تم أمس بجامعة البحرين تخريج 2000 طالب وطالبة ضمن الفوجين 20 و21 في حفل التخرج الذي رعاه رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة.
إلى ذلك، وصف رئيس الوزراء لحظات تكريم سموه للطلبة والطالبات بأنه «يوم من أيامنا السعيدة لأننا فيه نقطف ثمرة استثمارنا في الإنسان البحريني، وفيه نطمئن بأن مستقبلنا واعد لأننا نستند إلى مخزون بشري مؤهل بسلاح العلم، وفيه نشهد ما حققته مسيرتنا التعليمية في مختلف فروع العلم والمعرفة من نهضة وتقدم».
وأضاف سموه «كان بودي أن أصافح كل طالب وطالبة وأشد على أيديهم، مهنئا لهم إنجازهم العلمي، ففي تخرجهم ولادة فوج من أبنائنا الذين يبدأون مرحلة جديدة من العمل الوطني نحو البناء والتنمية ورسالتنا لأبنائنا الخريجين هي الاستمرار في المضي بالروح والعزم والزخم نفسه في الحياة العملية، فالوطن يحتاج الى العطاء من أبنائه وألا يبخلوا بجهودهم عليه فالبحرين بحاجة إلى كل عقل يخطط وساعد يبني».
وكان رئيس الوزراء قد تفضل فشمل برعاية سموه الكريمة حفل تخريج الفوجين العشرين والحادي والعشرين من طلبة جامعة البحرين، حيث قام سموه بتكريم 176 خريجا من حملة الدكتوراه والماجستير والخريجين المتفوقين الحاصلين على جوائز في مستوى البكالوريوس والخريجين المتميزين في البحث العلمي.
وأكد رئيس الوزراء بهذه المناسبة أن تحقيق الجودة الشاملة في التعليم مطلب حكومي ومرتكز رئيسي للسياسات والبرامج التي تستهدف الارتقاء بالمسيرة التعليمية الوطنية وجعلها دائما رائدة، ونفخر بما تحقق على هذا الصعيد.
ولفت سموه إلى أن التنمية البشرية هي التحدي الأكبر أمام الدول، والبحرين تمكنت ولله الحمد من التعامل الأمثل مع هذا التحدي عبر إعطائها التعليم حقه من الاهتمام والعناية، معربا عن الاعتزاز بالسمعة الطيبة التي يمتاز بها خريجو جامعة البحرين على المستوى المحلي والخليجي.
وقال سموه: «إننا نعتز بما قدمته جامعتنا الوطنية جامعة البحرين عبر مسيرتها الأكاديمية سواء من حيث إثراء العملية التعليمية أو في خدمة المجتمع ونقدر عاليا طاقمها الأكاديمي والإداري ونعتز بخريجيها الذين أصبحت بصماتهم واضحة في شتى المجالات التنموية.
وأعرب رئيس الوزراء عن الثقة بقدرة أبناء البلاد من الخريجين والخريجات في التعامل مع البرامج والمشروعات التنموية الطموحة التي تسعى إليها الحكومة وبقدرة هذه الكفاءات على تطويع العلم في خدمة التنمية البشرية والتنمية المستدامة التي تتطلع الحكومة دائما إلى أن تكون في موضع الصدارة.
فيما أناب سموه وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي ورئيس الجامعة إبراهيم جناحي لتكريم بقية المشاركين في الحفل الذي يعد الأكبر في تاريخ الجامعة، حيث تجاوز عدد المشاركين فيه 2300 خريج وخريجة.
من جهته، قال رئيس مجلس أمناء الجامعة وزير التربية والتعليم ماجد علي النعيمي في كلمة له خلال الحفل: «لقد تمكنت جامعة البحرين بتوفيق من الله تعالى، ثم بتوجيهات سموكم، وجهود كادرها الأكاديمي والإداري المتميز، من تحقيق الكثير من الإنجازات التي نفخر بها، سواء فيما يتعلق بتطوير برامجها الأكاديمية، أو بتعزيز بنيتها الأساسية، أو بتطوير خدماتها التعليمية وتجويد مخرجاتها لتلبية احتياجات التنمية الشاملة في وطننا العزيز».
