاستعداد قبل سفره من خلال الاستشارة الطبية 4 - 6 أسابيع قبل السفر، والتأكد من نوعية التطعيم الذي يحتاجه قبل السفر، والتأكد من حاجته إلى عقار الملاريا، والاستشارة الطبية للأمراض المزمنة والأدوية الخاصة بذلك، وفحص الأسنان.
كما أشارت إلى البيانات التي يجب على المسافر التأكد منها قبل السفر، وهي الحصول على المعلومات اللازمة عن البلد الذي يقصده، والحوادث المتعلقة بالسفر، وكذلك طرق الوقاية من الأمراض، مؤكدة ضرورة حمل الصندوق الطبي الذي يحتوي على الأدوية الطبية الأساسية، ومواد الإسعافات الأولية، والمواد الطبية الخاصة بالمسافر، وشهادة موثقة طبيا باحتياجات المسافر من الأدوية، أما مسئولية المسافر فتتمثل في اتخاذ قرار السفر، ومعرفة المخاطر المحيطة بالسفر، والالتزام بأخذ التطعيمات والدواء المطلوب، واتباع الإجراءات الصحية، والحصول على التأمين الصحي الملائم، وحمل الوصفة الطبية للأدوية والحقن التي يحتاجها، والاهتمام بصحة الأطفال المرافقين، وتجنب الأمراض المعدية، والتبليغ عن أي مرض بعد الرجوع من السفر، كما يجب الاهتمام قبل وأثناء السفر بالرضع والأطفال، والحوامل، وكبار السن، والمصابين بأمراض مزمنة، والمعوقين.
وأوضحت أن المسافر الذي ينبغي أن يخضع للفحص الطبي بعد السفر هو المسافر المصاب بأمراض مزمنة، والمسافر الذي يتعرض إلى المرض في الأسابيع الأولى بعد عودته من السفر، والمسافر الذي تعرض إلى أمراض معدية وخطيرة أثناء السفر، والمسافر الذي قضى أكثر من ثلاثة أشهر في الدول النامية، مشيرة إلى أن الأمراض التي يمكن تجنبها أو الوقاية منها بالتطعيم هي شلل الأطفال، والتيتانوس، والدفتيريا، والسعال الديكي، والمستدمية المنزلية فئة "ب" أو الانفلونزا فئة "ب"، والحصبة وأبوكعب، والحصبة الألمانية، والتهاب الكبد الوبائي فئة "أ"، والتيفوئيد، وحمى عضة القراد الدماغية، والحمى الصفراء، والتهاب الكبد الوبائي فئة "ب"، والتهاب السحائي، والالتهاب الدماغي الياباني، وداء الكلب.
كما أشارت إلى الشروط الصحية لسلامة الأكل والشرب متمثلة في الأغذية المطبوخة، إذ ينبغي التأكد من طبخها جيدا وتكون ساخنة عند التقديم، وغلي اللبن غير المبستر قبل تناوله، وتجنب المثلجات "الآيس كريم" إذا كان المصدر غير مأمون، وغلي أو معاملة الماء بالكلور إذا لم يتم التحقق من سلامته، وشرب الشاي والقهوة ساخنة وشرب العصائر والمشروبات الكحولية والغازية المعبأة أو المعلبة، وتجنب الأسماك والأصداف التي قد تحتوي على البيوتوكسين السام.
وأكدت وجود تطعيمات محددة متمثلة في الكوليرا للاجئين، والأنفلونزا لكبار السن وضعاف المناعة والمصابين بأمراض مزمنة، والتهاب الكبد الوبائي فئة "أ" عند الذهاب إلى المناطق التي يستوطن بها المرض، والالتهاب الدماغي الياباني عند الذهاب إلى المناطق التي يستوطن بها المرض، ومرض الليم للمسافرين للغابات في مواسم انتشار المرض، والتهاب السحائي المكوري للمسافرين إلى المناطق التي بها وبائيات من المرض، والنيوموكوكال "مرض الكرويات الرئوية" إلى كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، وداء الكلب إلى مناطق استيطان المرض، وحمى عضة القراد الدماغية بالمناطق التي يستوطن بها المرض، والسل للمسافرين لفترة طويلة بالدول التي يوجد فيها المرض بنسبة عالية "للرضع فقط"، وحمى التيفوئيد للمسافرين إلى مناطق استيطان المرض، والحمى الصفراء للمسافرين إلى المناطق التي تكثر فيها الغابات، أما التطعيمات الإلزامية، فتشمل تطعيم الحمى الصفراء عند زيارة الدول التي يتوطن بها المرض، وتطعيم الالتهاب السحائي المكوري للمسافرين إلى الحج والعمرة.
وأوضحت أن السباحة تكون مأمونة في الخارج بتجنب البحيرات والأنهار وجداول الماء النقي، وتجنب السباحة عند وجود أي التهاب في الجلد أو الأذن، وتجنب استخدام بدلات السباحة التي تخص الآخرين، وتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترة طويلة، وتجنب السباحة بعد وجبة ثقيلة.
كما أكدت عدم وجود لقاح خاص بالملاريا حاليا، ولكن الاحتياطات التي يجب اتخاذها لتجنب الإصابة بالمرض تتمثل في تجنب لسعات البعوض قدر الإمكان، والحرص على تغطية الذراعين والساقين وارتداء الملابس ذات الألوان الداكنة، واستخدام المسكن المحمي من البعوض للنوم أو استخدام شبكات صيد البعوض، واستخدام مبيد الحشرات للقضاء على البعوض في المناطق المعرضة، أما في حال التعرض للسع فيجب تنظيف مكان اللسعة مباشرة، ووضع مرهم مطهر أو مضاد للحساسية فورا، وتناول قرص من الحبوب المضادة للحساسية إذا دعت الحاجة لذلك
العدد 1043 - الخميس 14 يوليو 2005م الموافق 07 جمادى الآخرة 1426هـ