أمام طموح وحلم التأهل للمونديال، واجه منتخبنا الوطني لكرة القدم الكثير من التحديات التي استطاع الاتحاد البحريني لكرة القدم تذليلها بدعم كامل ولا محدود من المؤسسة العامة للشباب والرياضة، فتفريغ اللاعبين وتوظف العاطلين منهم يعد من أكبر التحديات التي واجهت مسيرة الكرة البحرينية في السنوات الأخيرة، ووجدت طريقها إلى الحل كنتاج منطقي للتطور الملموس في مستوى منتخبنا الوطني وتجاوب المسئولين عن الرياضة والكرة البحرينية الذين حققوا المزيد من النجاحات التي لم تقتصر على مسألة توفير الظروف المثالية لنجوم المنتخب، بل تعداها إلى رفد الجهاز الإداري للمنتخب بخبير متخصص في الإعداد الذهني، مثلما حقق الاتحاد نجاحا تسويقيا باهرا بإبرامه الاتفاق التاريخي مع شركة بتلكو الذي وصلت قيمته 1,2 مليون دينار بحريني باعتباره أكبر عقد رعاية في تاريخ الرياضة البحرينية.
وعلى رغم تلك الطفرات التي تعد نوعية وتحسب لاتحاد الكرة، فإن المنتخب لايزال يحتاج إلى أمور قد يعتبرها البعض هامشية، إلا أنها ذات معنى كبير تعبر عن مدى توافق الطموح مع الإمكانات، فالجهاز الفني يكاد يصل إلى الكمالية من حيث الكم بوجود الاختصاصي النفسي في الفريق الذي حظي بإشادة من معظم الأقلام الصحافية، على رغم أن اللاعبين والإداريين هم أدرى بمدى جدوى وجوده مع الفريق وآثاره الإيجابية والذي لابد من وضع معايير تقييم عمله، وقياس مدى التقدم أو الانحدار في نفسيات اللاعبين، لأن المحاضرات التوعية لا تكفي لمعالجة المشكلات النفسية في ظل وجود الكتب والمحاضرات لأشهر الوعاظ!
أيضا، تعاقد الاتحاد مع مدرب للياقة البدنية يشير إلى وجود استراتيجية تطويرية تهدف للوصول إلى العالمية، إضافة إلى وجود مساعدين إلى المدرب لوكا، مدرب حراس، اختصاصي العلاج الطبيعي ومدلك، ولكن كلما اتسعت رقعة الطموح لابد من زيادة طردية على مستوى الإمكانات المادية والبشرية، وعلى رغم وجود شبه تكامل في الأجهزة الفنية، فإن تعزيز الكوادر العاملة في الاتحاد والمنتخبات الوطنية يعد مطلبا منطقيا في ظل النمو المتسارع في مستوى الكرة البحرينية.
المنسق الإعلامي
هذا الموضوع طرحه الكثير من الزملاء الصحافيين في أعمدتهم، ولكنه لايزال في طور المخاض، وربما يظل في عالم الأصلاب بانتظار الخروج إلى النور، وقد يستهين البعض بهذا المنصب ويقلل من شأنه، إلا أن وجود المنسق الإعلامي يسهم بشكل كبير في تنظيم الأمور الإدارية وإيجاد آلية واضحة المعالم تحدد ضوابط علاقة أسرة المنتخب الوطني مع وسائل الإعلام.
ولعل ذاكرة مشاركات المنتخب الوطني في الاستحقاقات المختلفة مليئة بالوقائع التي أبرزت الحاجة إلى وجود ضابط ارتباط متخصص في الشئون الإعلامية يشكل حلقة وصل بين المنتخب ووسائل الإعلام، ويعمل على تنظيم المؤتمرات الصحافية، ولا يترك هامشا إلى الصدفة أو الأخطاء في مجال عمله إذا ما أخذنا في الاعتبار تحول نجوم المنتخب إلى ما يشبه "الفريسة سهلة المنال" - إذا جاز التعبير - لفضول الإعلاميين، في وقت افتقدت فيه بعض التصريحات الإعلامية التي يطلقها إلى الموضوعية المطلوبة، وأثارت حينها ردود فعل مختلفة كتلك التصريحات التي أطلقها بعض نجوم المنتخب غداة إعلان اتحاد الكرة التعاقد مع سيدكا خلفا لستريشكو التي انتقد فيها أصحابها المدرب الألماني علانية، ما أوقعهم في إحراجات كان من الممكن تجنبها لو تم ضبط المسألة بصورة جيدة... ونحن في هذا الجانب لا نتهم الجهاز الإداري للمنتخب بالتقصير بقدر ما نلفت نظر الاتحاد إلى أهمية اتباع استراتيجية إعلامية مبنية على أسس متينة.