ولفت النعيمي إلى أن «مجلس أمناء الجامعة قام خلال العام الدراسي 2008/2009م، باتخاذ الكثير من القرارات التي ساعدت الجامعة على المضي قدما في أداء رسالتها على أكمل وجه، منها ما يتعلق باتخاذ الإجراءات العملية لتنفيذ ما ورد في برنامج الحكومة الموقرة، الذي تفضلتم سموكم به، والمتعلق بمبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب، وذلك بإنشاء وافتتاح كلية البحرين للمعلمين، باعتبارها إحدى كليات الجامعة وتحت إشرافها من النواحي الأكاديمية والإدارية والمالية».
وذكر أن «من هذه القرارات أيضا فتح باب القبول في برامج الدراسات العليا في مختلف الكليات، بعد أن توقف ذلك لفترة من الزمن، لإعادة تقييم البرامج والأنظمة والتجهيزات المخبرية والمكتبية ذات العلاقة، كما وافق على فتح مركز خاص بالاستشارات والدراسات الدستورية والقانونية، ومركز آخر للدراسات التاريخية، لما لذلك من أهمية على الصعيدين الوطني والعلمي، كما وافق على إنشاء وحدة خاصة للأبحاث التطبيقية للبيولوجيا الجزئية».
وتحدث الوزير في كلمته عن جهود مجلس التعليم العالي في سبيل تحقيق الجودة وفق أفضل المعايير المعتمدة في التعليم العالي، ومبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب، مختتما حديثه بتهنئة «الطلبة الخريجين الذين يحظون اليوم بشرف هذا التكريم الذي استحقوه بفضل ما بذلوه من جهد واجتهاد».
من جانبه، نوَّه رئيس جامعة البحرين إبراهيم جناحي في كلمة له في الحفل بإنجازات رئيس الوزراء، وبرعايته لأبنائه الطلبة، وقال: «هذه أياد بيضاءُ تَعَوَّدْناها منْ سموكمُ الكريمِ، إذ تتعهدون المتميزين بالرعايةِ، ليتسابقوا إلى ما فيه خير هذا الوطن».
وأضاف جناحي: «كما امتدَّ دوركم الرَّائد برفع المستوى المعيشي للمنتسبين إلى الجامعةِ، فكلمة محبَّةٍ وثناء وتقدير حمَّلَني إيَّاها لَكُمْ - يا صاحبَ السموِّ - جميع المنتسبين إلى جامعة البحرين لهذه اللفتة الكريمة».
وفي جانب آخر، من كلمته قال جناحي: «إن الجامعة وضعت نَصْب عينيها جملة من المرتكزات التي بدأت بتنفيذِها للوصولِ إلى التميز والجودة في التعليمِ الجامعيِّ، وذلكَ بسعيِ الجامعةِ إلى الحصولِ على الاعتمادِية في جميعِ كُلِّيَّاتِها وأقسامِها»، مشيرا في هذا السياق إلى أن «الجامعة شكلت أحد عشر فريقا من خِيرَة أساتذتِها لوضع استراتيجيتِها للسنوات الآتية، مِنْ أجل تطوير المعاييرِ الأكاديمية وجودة التعليم».
وخاطب الرئيس الطلبة قائلا: «تتوشحون اليوم فرحة لا توصف، بعدما اجتزتم المحطة الأولى، وصولا إلى مراكز العمل التي ترحب بخريجي جامعة البحرين، وتنزلهم في المنازل الرفيعة، فاليوم أنتم أمام ناظري الوطن كله، فلا تنسوا أبدا أنكم جيل المرحلةِ الفاصلة، وتحيَّنوا الفرص السانحة، فإنَّكم لا تعلمون أتأتي مجددا أم لا».
من جهتهم، أبدى الطلبة الخريجون سعادتهم الغامرة وفخرهم بمشاركتهم في الحفل الذي يرعاه رئيس الوزراء.
فقد قالت الخريجة رانية باقر التي ألقت كلمة الخريجين مخاطبة سموه: «إنه لشرف لي بقدر ما هو مصدر فخر واعتزاز أن أقف بين يدي سموكم الكريم في هذا اليوم الأغر ممثلة الفوجين: العشرين والحادي والعشرين من زملائي وزميلاتي الخريجين والخريجات في جامعة البحرين».
