العدد 1048 - الثلثاء 19 يوليو 2005م الموافق 12 جمادى الآخرة 1426هـ

بلير يتفق مع المسلمين خلال لقائهم على محاربة "أيديولوجيا الشر"

"القاعدة" تمهل أوروبا شهرا لسحب قواتها... باكستان توفد سرا وزير خارجيتها إلى بريطانيا

التقى رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أمس زعماء الجالية الإسلامية التي يصل عدد أفرادها إلى نحو 1,6 مليون نسمة بغية الحصول على دعمهم في التصدي للتطرف الإسلامي ومحاربة "ايديولوجية الشر". وصرح بلير بأن هناك رغبة قوية لدى جميع المجتمعين في التوجه إلى المجتمعات المسلمة لمواجهة "الأيديولوجية الشريرة". وقال إن هذه الأفكار يجب أن تهزم بقوة العقل والحوار. وأضاف أنه لمس رغبة قوية لدى كل المشاركين لتأكيد ضرورة خلق آليات تسهم في جذب المتشددين للاندماج في الإطار الاجتماعي ومواجهة التشدد بصورة أكثر جدية. وأشار إلى أنه جرى الاتفاق على تشكيل فريق عمل يكون مسئولا عن هذه المهمة. وعقد اللقاء في دوانينغ ستريت بحضور زعيمي حزبي المعارضة المحافظين مايكل هاورد والليبراليين الديمقراطيين تشارلز كينيدي.

في وقت أعرب مسئولو الحكومة عن شعورهم "بالرضا" بشأن الفتوى التي أطلقها 500 من علماء وزعماء الجالية الإسلامية، وجاء فيها أن "مرتكبي هذه الأعمال البربرية مجرمون وليسوا شهداء". وستقرأ الفتوى في جميع مساجد بريطانيا في خطبة الجمعة بعد غد. في المقابل، ندد القائد السابق للمجموعة الإسلامية الأصولية البريطانية "المهاجرون" أنجم شودري باللقاء الذي عقد رافضا إدانة اعتداءات لندن.

في غضون ذلك، يعكف وزير الداخلية تشارلز كلارك على إعداد مشروع يحدد الشروط التي يجب أن تتوافر في أئمة المسجد، وهي أن يكون ملما باللغة الإنجليزية، وأن يجتاز امتحانا في المعلومات العامة بشأن القوانين المدنية، كما يتطلب حضور المتقدم دورة تدريبية تهدف للترويج للإسلام المعتدل. وأعلن كلارك أن الحكومة توصلت إلى اتفاق مبدئي مع المعارضة المحافظة والليبرالية - الديمقراطية بخصوص القانون الجديد لمكافحة الإرهاب الذي يجري إعداده. وقال: "سنبحث تفاصيل القانون فيما بيننا في سبتمبر/ أيلول المقبل"، مشيرا إلى أن المشروع سيعرض في أكتوبر/ تشرين الأول على البرلمان وسيدخل حيز التنفيذ في ديسمبر/ كانون الأول. ويتزامن لقاء بلير مع الجالية المسلمة مع لقائه الرئيس الأفغاني حامد قرضاي ومناقشة التعاون بين البلدين في مجالي مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات. ويأتي ذلك مع إصدار حكم بالسجن عشرين عاما على زعيم الحرب الأفغاني زرداد خان بتهمة التعذيب واحتجاز رهائن في بلاده فيما يشكل سابقة في بريطانيا.

في غضون ذلك، أمهل تنظيم "القاعدة" في بيان يحمل توقيع "كتائب أبوحفص المصري"، أوروبا شهرا واحدا لسحب قواتها من العراق مهددا باعتداءات مشابهة لهجمات لندن.

وعلى صعيد سير التحقيقات، أفادت الشرطة البريطانية أنه تم تمديد فترة التوقيف الاحترازي للمشتبه فيه الوحيد في إطار التحقيق في الاعتداءات حتى السبت المقبل.

