طمأن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين العلماء بقوله "ابشروا خيرا"، مؤكدا جلالته "تقبل النصيحة". وقال :"همنا هو الانتقال إلى الأفضل ولن نسمح للمسيرة الإصلاحية أن تسير إلى الأسوأ أبدا" وذلك بعد أن سلمه السيدالوداعي ستة عشر مطلبا سياسيا واجتماعيا، تتعلق بعدد من القضايا المهمة، ومنها المسألة الدستورية، والبطالة، والإسكان، والتجنيس، وقانون الجمعيات السياسية، ومسائل أخرى تتعلق بالشأن الديني مثل الفساد الأخلاقي، وتدريس المذهب الجعفري، وموضوع الأحوال الشخصية وغيرها.
جاء ذلك خلال زيارة جلالته إلى السيدجواد الوداعي في منزله ظهر أمس "الاثنين" وذلك ضمن تواصله مع أصحاب الفضيلة العلماء إذ قام في اليوم نفسه بزيارة مماثلة إلى رئيس محكمة الاستئناف العليا الشرعية الدائرة السنية الشيخ إبراهيم بن عبداللطيف آل سعد في فريق الفاضل.
وخلال زيارة جلالته إلى الوداعي ألقى السيدعبدالله الغريفي كلمة استعرض فيها عددا من النقاط أسماها بـ "الأزمات الخطيرة" وقال "عزمة من عزماتكم يا جلالة الملك يمكن لها أن تحل هذه الأزمات".
باربار - عقيل ميرزا
قال عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة "إن الحركة السياسية في البحرين ليست نقطة ضعف، وإنما هي مصدر قوة للنظام، وإننا لا نريد لشعبنا أن يتسم بصفة شعب السمع والطاعة فقط، بل إن المطالب، هي تقوية للنظام، ومشاركة فاعلة تسير بالوطن إلى الأمام".
جاء ذلك خلال زيارة جلالته للسيد جواد الوداعي في منزله ظهر أمس "الاثنين" وذلك ضمن تواصله مع أصحاب الفضيلة العلماء إذ قام في اليوم نفسه بزيارة مماثلة لرئيس محكمة الاستئناف العليا الشرعية الدائرة السنية الشيخ إبراهيم بن عبداللطيف آل سعد في فريق الفاضل.
وخلال زيارة جلالته الشيخ آل سعد ألقى فضيلته كلمة رحب فيها بجلالة الملك وبهذه الزيارة الكريمة التي تدل على تقدير جلالته للعلماء وإشادته بجهودهم في خدمة الدين والإسلام والمسلمين، وأشار في كلمته إلى بعض الأمور التي تهم المجتمع البحريني وإصلاحه، كما ألقى محمود يوسف المحمود والشاعر عبدالرحمن رفيع قصيدتين شعريتين بهذه المناسبة.
وخلال زيارة جلالته السيد جواد الوداعي ألقى نجله السيد سعيد الوداعي كلمة نيابة عن السيد الوداعي رحب فيها بجلالة الملك وبهذه الزيارة التي أسعدت جميع أهالي باربار.
إلى ذلك أكد السيد جواد الوداعي في تصريح خاص لـ "الوسط" أنه سلم جلالة الملك رسالة تشتمل على ستة عشر مطلبا سياسيا واجتماعيا، تتعلق بعدد من القضايا المهمة، ومنها المسألة الدستورية، والبطالة، والإسكان، والتجنيس، وقانون الجمعيات السياسية، ومسائل أخرى تتعلق بالشأن الديني مثل الفساد الأخلاقي، وتدريس المذهب الجعفري، وموضوع الأحوال الشخصية وغيرها، كما ذكر الوداعي أنه تحدث مع جلالة الملك بشأن رفع الحد الأدنى للأجور.