وعند الحديث عن المنسق الإعلامي إلى المنتخب، تبرز مسألة توعية نجوم المنتخب بكيفية التعامل مع وسائل الإعلام وأهمية اتباع الحكمة والمنطق في إطلاق التصريحات والرد على استفسارات الإعلاميين وضبط الانفعالات وأهمية التعبير الواعي عن فرحة الفوز أو حزن الخسارة وعدم الإفراط بالتفاؤل واحترام الخصم وغيرها من الصفات المهمة.
إن المطالبة بوجود منسق إعلامي ضمن كادر المنتخب الوطني لا يهدف في أي حال من الأحوال إلى إيجاد فجوة بين المنتخب والإعلام، كما أنها لا ترمي إلى "تكميم أفواه" نجوم المنتخب، بل هي مسألة منطقية تراعيها الكثير من الدول المتقدمة في مجال الكرة العالمية، وحتى في الدول المجاورة في وقت بات فيه سلاح الإعلام أكثر خطورة من ذي قبل بالنظر إلى النمو الهائل في عدد وسائل الإعلام.
الطبيب
كان الله في عون اختصاصي العلاج الطبيعي الكابتن خليل ربيع المرافق لمنتخباتنا الوطنية في الحل والترحال الذي يبذل جهودا مضاعفة في متابعة الحالة الصحية للاعبي المنتخب قبل وأثناء وخلال المباريات والمعسكرات التدريبية الداخلية والخارجية، ومع تقديرنا الكامل لجهود اختصاصي العلاج الطبيعي، فإن الحاجة تبدو ملحة إلى وجود طبيب متخصص ضمن أجهزة المنتخب الوطني ليتولى الإشراف على الأمور الطبية للاعبي المنتخب بحكم أنه الأقدر على تشخيص إصابات اللاعبين فور وقوعها، ما يسهم في معالجة تلك الاصابات بطريقة مجدية مستندة إلى معايير طبية واضحة المعالم، كما أن وجود الطبيب يعني تخفيف العبء عن كاهل اختصاصي العلاج الطبيعي ويوفر رعاية متكاملة للاعبي المنتخب.
عامل المهمات
من خلال المشاركات المتواصلة لمنتخبنا الوطني، كان لافتا إلى العيان عدم وجود عامل متخصص بالتجهيزات والمهمات، الأمر الذي يدعو إلى التساؤل عن السبب في عدم وجود هذا الشخص المتخصص في ظل الحاجة الكبيرة إليه، وبالنظر إلى كلفته الزهيدة التي لن تتجاوز في حدها الأعلى ما نسبته 3 في المئة من راتب المدير الفني للمنتخب.
لقد كان أمرا مستغربا أن تسند هذه المهمة إلى أحد إداريي المنتخب خلال الفترة الماضية، وهو ما قد يشكل عبئا كبيرا على الإداري الذي لديه واجبات أساسية ليس لها علاقة بحمل الكرات أو توزيع الملابس وتجهيز المعدات.
جميع المنتخبات الخليجية لديها عاملو مهمات وفي بعض المنتخبات هناك كادر متخصص للإشراف على العملية، ومنتخب اليابان على سبيل المثال لديه ستة أشخاص يقومون بالمهمة، ونحن هنا لا نطالب بهذا العدد الكبير من العمال، بل إن عاملا واحدا يخدم الغرض
العدد 1087 - السبت 27 أغسطس 2005م الموافق 22 رجب 1426هـ