قالت الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا - جامعة البحرين الطبية (RCSI Bahrain) أن من المحتمل أن يواجه قطاع الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي نقصا في مهارات التمريض.
فقد أوضح رئيس الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا - جامعة البحرين الطبية(RCSI Bahrain) البروفيسور كيفن أومالي: «تقوم الحكومات بنجاح بتنفيذ إستراتيجية للاستثمار في بنيتها التحتية الطبية الوطنية لخدمة السكان المتزايد العدد في المنطقة، بالإضافة إلى كون ذلك سببا لاجتذاب الاستثمارات الأجنبية».
وأضاف «إلاّ أن نجاح هذه الإستراتيجيات في تشجيع المواطنين المؤهلين لممارسة الطب، سيواجه تحديا طالما ظل النقص في مهارات التمريض. وأن أهمية خدمات التمريض في قطاع الرعاية الصحية كثيرا ما يلاقي الإهمال، إلاّ أنه من دون توفير متواصل لممرضين مؤهلين لدعم العناية بالمرضى وأعمال الفرق الطبية، سيعوق معدل النمو المحتمل للقطاع».
وتقوم المؤسسات الرائدة مثل الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا بمعالجة النقص في تخصصات التمريض في المنطقة وذلك بافتتاح مبانٍ للجامعة عبر الشرق الأوسط. ولدى الكلية الملكية للجراحين في أيرلندا في الوقت الحاضر مرفق للتعليم العالي في مدينة دبي الطبية يضم 130 طالبا وطالبة مقيدين في برنامجين لنيل شهادة الماجستير. كما افتتحت مقرّا متطورا في البحرين مطلع هذا العام.
إلى ذلك قالت رئيسة مدرسة التمريض والتوليد في الكلية الملكية للجراحين في أيرلندا ـ جامعة البحرين الطبية بتول المهندس قائلة: «من خلال خبرتنا، نلاحظ ارتفاعا سريعا في عدد الطلاب الذين يلتحقون بمعاهدنا في المنطقة، إلاّ أن معدل الالتحاق من جانب المواطنين بتخصصات التمريض لا يوازي عدد الذين يلتحقون بالجراحة والأشعة وطب الأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعي. وطبقا لأحدث الدراسات، فإن دبي لديها في المتوسط 29.1 ممرضا لكل 10.000 نسمة. وفي مقابل ذلك، فإن بلدانا مثل النرويج وفنلندا لديها 100 ممرض لكل 10.000 نسمة. ولضمان أن يفي القطاع باحتياجات دبي ودول مجلس التعاون الخليجي بوجه عام من الناحيتين الاقتصادية ورعاية المرضى، فإن المنطقة في حاجة إلى مزيد من المواطنين المطلوبين لدراسة مهنة التمريض».
وتأتي وجهة نظر الكلية الملكية للجراحين في أيرلندا في وقت يواصل فيه قطاع الرعاية الصحية بالمنطقة توسعه السريع، مدعوما بالاستثمارات التي توظفها الحكومات لخلق أسواق خاصة لتوفير الرعاية الصحية وتحولها من جهات لتوفير الرعاية الصحية إلى جهات رقابية على هذه الخدمات.
وتشير الدراسات إلى أن سوق الرعاية الصحية في دبي وحدها ينمو بمعدل 14 في المئة على مدى السنوات الخمس المقبلة، مع صرف ملياري دولار على خدمات الرعاية الصحية خارج البلاد في كل عام.
ومن أهم عوامل نمو سوق الرعاية الصحية، نمو السكان حيث شهدت دول المنطقة زيادة في السكان تقدر بعشرة أمثال ما كانت عليه في سبعينات القرن الماضي.
ويقدر سكان دول مجلس التعاون الخليجي حاليّا بنحو 40 مليون نسمة، ومن المقدر له أن يتضاعف بحلول العام 2025. وهناك عوامل أخرى مثل نمو السياحة الصحية في المنطقة التي تستعمل وسيلة لجذب الاستثمارات الأجنبية، وهي تساهم في نمو السوق الإقليمية.
يشار إلى أن الكلية الملكية للجراحين في أيرلندا تعمل في الشرق الأوسط منذ أكثر من 25 سنة، وتعمل حاليّا على توفير الخبرات الطبية على أساس تعاقدي لوزارات الصحة في البحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت والأردن والمملكة العربية السعودية. وتقوم الكلية بتدريس مقررات في إدارة الرعاية الصحية وتدريب في الجراحة الأساسية، ومنذ العام 2004 وهي تعقد امتحانات للدراسات العليا في الجراحة في البحرين بجامعة البحرين الطبية. ولسد النقص في مهارات التمريض في البحرين، افتتحت الجامعة مدرسة للتمريض والتوليد في العام 2006. وفي الكويت، تقوم الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا بتدريس مقررات في التعليم العالي وتعقد امتحانات في طب الأسنان وعلم الأشعة. وفي الأردن، تدرّس الكلية مقررات وتعقد امتحانات في طب الأسنان والجراحة منذ أكثر من 10 سنوات.
وفي إطار استراتيجيتها لتلبية الاحتياجات المتنامية في سوق الرعاية الصحية في البحرين، أقامت الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا شراكة مع تمكين ـ صندوق العمل البحريني ـ الذي يقوم حاليّا بتمويل 60 مقعدا للتمريض كل سنة.
العدد 2420 - الثلثاء 21 أبريل 2009م الموافق 25 ربيع الثاني 1430هـ