وفي باكستان، قال مسئولون إن قوات الأمن اعتقلت 25 شخصا يشتبه في أنهم إسلاميون متشددون في سلسلة مداهمات تمت في إقليم البنجاب تتصل بالتحقيقات في تفجيرات لندن. وقالت مصادر أمنية إن الحكومة الفيدرالية قامت بتسليم قائمة تضم أسماء 136 شخصا من هذه العناصر، كما قامت الشرطة باستجواب ذي شان صديقي الباكستاني الأصل البريطاني الجنسية المعتقل في سجن مدينة بيشاور لمعرفة ما إذا كانت له صلة بالمتورطين.

وعلى الصعيد ذاته، كشفت صحيفة "نيشن" الباكستانية أن وزير الخارجية خورشيد محمود قصوري يقوم حاليا بزيارة سرية للندن تتعلق بالتحقيقات الجارية، وأنه سيبحث مع المسئولين البريطانيين الجوانب المختلفة للقضية. وفي مصر، ذكرت صحيفة "الأهرام" أن السلطات البريطانية قررت عدم إيفاد أي محققين إلى القاهرة لمتابعة التحقيقات مع مجدي النشار. ونقلت عن مصدر أمني كبير أن النشار لن يفرج عنه حاليا.

من ناحية أخرى، كشف استطلاع نشرته "الغارديان" أن ثلثي البريطانيين يعتقدون وجود صلة بين حرب العراق والتفجيرات. وعلى صعيد الاحترازات الدولية، قال مسئولو قطارات الأنفاق في أميركا إن الشرطة تبحث إمكان القيام بعمليات تفتيش عشوائية للحقائب التي يحملها الركاب. أما في فرنسا، فأعلن وزير الداخلية نيكولا ساركوزي أن بلاده ستجرد الأئمة الفرنسيين الذين يدعون إلى ما وصفه بـ "إسلام متطرف" من جنسيتهم الفرنسية والتوسع في طرد الأئمة الأجانب الذين يتميز خطابهم الديني بالتطرف.


لندن خفضت مستوى التأهب قبل الاعتداءات

واشنطن - أ ف ب

أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس أن بريطانيا قامت قبل ثلاثة أسابيع من وقوع اعتداءات لندن بخفض مستوى التأهب لمكافحة الإرهاب اثر تلقي تقرير سري يستبعد عملا إرهابيا.وأضافت الصحيفة أن تقريرا صادرا عن المركز المشترك لتحليل الإرهاب أكد انه "ليس هناك حاليا مجموعة لديها القدرة والرغبة في مهاجمة" البلاد. وتم بالتالي خفض مستوى التأهب من خمس إلى أربع درجات على مقياس مؤلف من سبع درجات. وربط التقرير بين مخاطر الإرهاب في بريطانيا والحرب في العراق، في نظرية تم التعبير عنها في تقرير آخر تابع لـ "شاثام هاوس" الذي جاء فيه أن الحرب على العراق أعطت "قوة دفع" لـ "لقاعدة".


بريطانيا منعت 200 عالم أجنبي من الدراسة

لندن - يو بي آي

كشفت صحيفة "الغارديان" أمس أن أجهزة الأمن منعت أكثر من 200 عالم أجنبي من الدراسة في الجامعات البريطانية خلال الأعوام الأربعة الماضية لتخوفها من أن هؤلاء يمكن أن يشكلوا تهديدا إرهابيا. وقالت إن العلماء كانوا بين أكثر من 2000 باحث تقدموا بطلبات للجامعات لإجراء أبحاث في مجالات علم الكيمياء وعلم التكنولوجيا الحيوية وعلم الأحياء المجهري. وأضافت أن الجامعات تعتبر مكانا يجذب الإرهابيين، لذلك تقوم بتحويل طلبات المتقدمين التي تشك في أمرها إلى برنامج التدقيق الطوعي الذي أحدثته الخارجية العام ،1994 والذي يهدف إلى منع العلماء الأجانب من تعلم مهارات على التراب البريطاني يمكن أن تستخدم لتطوير أسلحة دمار شامل

العدد 1048 - الثلثاء 19 يوليو 2005م الموافق 12 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً