العدد 2944 - الإثنين 27 سبتمبر 2010م الموافق 18 شوال 1431هـ

أثرياء الخليج هم الأكثر نشاطاً في إدارة ثرواتهم

خلال السنوات المتقدمة من العمر

أصحاب الملايين في الأسواق الناشئة تحت عمر 45 عاماً
أصحاب الملايين في الأسواق الناشئة تحت عمر 45 عاماً

يلاقي التقاعد رفضاً ملحوظاً من قبل جيل جديد من الأثرياء العاملين، الذين يرغبون بالاستمرار في العمل طالما أنهم قادرون على ذلك. هذا ما تقوله «باركليز ويلث» في أحدث تقارير «إنسايتس» الصادرة عنها، بعنوان «وهم التقدم في العمر، كيف يعيد الأثرياء تحديد تقاعدهم». يظهر هذا التقرير، وهو الإصدار الثاني عشر ضمن سلسلة «باركليز ويلث إنسايتس»، أن أصحاب الثروات الطائلة في المملكة العربية السعودية (92 في المئة) والإمارات العربية المتحدة (91 في المئة) وقطر (89 في المئة)، هم الأكثر رغبة، بين الذين شملهم الاستطلاع، في مواصلة العمل خلال السنوات المتقدمة من العمر.

ويُظهر البحث أنه، في حين أن أصحاب الثروات في الخليج هم الأكثر حماساً للعمل في السنوات المتقدمة من العمر، يبدو أن ظاهرة «عدم التقاعد» تحظى بشعبية كبيرة حول العالم، ولكن بدرجة أقل بالنسبة إلى المملكة المتحدة (60 في المئة) والولايات المتحدة (54 في المئة)؛ إذ تظهر هذه النسب الرغبة بالاستمرار في العمل. ومن ناحية أخرى فإن سويسرا (34 في المئة) وإسبانيا (44 في المئة) واليابان (46 في المئة)، هم الأقل رغبة بمواصلة العمل بعد التقاعد. ويمكن تفسير ذلك، إلى حد ما، بأنه ناتج عن التفاوت في العمر، فإن 59 في المئة من أصحاب الملايين في الأسواق الناشئة تحت عمر 45 عاماً، مقارنة مع 16 في المئة في أوروبا و21 في المئة في الولايات المتحدة.

وقد تعكس رغبة الأشخاص الذين طالهم الاستطلاع من الخليج مواقف اجتماعية مختلفة لمفهوم التقاعد نفسه. فقد حظيت أوروبا بنحو خمسة عقود أو أكثر من الوقت لتتكيف مع مفهوم التقاعد الممول في سن الـ 65 تقريباً. وخلافاً لذلك، فهذا المفهوم يفتقد إلى جذور قوية في منطقة الشرق الأوسط.

وقالت الرئيس التنفيذي لباركليز ويلث في الشرق الأوسط، سهى نشأت: «يعتبر هذا التوجه نحو عدم التقاعد بمثابة خطوة للتغيير بالنسبة إلى الأثرياء. فبينما كانت الأجيال السابقة ترغب بإنشاء الثروة في وقت مبكر من العمر بهدف الاستمتاع بها عند التقاعد، فإن هذا التقرير يعكس موقفاً مختلفاً؛ إذ يريد الأغنياء الاستمرار في تحدي أنفسهم إلى ما بعد سن التقاعد المتعارف عليه. وفي الواقع، يفضل كثير من «اللا متقاعدين» أن يشاركوا ويأخذوا التحدي بنشاط بصرف النظر عن أعمارهم فيما يتعلق بمواصلة حياتهم العملية».

ويبدو أن 60 في المئة من الأثرياء الذين شملهم الاستطلاع العالمي يقولون إنهم يخططون ليصبحوا «لا متقاعدين»، مبتعدين بذلك عن التقاعد التقليدي، ليختاروا الاستمرار في العمل وإنشاء الشركات وأخذ مشاريع جديدة في السنوات المتقدمة من العمر. وتُظهر النتائج بأنه من المتوقع نمو مفهوم عدم التقاعد على مدى العقود المقبلة، ويؤكد ما يزيد على 70 في المئة ممن شملهم الاستطلاع، والذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً، بأنهم سيعملون دائماً بشكل ما.

