العدد 1050 - الخميس 21 يوليو 2005م الموافق 14 جمادى الآخرة 1426هـ

نقاب المرأة المسلمة... مدرسة تجده زينة وأخرى لا تحبذه

هل أتاح لها فرصة الزواج أم أعاقها؟!

على نقيض ما هو شائع تجد بعض المنقبات أن النقاب لم يكن يوما عائقا أمامهن في الحصول على فرصة الزواج بل إن هناك منهن من وجدن النقاب زينة للمرأة المسلمة طالما ساهم بشكل كبير في ازدياد حظهن في الزواج. لكن الأمر هنا لا يخلو من وجهات نظر أخرى تجد أن النقاب هو عنوان لاخفاء ملامح وفتنة المرأة التي هي أمر مهم بالنسبة إلى الشاب المقبل على الزواج. وهم يستندون في ذلك الى أن النقاب ليس من الواجبات، اذ يكفي المرأة أن تكون محجبة تكتفي باخفاء شعرها وفتنتها مع امكان ظهور وجهها وكفيها.

كما أن مسألة النقاب وعلاقته بزواج المرأة لا تعتبر لدى البعض شيئا مذكورا وهم يرجعون السبب في ذلك الى أن أعداد البنات غير المتزوجات من المنقبات ليس أكثر من البنات المتبرجات، الأمر الذي يحيل بالضرورة الى سؤال الشباب أنفسهم عن أهمية الحجاب عندهم في التقدم الى الفتيات للزواج والى المعايير التي يعتمدونها في اختيار الفتاة التي يودون الاقتران بها. كما أن هذا الموضوع يتطلب ابداء رأي الشرع فيه. ونحن هنا في هذا التحقيق ألقينا تلك الأسئلة على مجموعة مختارة من النساء والشباب وأهل العلم والدين فخرجنا بالروى الآتية...

آراء متباينة

رئيسة لجنة المرأة والطفل بمركز السنابس الثقافي بهجة هلال رفضت فكرة كون النقاب يشكل عائقا أمام زواج المرأة بل أصرت على أن النقاب أتاح فرصة أكبر للمرأة للزواج. وأضافت: "أن ارتداء النقاب أو عدم ارتدائه هو حرية شخصية فلا أجد في ارتدائه بأسا طالما أنه يشكل جزءا من اللباس الإسلامي، هذا الى جانب وجود فتيات غير محجبات وهن كذلك لا يحظين بفرصة كبيرة في الزواج. لذلك أتصور أن النقاب لا يشكل عقبة أمام زواج الفتيات، فالمسألة لا ترجع الى ارتداء النقاب أو عدمه بل الى طبيعة الفتاة وطريقة تربيتها التي أحاطت بها في بيتها والى مستوى تفكيرها.

ولا أتصور أن هناك من الناس كثيرين من الذين يفكرون بهذه الطريقة. واذا كان هناك شباب ينظرون الى النقاب بشكل سلبي ويرغبون في التعرف على المرأة عن طريق وجهها وجماله، فهناك أيضا من الشباب على الجانب الآخر من ينظر الى المرأة والى أخلاقها فالآراء هنا تتفاوت وتتباين".

خطأ التنشئة

وكذلك رأت رئيسة لجنة المرأة بجمعية التوعية صفية يوسف الرأي نفسه وشددت على إن المسألة تحتاج الى دراسات واحصاءات حتى يمكن القول أن فرص زواج المنقبات أقل من فرص المتبرجات، وان كانت ترى أن المنقبة هي التي تحظى بفرص الزواج أكثر من المتبرجة. وأضافت: "أن ينظر الشاب إلى الفتاة على أنها شكل فقط فهذا شأنه الذي لا نتفق معه عليه. وانما على الشاب أن يضع مجموعة من المعايير التي يقيس على أساسها الفتاة التي يريد الاقتران بها.

أما قول "الشاب" إنه لا يستطيع رؤية الفتاة المحجبة فهذا أمر يكذبه الواقع فلو أنه كان طالبا في الجامعة مثلا وأعجبته فتاة مثلا وأراد الاقتران بها وكانت منقبة فهو يستطيع أن يراها عند التقدم لها. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أجد أن الزعم بأن المرأة المنقبة أقل حظا من المرأة المتبرجة في الزواج يحتاج الى مسح والى احصاءات ودراسات، فكوننا نحكم على شريحة كبيرة من المجتمع وهن المنقبات بأنهن الأقل يحتاج الى اثبات.

ولكن من جانب آخر، أود الاشارة الى أن النقاب الذي ترتديه المرأة إنما جاء بفعل العرف وليس الشرع فهو لم يثبت وقد قمت بدراسة هذا الأمر فتبين لي أن الفقهاء لا يعتبرونه فرضا وإنما هو مستحب أو احتياط وجوبي. كما أن اللباس يتغير من زمان الى زمان. ولكن ومع ذلك فأنا مثلا منقبة وعشت بين الناس ولم أشعر يوما أن الحجاب شكل مشكلة بالنسبة إلي لا في الحضور ولا في الادلاء بالرأي واثبات الوجود وكنت أشارك في الجمعيات والمنتديات وأنا مرتدية النقاب وهنا يبدو خطأ الشباب حينما يصفون الفتاة المنقبة بأنها ليس لها شخصيتها وحضورها، فالمسألة هنا لا تتعلق بالنقاب وانما الأمر راجع الى نمط التنشئة".

