طالب أهالي قرية كرانة بسرعة استجابة إدارة "المجاري" لحل مشكلة الروائح الكريهة المنبعثة من ساحل منطقتهم جراء وجود مصرفين للمجاري يكبان القاذورات والفضلات في مياه البحر، حتى أمسى الأهالي غير قادرين على البقاء بالقرب من ساحلهم أو الخروج إلى الصيد بسبب تفاعل الرائحة وتركزها وخصوصا عند حدوث الجزر البحري. وشكت طائفة من القاطنين في القرية من ظهور بعض الأمراض الجلدية في أجساد من يدخلون إلى البحر للاستحمام أو الصيد، فقد أصيب البعض بالحساسية والبثور، كما أن ساكني البيوت المطلة على البحر لم يعودوا قادرين على استيعاب الروائح التي تسللت إلى غرفهم والأجواء المحيطة بهم.
ومن جانبه، أكد عضو المجلس البلدي "ممثل الدائرة الثانية" جمعة الأسود أنه اتصل بمدير إدارة المجاري، ولكنه لم يحصل على رد شاف منه بسبب تعرضه لطارئ حال دون ذلك، مشيرا إلى وجود مشكلة في الشبكة العامة للمجاري في القرية التي لم تعد قادرة على استيعاب أية إضافات عليها، فهي بحاجة عاجلة للتوسعة في ظل تزايد عدد البيوت الجديدة.
كرانة - أحمد الصفار
أبدى صيادو وأهالي قرية كرانة انزعاجهم الشديد من الروائح التي تنبعث من ساحل المنطقة بسبب وجود مجريين للصرف الصحي يكبان القاذورات والفضلات مباشرة في البحر، متسببين في الكثير من الأضرار للأحياء البحرية ومهددين بصورة مباشرة مصدر رزق أهالي كرانة ممن يعتمدون على البحر لسد حاجتهم وحاجة أسرهم.
ومن جهته، أشار البحار خليل البصري إلى أن الرائحة لوحظت قبل أسبوعين بعد أن بدأت في التزايد وخصوصا عندما يكون البحر في حال الجزر، إذ تبرز الفضلات على سطح الرمال باعثة روائح كريهة جدا، وحاولنا في البداية أن نستكشف مصدر هذه الأوساخ إلى أن تبين لنا أن هناك مكبين للمجاري يعملان على تصريف مياه المجاري من المنازل إلى البحر مباشرة.
وأوضح المواطن عيسى كاظم "من سكنة كرانة" أن لديه اتصالا مع أحد ساكني البيوت الجديدة في القرية وعند حديثه عن مياه الصرف الصحي أفاد بأن منزله موصل مباشرة بإمدادات صرف صحي مطلة على البحر، وهو ما يعني أنه غير متصل بشبكة المجاري المركزية.
ولفت كاظم إلى أن الأهالي وآخرين من المترددين على المنطقة عادة ما يستحمون بمياه البحر، وقد أصيب بعضهم أخيرا بأمراض جلدية مثل الحساسية والبثور، إلى جانب وجود عدد من البحارة ممن يعولون الكثير على البحر في توفير طعامهم وتدبير شئون حياتهم اليومية، ولكن اتضح اليوم أن معظم الأسماك نفقت وتحديدا تلك الموجودة في الحظائر.
ونوه محمد جعفر هزيم وهو أحد المترددين على البحر بأن الأهالي اتصلوا هاتفيا بالعضو البلدي جمعة الأسود إذ أكد أنه سينظر في المشكلة القائمة بين البحارة وأصحاب المنازل الجديدة التي تصرف مياه المجاري إلى البحر، مشيرا إلى أنهم لم يحصلوا من العضو البلدي أي رد مرض حتى الآن.
ونبه هزيم الى أن قنوات المجاري المشرفة على الساحل لا تبعد سوى بضعة أمتار عن المنازل، وهو الأمر الذي تسبب في ضيق ساكنيها وجزعهم من الروائح التي يزداد تركيزها عند غياب مياه البحر في حال الجزر، مبينا انه قام بمخاطبة إدارة صحة البيئة التي التزمت فقط في القيام برش المبيدات الحشرية، سائلا عن الجدوى من رش هذه المبيدات في ظل استمرار رمي فضلات المجاري في البحر، إذ بعد أن كان الماء صافيا أصبح الآن مائلا إلى الصفرة حتى لا يكاد المرء يستشف منها الأحياء البحرية الصغيرة وهي تراوح مجيئا وذهابا.
إلى ذلك، قال عضو المجلس البلدي " ممثل الدائرة الثانية" جمعة الأسود إنه اتصل بمدير إدارة المجاري، ولكن لحدوث طارئ ألم به تأجل الرد "على اتصال الأسود" بشأن أي إجراء ربما يتخذ لمعالجة الوضع الحالي.
وألمح الأسود الى وجود بيوت واقعة في شمال القرية غير متصلة بالشبكة العامة للمجاري والتي لم تعد قادرة على تحمل أية إضافة عليها، مشيرا إلى حاجة الشبكة المذكورة الى التوسعة، كما أن هناك ما يقارب الـ 10 منازل تم توصيلها بمجاري الأمطار التي تصب مباشرة في البحر، وذلك كحل مؤقت لمشكلة الضغط على الشبكة، وفي هذه الأحوال يتم تسريب المياه المستخدمة من دون فضلات باتجاه البحر ولكن يبدو أنه في الآونة الأخيرة حدث هناك فائض في الخزانات الصحية في البيوت حتى أن الأوساخ بدأت تتسرب منها نحو الساحل
العدد 1073 - السبت 13 أغسطس 2005م الموافق 08 رجب 1426هـ