وتابعت «في هذا المقام الكريم يحق لنا نحن الخريجين والخريجات أن نشيد بجامعتنا جامعة البحرين التي تعد صرحا علميّا كبيرا يخرِّج الأجيال، والتي غدت عنوانا للتميز وموئلا لترسيخ قيم المواطنة البناءة».
ورأت باقر أن «الوقت حان لرد جزء من الجميل تجاه وطننا العزيز»، وخاطبت زملاءها قائلة: «فكونوا خير بُناة للمستقبل، مخلصين في عملكم، وكونوا ممن يرفع اسم الوطن في كل محفل».
وعقب كلمة الخريجين تفضل رئيس الوزراء بتكريم 176 خريجا وخريجة من طلبة الدكتوراه والماجستير والمتفوقين من طلبة البكالوريوس الذين تشرفوا بمصافحة سموه، معربين عن اعتزازهم بهذه اللفتة الأبوية الكريمة.
وسلم سمو رئيس الوزراء المتفوقين (34) جائزة مصنفة بحسب الاختصاص وحملت كل جائزة أحد أسماء علماء المسلمين، ومن بينها جائزة للمتميزين في البحث العلمي في جميع الكليات.
وحظي طلبة كلية الآداب بـ (8) جوائز كالآتي: جائزة الخليل بن أحمد الفراهيدي في اللغة العربية، وجائزة البخاري في الدراسات الإسلامية، وجائزة حنين بن إسحق في اللغة الإنجليزية، وجائزة ابن خلدون في علم الاجتماع، وجائزة لسان الدين الخطيب في الخدمة الاجتماعية، وجائزة الشريف الإدريسي في الجغرافيا التطبيقية، وجائزة ابن بطوطة في الإعلام، وجائزة الطبري في التاريخ.
وخُصِّصت (4) جوائز لكلية إدارة الأعمال، وهي كالآتي: جائزة صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة في الإدارة الحديثة، وجائزة أبي الوفا البوزجاني في المحاسبة، وجائزة أبي الفرج قدامة بن جعفر بن زياد في الاقتصاد، وجائزة عبدالرحمن بن عوف في التسويق.
كما خُصِّصت (4) جوائز لكلية التربية، كالآتي: جائزة أبي الحسن الماوردي في تكنولوجيا التعليم والمعلومات، وجائزة سيف بن ذي يزن في التربية الرياضية، وجائزة أبي زيد البلخي في علم النفس التربوي، وجائزة يحيى بن محمود الواسطي في الفنون التربوية.
وحظي طلبة كلية العلوم بـ (4) جوائز، وهي كالآتي: جائزة الخوارزمي في الرياضيات، وجائزة ابن الهيثم في الفيزياء، وجائزة جابر بن حيان في الكيمياء، وجائزة ابن البيطار في علوم الحياة، وجائزة ثابت بن قرة في الإحصاء وبحوث العمليات.
وخُصِّصت كذلك (9) جوائز لكلية الهندسة، وهي كالآتي: جائزة يعقوب بن إسحق بن الصباح الكندي في الهندسة الكيميائية، وجائزة أبي الحسن بن يونس في الهندسة المدنية، وجائزة يزيد بن سلام في العمارة، وجائزة عبدالرحمن الخازني في الهندسة الميكانيكية، وجائزة محمد بن موسى بن شاكر في الأجهزة الدقيقة والتحكم، وجائزة رشيدالدين بن الصوري في الهندسة الإلكترونية، وجائزة أحمد بن السراج في التصميم الداخلي، وجائزة البغدادي في علوم المعادن، وجائزة أبي الريحان البيروني في الهندسة الكهربائية.
كما خُصِّصت (3) جوائز لكلية تقنية المعلومات، هي: جائزة أبي كامل الحاسب في علوم الحاسوب، وجائزة ابن النديم في نظم المعلومات الإدارية، وجائزة أبوالقاسم الأنطاكي في هندسة الحاسوب.
وحصل طلبة كلية الحقوق على جائزة واحدة أيضا هي جائزة القاضي أبي يوسف الأنصاري في الحقوق. وخصصت عمادة البحث العلمي جائزة الرازي في البحث العلمي لأفضل باحث خريج في كل كلية من كليات الجامعة.
العدد 2420 - الثلثاء 21 أبريل 2009م الموافق 25 ربيع الثاني 1430هـ