كما ألقى السيد عبدالله الغريفي في مجلس السيد جواد الوداعي كلمة رحب فيها بجلالة الملك المفدى مشيدا بنجاح المشروع الإصلاحي ووسائل دعم هذا المشروع من خلال عرض بعض ما يتطلع إليه المواطنون من برامج ورؤى في هذا الشأن.
واستعرض الغريفي في كلمته عددا من النقاط وصفها بـ "الأزمات" مشيرا إلى أن الثقة في أن صدر جلالة الملك لن يضيق بها وقال "هي أزمات خطيرة إذا لم تعالج فستهدد المشروع الإصلاحي" موجها كلمته إلى جلالة الملك بقوله "إن عزمة من عزماتكم يا جلالة الملك يمكن لها أن تحل هذه الأزمات".
وبدأ الغريفي أزماته بـ "الجوع والعراء" إذ قال "لا تقبلون يا جلالة الملك أن ينام أحد رعيتكم بالجوع والعراء"، كما تطرق الغريفي إلى الملف الطائفي بقوله "الجرح الطائفي يشكل جرحا موجعا وبيدكم أن تلامسوا هذا الجرح".
وعرج الغريفي في كلمته على ملف المشاركة السياسية وقال "مازالت هناك معوقات أمام المشاركة السياسية، ومازالت بعض القوانين مصدر تأزيم للوضع السياسي".
كما أكد الغريفي في كلمته على ضرورة الاهتمام بملف الفساد الأخلاقي، مشيرا إلى تاريخ البحرين الديني، ومشيرا إلى قيمة الأخلاق لدى هذا الشعب.
وتحدث الغريفي في كلمته عن الحوار بين السلطة والقوى السياسية وقال "مازالت لغة الحوار في قضايا هذا الوطن متعثرة كل التعثر" متسائلا "هل آن الوقت لأن يطرح جلالة الملك مبادرة حوار جديدة".
ووجه الغريفي في كلمته الأنظار إلى المستوى المعيشي والخدمي للقرى وقال "مازالت الكثير من المناطق والقرى في حال مزرية لا تتناسب مع المشروع الإصلاحي".
وشدد الغريفي على ضرورة استقلالية المؤسسات الدينية خصوصا القضاء، والأوقاف، وقال "لا بد من إشراك العلماء، لإذابة المخاوف من الهيمنة الرسمية على تلك المؤسسات" كما تطرق إلى ضرورة أن تشمل المناهج الدراسية الدينية المذهب الجعفري.
وانتقد الغريفي الإساءة إلى الرموز الدينية والوطنية واصفا إياها بأنها "تتنفس في مواقع مختلفة" كما وجه نقده إلى دعاة الفتنة الذين يشككون في الانتماء الوطني لطائفة كبيرة في هذا الوطن بحسب تعبيره.
وأكد الغريفي في كلمته أيضا ضرورة تعويض ضحايا التعذيب، كما اشتملت كلمته على "ملف التجنيس" وقال "التجنيس مصدر رعب وقلق، ونريد من جلالتكم كلمة تطمئنون بها شعبكم".
من جهته طمأن جلالة الملك الغريفي بقوله "ابشر خيرا" مؤكدا جلالته "تقبل النصيحة" وقال "همنا هو الانتقال إلى الأفضل، وقال "لن نسمح للمسيرة الإصلاحية أن تسير إلى الأسوأ أبدا".
كما ألقى رئيس مجلس أمناء صندوق باربار الخيرى السيد احمد الوداعى كلمة قدم فيها الشكر الجزيل لصاحب الجلالة الملك المفدى على ما تم تحقيقه من إنجازات في قرية باربار مشيرا إلى بعض مطالب أهل القرية.
وقد أمر صاحب الجلالة الوزراء المختصين بزيارة قرية بار بار والاطلاع عن كثب على احتياجاتها.
