نجح علماء أميركيون في استخدام ثلاثة جينات في تحويل خلايا من النسيج الضام بالبشرة إلى خلايا عضلية. وتذكر هذه النتائج الجديدة التي توصل إليها باحثون تحت إشراف البروفيسور ديباك سريفاستافا بجامعة كالفورنيا في سان فرانسيسكو بالنتائج العلمية التي توصل إليها الياباني شينيا ياماناكا العام 2006 والتي أحدثت ضجيجا علميا واسعا آنذاك عندما استخدم ياماناكا طريقة مشابهة لتحويل خلايا بالبشرة إلى خلايا جذعية.
وتبين هذه النتائج الجديدة مرة أخرى مدى مرونة الخلايا للتحول إلى أنواع أخرى من الخلايا حسبما يؤكد العلماء. ونشرت نتائج الدراسة في مجلة «سيل» البريطانية المعنية بالدراسات العلمية المتعلقة بالخلية. وأجرى سريفاستافا وفريقه العلمي دراساتهم على خلايا فيبروبلاست والتي توجد أيضا في النسيج الضام بالبشرة ويمكن فصلها من هذا النسيج بسهولة نسبياً. وفي هذا السياق أكد فريق الباحثين الأميركيين أن نصف القلب تقريباً مكون من هذه الخلايا. وأراد الفريق خلال الدراسة تحويل أحد مراكز الجينات الأساسية في هذه الخلايا للحصول على خلايا عضلية للقلب.
وكان الباحثون يعرفون قبل بدء التجارب 14 جينا يعتقدون بأنها تلعب دورا محوريا في تطور القلب وأدخلوا هذه الجينات إلى خلايا فيبروبلاست ثم استعادوها مرة أخرى ونقلوها إلى البروتينات الخاصة بها. ثم قام الباحثون في مراحل لاحقة باستبعاد بعض أجزاء هذه الخلايا شيئا فشيئا إلى أن تبقت لديهم تركيبة من ثلاث جينات وقالوا إن نسبة 20 في المئة من خلايا فيبروبلاست التي عولجت بهذا الشكل تحولت إلى العضلات القلبية المرغوب بها حسبما ذكر الباحثون في مجلة سيل. وأشار الباحثون إلى أن الخطوات الأولى لهذا التحول حدثت أثناء الأيام الثلاثة الأولى من استزراع الخلايا ثم ظهرت بعد عدة أسابيع خلايا قلبية نابضة. وكان العالم الياباني ياماناكا قد استخدم نفس الطريقة في وضع أربعة جينات في الخلايا التي عادت فيما بعد لتتحول إلى خلايا جذعية يمكن تحويلها في مرحلة أخرى إلى نحو 200 نوع من خلايا الإنسان.
غير أن هذه الطريقة أصبحت ممكنة دون استخدام جينات وفيروسات حيث أصبح يكفي إضافة البروتينات الموجهة إلى عملية زراعة الخلايا. ويهدف الفريق العلمي تحت إشراف سريفاستافا إلى استخدام طريقة مشابهة لذلك في تحويل الخلايا حيث يسعون لاستخدام بروتينات يوما ما أو حتى مجرد مواد كيميائية رابطة لإعادة برمجة وظائف الخلايا وذلك كخطوة في سبيل تحقيق هدف آخر بعيد المدى وهو إدخال دعامة للقلب لتوصيل المواد الفعالة المعالجة إلى الأنسجة المتضررة وهو شيء ضروري جدا على سبيل المثال أثناء معالجة الذبحة الصدرية التي تؤدي إلى موت الكثير من الخلايا. ويأمل الباحثون من وراء ذلك في الدفع بخلايا فيبروبلاست المتبقية لتصبح خلايا خاصة بعضلات القلب لإزالة القصور الناتج عن الذبحة الصدرية. وتتميز هذه الطريقة عن طريقة ياماناكا بأنها تتجاوز خطوة التحول للخلايا الجذعية «لأن الخلايا تقفز ببساطة من هوية إلى هوية أخرى» حسبما ذكر الباحثون في دراستهم.
العدد 2948 - الجمعة 01 أكتوبر 2010م الموافق 22 شوال 1431هـ