بدأت أمس (الاثنين) المراحل الأخيرة من عملية إنقاذ عمال المناجم الـ33 المحاصرين في منجم تحت الأرض بعمق 700 متر في تشيلي وذلك قبل 48 ساعة من الموعد المتوقع لإخراجهم. وقد شاركت طائرات مروحية في رحلات تدريبية فوق المنجم في صحراء أتاكاما خلال الليل حتى يتسنى نقل عمال المناجم المحاصرين منذ شهرين بسرعة إلى المستشفى بعد لقائهم مع أقاربهم.
ويأمل عمال الإنقاذ أن يتمكنوا غداً «الأربعاء» من إخراج العمال واحداً تلو الآخر في كبسولة مصممة خصيصاً لهذا الغرض. كما يعد عمال المناجم أنفسهم للتعامل مع الاهتمام الإعلامي حيث هناك وجود إعلامي كبير خارج المنجم. وقد حوصر العمال في الخامس من أغسطس/ آب الماضي عندما انهار ممر في المنجم. وبعد أسبوعين تمكن عمال الإنقاذ من تحديد مكانهم و البدء في إمدادهم بمواد إغاثة عبر فتحات صغيرة. وتجدر الإشارة إلى أنه لم يمض مجموعة من العمال من قبل فترة طويلة كتلك محاصرين في هذا العمق تحت الأرض. وتعد عملية الإنقاذ الأطول و الأكثر تعقيداً التي يتم تنفيذها في مجال التعدين.
ويوم أمس شاهد تسارعاً في الاستعدادات لعملية الإنقاذ مع نهاية تغليف بئر الإنقاذ وتجارب على حجرة الإنقاذ التي تثير مخاوف بعض العمال الـ 33 العالقين.
وعند سطح المنجم تعد أسر العمال الساعات في مخيم الأمل الذي أقيم قرب المنجم واجتاحه مئات من الصحافيين يتواصل تدفقهم يومياً من العالم بأسره.
وقالت كلارينا سيغوفيا شقيقة فكتور سيغوفيا أحد العمال العالقين في قاع منجم سان جوسيه بصحراء اتاكاما (شمال) منذ انهيار المنجم في الخامس من أغسطس «لم نعد نقوى على الاحتمال. نريدهم بجانبنا قريباً».
وأكد وزير المناجم، لورانس غولبورن الأحد الماضي أن عملية الإنقاذ ستبدأ «نحو الأربعاء» وستمتد ليوم ونصف اليوم وبمعدل ساعة لإخراج كل عامل.
وأمل المنقذون صباح أمس (الاثنين) أن يجتازوا مرحلة جديدة مع نهاية تغليف الـ 96 متراً الأولى من بئر الإنقاذ البالغ عمقه 622 متراً وذلك لتسهيل مرور حجرة الإنقاذ التي سيخرج فيها العمال.
ومع نهاية ذلك يبدأ خارج البئر نصب الرافعات والبكرات الضرورية لسحب حجرة الإنقاذ.
كما سيتم في الوقت نفسه إجراء تجارب على الحجرة التي يبلغ قطرها 53 سنتيمتراً والتي صممتها خصيصاً للمهمة ورش صناعة السفن التابعة للبحرية التشيلية.
وعبر بعض العمال لأسرهم عن القلق الذي ينتابهم لدى تفكيرهم في البقاء ساعة في هذه الحجرة الضيقة.
وقالت كلارينا إن شقيقها «سعيد جداً غير أنه خائف من الحجرة. لقد أصبح متوتراً جداً».
وأضاف البيرتو سيغوفيا شقيق داريو سيغوفيا «إنه لا يريد أن يكون أول (الصاعدين) لأنه خائف. لا أحد يريد أن يكون الأول. تخيل انك تصعد 700 متر».
ويؤكد الطبيب الرياضي، جان رومانيولي الذي يتابع وضعهم من السطح أن الخطر الوحيد يكمن في التقيؤ أو في مشاكل في الدورة الدموية.
ولتفادي الدوار بدأ العمال في اتباع حمية خاصة ويقومون بتمارين رياضية استعداداً لمواجهة القلق المصاحب لعملية الإنقاذ.
ويؤكد وزير الصحة، خايمي ماناليش من جهته أن العمال التشيليين الـ 32 والبوليفي العالقين في قاع المنجم، يكادون يتخاصمون على من يكون آخر الصاعدين. بيد أن طريقة تحديد ترتيب الصاعدين تم تحديدها حيث سيصعد الأكثر «مهارة» القادرين على مواجهة الطوارئ أولاً ثم «الأضعف» ومن يعانون أمراضاً مزمنة أو ضعفاً نفسياً و»أخيراً مجموعة الأشداء» القادرين أكثر من البقية على تحمل الانتظار.
وستجرى للعمال بعد إخراجهم فحوصات طبية وسيسمح لهم بلقاء أسرهم مرة أولى قبل نقلهم إلى المستشفى في كوبيابو على بعد أقل من ربع ساعة بالمروحية حيث سيمضون يومين مبدئياً.
كما يواصل العمال تدريبهم مع الصحافي، اليخاندرو بينو الذي يطرح عليهم أسئلة «معقدة وفضولية» لإعدادهم لمواجهة أسئلة وسائل الإعلام عند مغادرتهم المنجم.
العدد 2958 - الإثنين 11 أكتوبر 2010م الموافق 03 ذي القعدة 1431هـ