كما نوه الملك المفدى بدور اصحاب الفضيلة والسماحة العلماء في تعزيز روح الاخوة والتعاون بين افراد المجتمع والدعوة الى الاصلاح من اجل خير البحرين ومستقبلها مؤكدا جلالته أن مملكة البحرين ولله الحمد تعيش في اجواء من المحبة والتسامح ولديها نخبة من العلماء الذين نعتز بهم ونثق بهم ونقدر دورهم وجهودهم المخلصة والجليلة التي يبذلونها لخدمة المجتمع البحريني وخدمة الدين الحنيف موضحا جلالته أن مملكة البحرين ستشهد المزيد من التطور والتقدم في المجالات التنموية والحضارية والتي تصب جميعها في صالح المواطن داعيا الله سبحانه وتعالى ان يديم على البلاد نعمة الأمن والأمان والاستقرار.
وتأتي هاتان الزيارتان جريا على عادة جلالة الملك الحميدة في التواصل وزيارات أصحاب الفضيلة والسماحة العلماء.
وفي تصرح خاص لـ "الوسط" قال الغريفي "إن زيارة جلالة الملك فرصة للتعبير عن همومنا، وقضايانا، وان المطالب التي طرحناها على جلالته جاءت بناء على رحابة صدر جلالة الملك، ودورنا هو التأكيد على هذه المطالب في كل مناسبة".
وفي تصريح آخر لرئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان عقب اللقاء قال "إن ما طرح في هذه الزيارة يعكس نبض المجتمع وهمومه، وعلى رغم أننا لا نعتقد أن هذه الزيارة يمكن أن تحل جميع المشكلات العالقة فإن جلالته استمع إلى المطالب برحابة صدر، كانت واضحة". وعما إذا كان هناك لقاء مرتقب بين جمعية الوفاق وجلالة الملك قال سلمان "هذا التوجه موجود لدى الجمعيات السياسية، ونحن من بين تلك الجمعيات التي لديها رغبة وتوجه في لقاء جلالة الملك، إلا أن مدى الاستجابة لهذه الرغبة أمر متروك للديوان الملكي".
تضمنت 16 مطلبا من بينها الإصلاح والتجنيس وقانون الجمعيات والبطالة ومحاربة الطائفية
عاهل البلاد يتسلم مطالب السيد جواد الوداعي
الحمدلله رب العالمين بارئ الخلائق أجمعين والصلاة والسلام على حبيبه ومصطفاه الصادق الأمين محمد وآله الطاهرين المعصومين وعلى صحبه المنتجبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
صاحب الجلالة حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين حفظه الله.
بعد التحية والإكرام...
يطيب لي أن أتقدم باسم سماحة العلامة سيدي الوالد السيد جواد الوداعي بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لجلالتكم على هذا القدوم المبارك، كما وأثمن زيارتكم لنا في منزلنا. قدمتم أهلا إلى بيتكم وحللتم سهلا بين أهلكم.
إننا في الوقت الذي نستقبل فيه جلالتكم، ونرحب بقدومكم إلينا أجمل ترحيب. نضع بين أيديكم أمورا هامة وقضايا ضرورية ومشكلات تنتظر الحل السريع نعرضها عليكم لتقوموا أنتم بدوركم في إحالتها إلى مستشاريكم كل حسب حقله ومجال عمله الذي أنيط به، ثم إصدار أوامركم السامية بوجوب التنفيذ بشكل يخدم الوطن والمواطنين ويبني المجتمع البحريني بكل أطيافه على أسس رصينة وقوية ويشيد صروح الدولة على قواعد صلبة لا تعصف بها العواصف مهما قويت ولا تزيلها القواصف مهما اشتدت.
والآن سأحاول أن أجمل هذه الأمور والقضايا والمشكلات والمطالب في بنود:
الأول: المواصلة الجدية والفاعلة لبرنامجكم الإصلاحي والتفعيل المدروس والدقيق لأصوله وبنوده بحيث تتجاوز الأقوال إلى الأفعال ويترجم التصور إلى التصديق.