يحدد التقرير أيضاً أن أصحاب الثروات في الخليج هم الأكثر اهتماماً بشأن التخطيط للخلافة في العالم.

ويشعر نحو 100 في المئة ممن شملهم الاستطلاع في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بالمسئولة المالية تجاه أطفالهم. فعلى سبيل المثال، أشار أغلب من شملهم الاستطلاع في دول الخليج أنهم يرغبون بترك كمية كبيرة من ثرواتهم لأطفالهم بعد وفاتهم. كما ذكر هؤلاء الأثرياء أن الجيل القادم سيعيش حياة أكثر ثراء من حياتهم، وأنهم يشجعون أطفالهم لتحقيق النجاح في حياتهم.

ويبيِّن البحث أيضاً أن هناك توجهاً في أوساط الأثرياء جداً ينطوي على الشعور بالمسئولية المالية تجاه أطفالهم أكثر من غيرهم من المجموعات الغنية، ونلاحظ أن معظم أصحاب الثروات في قطر (94 في المئة) والإمارات (91 في المئة) يعتبرون أن انتقال ثرواتهم إلى الجيل التالي أمر مهم.

ومن جانب آخر، نجد أن الأفراد الأثرياء في اقتصادات الدول المتقدمة لا يشعرون بأنهم مسئولون مالياً تجاه الجيل التالي بنسبة (38 في المئة) في سويسرا و(41 في المئة) في اليابان و(44 في المئة) في الولايات المتحدة ليكونوا في آخر القائمة.

يذكر، أن أصحاب الثروات الطائلة في دول الخليج يريدون أن يتمتع أبنائهم بفهم أفضل لأموالهم، وهو ما قد يفسر اتجاههم الواضح نحو الاشتراك الفعال في إدارة المحافظ الاستثمارية في السنوات المتقدمة من العمر. وكما رأينا في الإصدار الحادي عشر من تقارير باركليز ويلث إنسايتس «ثروات الأمم المتغيرة»، فإن أصحاب الثروات في الخليج هم الأكثر نشاطاً في المشاركة بإدارة محافظهم الاستثمارية. وأظهرت الدراسة أن هؤلاء الأثرياء في دول الخليج يمضون قدراً كبيراً من الوقت في إدارة محافظهم الاستثمارية بالمقارنة مع الدول الأخرى، ويُظهر الإصدار الثاني عشر أن هذا التوجه مستمر حتى خلال السنوات المتقدمة من العمر.

وأضافت سُهى نشأت: «على رغم أن العديد من الناس قد يستمرون في العمل بشكل جيد في السنوات المتقدمة من العمر؛ إلا أنه لا ينبغي أن يتجنبوا التخطيط للخلافة. وفي كثير من الحالات تستلزم الحياة العملية الأطول أهمية وضرورة أكبر للحاجة إلى اتخاذ قرارات التخطيط للخلافة لكي تتم في وقت أقرب بكثير».

العدد 2944 - الإثنين 27 سبتمبر 2010م الموافق 18 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:50 ص

      الأسباب واضحة

      لان الشعوب الخليجية يائسة من مستقبل المنطقة لان قادتها فاشلين لا يملكون اي نظرة مستقبلية ثابتة لهذا السبب معظم العرب يحاولون ترك ثروة لأطفالهم قبل مماتهم.
      اما بالنسبة للقضية المتقاعدين ، لان الموظف الخليجي لا يعمل في فترة شبابه اصلاً بل هي مجرة بطالة مقنعة ، فلما يصل إلى سن التقاعد يدرك انه لم ينجز شي يذكر في شبابه فيدفعه هذا لمحاولة تحقيق انجاز معين فيعمل على انشاء مشاريع وغيرها.

اقرأ ايضاً