الاكتفاء بالحجاب

أما الشاب حسين العصفور الذي يمثل رأيه رأي شريحة كبيرة من الشباب فهو لا يتفق مع الرأي السابق وإنما يرى أن اكتفاء الفتاة بالحجاب الإسلامي أفضل لها من ناحية حضورها وأفضل لها من ناحية الحصول على فرصة العمل. وهو أمر يشكل بالنسبة إلى الشاب الذي يبحث عن الفتاة العملية أمرا مهما. وأوضح العصفور: "في اعتقادي أن الحجاب أمر كاف للمرأة ولا داعي للنقاب. فالمشكلة أن الشاب منا ينظر دائما إلى النقاب على أنه يشكل عقبة أمام ظهور المرأة وأمام عملها. فهو ذاته لا يشكل بالنسبة لنا عائقا، وانما اعاقته لعملها هو الذي يصرفنا عن المرأة المنقبة. فالذي نلاحظه أثناء العمل مثلا أن المرأة المنقبة تنأى بنفسها عن الاختلاط بالناس، الأمر الذي يجعل فرصة العمل بالنسبة لها تقل ونحن شباب وفي مثل هذه الظروف من الحياة الصعبة نبحث عن المرأة التي تعمل. لذلك ومن خلال اختلاطي بالشباب وجدت أنهم لا يميلون كثيرا الى الفتاة المنقبة وإنما الى الفتاة المحجبة المحتشمة".

تفضيل المحجبة

وفي الوقت الذي أكد فيه المدرس فاضل نجيب الفكرة السابقة وهي أن الشباب يميلون الى المحجبة المحتشمة أكثر من ميلهم الى المنقبة نفى نجيب أن النقاب يشكل عائقا أمام زواج المرأة. وأضاف: "لا أعتقد أن النقاب قد أثر سلبا على فرصة الفتاة في الزواج. وأنا أستند في ذلك الى أن حالات تأخر الزواج لا تنحصر في فئة المنقبات فقط وإنما هي ظاهرة شاملة تشمل المنقبات وغيرهن. فمسألة عنوسة المرأة ترجع الى أسباب أخرى.

وهناك نقطة أخرى أود ايضاحها وهي أن الشباب اذا أراد الزواج فليس بالضرورة أن يرى الفتاة التي يود الزواج بها فالأمر سيان هنا بين المنقبة وغير المنقبة فهناك فتيات غير منقبات ارتبطن بأزواجهن عن غير طريق الرؤية المباشرة وإنما عن طريق السؤال والبحث".

مدرستان

وكان لرئيس قسم البحوث والاعلام بوزارة الشئون الاسلامية عبدالله عبدالكريم رأيه الذي أيد فيه فكرة الاكتفاء بالحجاب الإسلامي في هذا الوقت طالما أن الحجاب يكفي للتدليل على حشمة المرأة وعلى قدرتها على الحضور في المجتمع. وأوضح: "أنا شخصيا أوافق رأي من يقول إن الحجاب كاف وألا يتحول نقاب المرأة حين تخرج للعمل عائقا لها.

إن هناك وجهات نظر متعددة في هذا الموضوع ونحن نعرف أن هناك من يرى أن النقاب سبب من أسباب تأخر زواج المرأة، وهناك من يرى أن هذه فكرة غير سليمة وهي وجهات نظر علينا احترامها. وإن كنت أرى أنها فكرة غير صحيحة فلا يقع الذنب على النقاب في تأخر الزواح، وإنما هناك عوامل أخرى وهناك من الشباب من يبحثون عن المتنقبة. إن النقاب هي مسألة قديمة الجذور وهناك مدرسة تراها فريضة وواجبا وهناك مدرسة ترى عكس ذلك"

العدد 1050 - الخميس 21 يوليو 2005م الموافق 14 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:54 ص

      النقاب والزواج

      اري ان النقاب ليس عائقا علي الاطلاق في مسالة الزواج انما هو رزق من عند الله سبحانه وتعالي واري كثيرا من القتيات اللاتي لا يرتدين النقاب ليس متزوجات وتاخر سن زواجهن وهم شريحة ليست قليلة ولكن ظروف الحياة اختلفت كيرا وهناك العديد من المشكلات التي تعمل علي تاخر سن الزواج ولا يقتصر علي الفتاة فقط بل علي الشباب ومن هذه المشكلات البطالة غلاء المهور ارتفاع تكاليف الزواج مع المبالغة في تكاليف الزواج والله ولي التوفيق

اقرأ ايضاً