الثاني: إن ملف التجنيس العشوائي مازال يشكل هاجسا مخيفا وشبحا مرعبا. فالأمل أن تطمئنوا شعبكم لكلمة من شأنها أن تبعث الاطمئنان في نفوس أبناء الشعب وتكون بارقة أمل في أن القيادة تسعى دائما لخير الوطن والمواطنين وإشاعة الهدوء والاستقرار.
هذه جملة من مطالبنا واحتياجاتنا ومجموعة من قضايانا وهمومنا قدمناها لجلالتكم في هذا اللقاء والأمل فيكم وطيد أن تكون موضع عنايتكم ورجاؤنا الإسراع في تنفيذها.
الثالث: تفويت الفرصة على كل من يحاول بوجه أو بآخر تكريس الطائفية البغيضة بين صفوف المجتمع البحريني المسلم بالعمل على توحيد الصف ووحدة الكلمة ونبذ الفرقة ثم السعي الحثيث من أجل تحقيق الشفافية بأبهى صورها وعلى كل الصعد، لكي ينعم هذا التراب والقاطنون على هذه الأرض بنعمة الاعتصام بحبل الله والتمسك بالإسلام المحمدي الأصيل.
الرابع: إن تفاقم لغة الإساءة لبعض الرموز الدينية وبعض المذاهب التي تحتل مساحة كبيرة في البلد، و محاولات الاستفزاز التي تظهر بين حين وآخر على مواقع الإنترنت وصفحات الصحف المحلية، ثم التشكيك في الانتماء الوطني لطائفة كبيرة من أبناء هذا الوطن المعطاء ليشكل إرباكا للساحة كما أنه يجر إلى تداعيات خطيرة ويؤدي إلى نتائج وخيمة لها سلبياتها على العمل السياسي ويهدد في الأخير بانهيار البرنامج الإصلاحي.
انصحوا هؤلاء بالعودة إلى الصف الوطني و الوحدة الإسلامية، وارشدوهم لسلوك لاحب الجادة وواضح الطريق لينصهر الجميع في بوتقة الإسلام المحمدي الأصيل.
الخامس: إن التعايش فيما بين المذاهب الخمسة قائم على قدم وساق منذ القدم في هذا الأرخبيل، وآفاق التفاهم الواسعة فيما بين مختلف أطيافه جلية وواضحة - لا تفتقر إلى نقاش - مارسها في غابر الأيام أجدادنا وآباؤنا وعليها نشأ في الحاضر أبناؤنا، وفي دربها اللاحب تسير في المستقبل أجيالنا. من هذا المنطلق سبق وان أكدنا وها نحن نؤكد ضرورة إدخال المذهب الجعفري في جميع المراحل الدراسية بدءا بالمرحلة الابتدائية ومرورا بالمرحلة الإعدادية والثانوية وانتهاء بالمعاهد والجامعات.
السادس: إن قانون "الجمعيات السياسية" سبق وأن عرض على مجلس النواب لمناقشته فتمت الموافقة عليه وأقره بعد ذلك مجلس الشورى وهذه الموافقة وهذا الإقرار قد أثارا زوبعة في صفوف المعارضة ولكن سرعان ما هدأت. والحقيقة التي يجب أن تقال: ان القانون - في واقع الأمر - يتنافى وبرنامجكم الإصلاحي الداعي إلى الحرية في التعبير والشفافية وممارسة الطقوس الدينية والشعائر المتزنة كل حسب مذهبه وطريقته. وقد لا نجانب الحقيقة عندما نصرح بالقول ان قانون الجمعيات السياسية هو عودة لقانون أمن الدولة الذي تكرمتم بإلغائه وايقاف العمل به.
فالقانون مرفوض من قبل الجماهير جملة وتفصيلا، وكلنا أمل في أن تصدروا أوامركم بإلغاء هذا القانون أو على الأقل إيقاف العمل به.
السابع: إننا نرفض وبضرس قاطع أن يقع قانون الأحوال الشخصية تحت المظلة الرسمية والوضعية وندعو - دائما - مختلف الشرائح المسلمة لعقد حوارات مع العلماء لحل كل الإشكالات.
الثامن: تأكيد مبدأ الحوار في كل المسائل العالقة لتزول بذلك في السرعة الممكنة كل العقبات عن طريق العمل في إحقاق الحق وإزهاق الباطل.
التاسع: إن المشكلة الدستورية التي أثيرت وربما سببت غليانا في الشارع لبعض الوقت هي مطلب صفوف المعارضة بالتعديلات الدستورية في بعض بنود ميثاق العمل الوطني. وهذا المطلب حق طبيعي يضمنه الدستور لكل مواطن كما أن لكل فرد ينتمي لتراب هذا الوطن شرعية ممارسته لهذا الحق وليس لأحد حق معارضته والوقوف في طريقه.
العاشر: إن مشكلة الإسكان ما فتأت تشكل العقبة الكأداء في طريق الكثيرين من أبناء هذا الوطن. فهناك من العوائل قد لا تملك مأوى ملائما لسكنى الآدميين.
والبعض الآخر قد يسكن في بيت آيل للسقوط. وقد نما إلى علمنا أن جلالتكم قد تبنى مشروعا تحصر فيه كل البيوت الآيلة للسقوط في كل المحافظات ثم هدمها وبناؤها أو ترميمها - إن كانت قابلة للترميم - إلا أن هذه البيوت التي أعيد بناؤها أو تم ترميمها قد تم فعلا تسليمها إلى أهلها إلا أنها ناقصة الخدمات. إننا في هذه اللحظات نطالب بتوسيع المشروعات الإسكانية في البلد، ولا يتم ذلك إلا بإصدار توجيهاتكم إلى الجهات المعنية في وزارة الأشغال والإسكان لينهض هؤلاء المسئولون عن ملف الإسكان بعمل مخططات تقام عليها مجمعات إسكانية واستحداث وبناء مدن سكنية تكفي لسد حاجات الكثيرين من أبناء الشعب.
الحادي عشر: وجوب النظر في أمور حياة موظفي المملكة ذوي الدخل المحدود في القطاع الحكومي والطبقة العاملة في القطاع الخاص ثم السعي الجاد إلى تحسين أوضاعهم المعاشية وذلك بترفيع مرتباتهم وتنظيم معاشاتهم بشكل يواجه هذه الطفرة الفاحشة في الأسعار إلى حد عجز فيه ذوو الدخل المحدود العاملون في القطاع الخاص من توفير أقل الخدمات الضرورية، أو إيجاد كل ما تطلبه العائلة من حاجيات.
والآن وبعد الوقوف على حالات بائسة كهذه نناشدكم الحل السريع في سبيل انقاذ هؤلاء من خطر المجاعة الماحق أو الإنفلات في شراك الجريمة الذي بات يهددهم كل حين فالبدار البدار في انتشال هؤلاء من فقر مذقع إلى غنى يكفهم - على أقل التقادير - من ذل السؤال.
الثاني عشر: غلق ملف البطالة في البلد والذي راح يمثل ماردا مرعبا يطارد كل العاطلين عن العمل أينما كانوا وأنى كانوا ليغتال كرامتهم ويريق ماء وجههم على صخرة الذل والهوان. ومطلبنا في هذا المجال هو الإسراع في إيجاد فرص عمل لهؤلاء الذين هم في سن المراهقة، وهذا السن - كما لا يخفى عليكم - هو من أخطر أيام الإنسان في هذه الحياة سقوطا وانحدارا في مستنقعات الرذيلة ومهاوي السفل السلوكي والانحطاط الخلقي ولكي تحفظ لهؤلاء كرامتهم وتصان من ذل السؤال نضارة وجوههم.
ليعمل الجميع من القمة للقاعدة متعاونين في إيجاد الدواء الناجح لجراح هؤلاء وبمساعدة جدية من السيد وزير العمل وبممارسة عملية بالمضي في خطوات سريعة وذلك بالاتصال المتواصل مع إدارات المؤسسات والشركات وبالتعاون المثمر الذي يبديه رجال الأعمال وبفضل الجهود المتضافرة من كل الشرائح تذلل كل الصعاب وتنحل بذلك أعظم معضلة يعيشها الآلاف من الشباب.
الثالث عشر: العمل الجاد والدؤوب للقضاء على كل بؤر الفساد المستشري في البلد والمحاربة الشديدة لكل أنواع الانحراف كغلق حانات الخمر وهدم دور الدعارة أينما كانت ومنع تعاطي الخمور في الفنادق أو الشاليهات أو المقاهي وغيرها ثم مطاردة كل المنحرفين وإنزال أقسى العقوبات بكل المجرمين والمفسدين في الأرض على أن يكون الحكم على أولئك وفق ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله "ص".
الرابع عشر: أكدنا ونؤكد: أن ملفي القضاء والأوقاف يرجعان في كل الأحوال إلى المختصين في مسائل وأحكام القضاء والأوقاف وهم العلماء ورموز الملة، كما أنه ليس لأحد حق ممن لا صلة له بالأمور الشرعية ولا اضطلاع له كاف بالمسائل الفقهية التلاعب في هذين الملفين. هذا هو رأينا لا نحيد عنه ولا قيد أنملة وسنبقى عليه مصرين لأنه يجسد الأمانة التي أمرنا الله بأدائها وفرض علينا المحافظة عليها.
الخامس عشر: استحداث وتطوير مراكز صحية في كل أنحاء المملكة وبشكل يلبي حاجيات ومتطلبات المواطنين من توفير الأدوية والعقاقير الطبية وسد حاجات المرضى بوفرة الممرضين والممرضات والتوظيف لأعداد من الأطباء والطبيبات وبحيث يجد كل من يرتاد المركز الصحي أو المستشفى من يعالجه ويعتني به.
السادس عشر: تأسيس وبناء مدارس لجميع المراحل لتحتضن الأعداد الهائلة من البنين والبنات، وإعداد معلمين يمتازون بالكفاءة العلمية والسلوكية ليقوموا بواجب التربية وحق التعليم في كل المدارس والمعاهد، كما أنني لا أنسى أن ألفت نظر المسئولين في حقل التربية أن يعملوا جادين على تطوير المناهج بتأليف كتب تعتمد الكفاءة العقلية والثقافة الواسعة والاضطلاع الموضوعي حتى يصل فيه الطلبة إلى مستوى علمي راق. أما الكتب والمناهج الحالية - فاسمحوا لي أن أقول أنها - قد أكل الدهر عليها وشرب وصارت عديمة الجدوى فلا فائدة فيها ولا طائل تحتها والطلبة الدارسون لهذه الكتب يتخرجون من مدارسهم وهم أميون أو أنصاف أميين وبلغ من أمر بعضهم أنهم لا يتقنون القراءة الصحيحة ولا يجيدون الكتابة.
هذه جملة من مطالبنا واحتياجاتنا ومجموعة من قضايانا وهمومنا قدمناها لجلالتكم في هذا اللقاء والأمل فيكم وطيد أن تكون موضع عنايتكم ورجاؤنا الإسراع في تنفيذها.
وفي الأخير نكرر شكرنا لكم على هذه الزيارة وعلى هذا اللقاء آملين أن تجد هذه المطالب طريقها إلى التنفيذ.
أخذ الله بأيدينا جميعا إلى طريق الخير والصلاح والرشاد إنه مولانا سميع الدعاء قريب مجيب.
ولكم منا فائق الاحترام والتقدير
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
العدد 1075 - الإثنين 15 أغسطس 2005م الموافق 10 رجب 1426هـ