بنجاح كبير اختتمت فعاليات المؤتمر الشبابي الرابع، وتضمن الختام الكثير من الفعاليات المتميزة عن الأيام الماضية، وذلك بفندق الخليج عند الساعة 4 عصرا بتنظيم من اللجنة الطلابية بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة، وقد اثنى الجميع على الجهود المبذولة في نجاح المؤتمر، متمنين إطالة فترة المؤتمر في المرة المقبلة، وان تؤخذ توصياتهم في الاعتبار من قبل الدول المشاركة.
وافتتح اليوم الثالث بندوة الاستشاري في الديوان الأميري بدولة الكويت حمود القشعان بعنوان "صناعة الحياة لا صناعة الموت"، وقال القشعان "إن اللاعبين هم من أفضل الأشخاص الذين يصنعون الحياة، وذلك لأنهم يعملون بضمير من أجل خدمة الوطن بشكل أساسي وليس لمصلحة الفريق".
وأضاف ان شباب اليوم شباب مستسلم للحياة ومتشائم، لا يؤمن بالله، ولا يستطيع أن يخدم بلده إذا بقي على هذه الحال، إذ إن بعض الشباب يقومون بتخريب المرافق العامة للدولة، موضحا ان هذه الفئة تلجأ إلى مثل هذه الأعمال لإحساسها بالفشل في حياتها.
وأشار الى ان صناعة الحياة تبدأ بالصورة الذهنية لدى الإنسان، إذ إنه عندما يعتقد الإنسان بأنه جزء من بلده فسيسعى إلى تطويرها والارتقاء بها نحو الأفضل.
وقال القشعان "إن أردت أن تكون من صناع الحياة، فعليك ان تتحمل الناس وان تأخذهم على محمل حسن، وان تتعامل مع الناس بصورة ايجابية، وذلك من خلال العمل الصادق النابع من القلب الذي لا يخالطه شك، وتحمل الضغوط مهما كانت، وان الحياة لا تعطي الإنسان إلا بقدر ما يعطيها ولا تحرمك إلا بقدر ما تحرم نفسك منها، مشيرا إلى ان هذا هو صدى الحياة فإن رأيت الحياة ايجابية فإن الحياة تكون ايجابية في تعاملها معك".
وأكد ان الحياة هي عمل الإنسان، قائلا: "فإذا أردت أن يحبك الناس فاحبب غيرك مع الاستغناء عما في ايدي الناس، وإذا أردت أن يرحمك الناس فارحم الناس، وإنما السعادة في الدنيا ليست بما تملك، إنما بما تحمله من إيمان بالله وحب الآخرين".
وقد طلب من جميع الشباب أن يبدأوا بتغيير أنفسهم ويبدأوا بالعطاء، وان يضع كل شاب في عقله انه ينتمي إلى بلد معين وأمة وعقيدة يجب أن يفتخر بها مهما كانت في نظر الآخرين، وان يتعلم أن يتحدى ويواجه ويكافح ليحقق جميع طموحاته.
مؤكدا ان على الإنسان أن يعرف إيجابياته وسلبياته وان يعرف قدر نفسه أمام الآخرين، وان يستفيد من الفرص بقدر الامكان في تحقيق طموحاته، قائلا: خير الناس من يستفيد من ماضيه ويستثمر الحاضر ويخطط للمستقبل، موضحا ضرورة أن يكون للإنسان هدف في حياته يسير عليه، وان يكون هذا الهدف واضحا ومحددا وقابلا للقياس وعلميا يمكن تطبيقه وان يكون له وقت لتاريخ إنجازه".
وكان لـ "الوسط" لقاءات مع الوفود المشاركة في المؤتمر، وقال إبراهيم المطوع من الوفد الإماراتي، إن الحضور أكثر من رائع، وأثار انتباهي لدرجة كبيرة، مشيرا إلى ان اختيار المحاضرين تم بشكل دقيق، وتم توصيل المعلومات المرادة من هذا المؤتمر إلى الشباب بأساليب متطورة بدلا من المحاضرات التقليدية. مؤكدا استفادته من المؤتمر لأنه تعرف على شباب من وفود أخرى من خلال التجمع الشبابي وتعرف على طريقة تفكيرهم وميولهم، وأضاف: "تعلمت أسلوبا جديدا في فنية التعامل مع الآخرين من خلال المحاضرين، إذ إن كثيرا من الشباب يفتقد لفنية التعامل مع الآخرين، مشيرا إلى ان احد عيوب المؤتمر ضيق الوقت بالنسبة إلى الكم المعلوماتي الذي يحمله".
وقد طالب بأن تعقد مثل هذه المؤتمرات بشكل دوري كل سنة، وان تتبنى الدول الخليجية الأخرى مثل هذه المؤتمرات، وان ترفع توصيات هذا المؤتمر إلى مقر مجلس الوزراء.
وتحدث رئيس تحرير "الوسط" منصور الجمري مساء أمس عن التجربة اليابانية وقال: "بحسب تعريف الأمم المتحدة فإن الشباب هم فئة الأشخاص الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و24 عاما، واليابان البالغ عدد سكانها 128 مليون نسمة لديها حاليا مشكلة في هذه الفئة العمرية التي كانت تمثل أكبر شريحة في العام ،1960 بينما تشمل الفئة العمرية بين 30 و50 عاما أكبر من غيرها حاليا".
وأضاف "اليابانيون بعد الحرب العالمية الثانية كانت امامهم تحديات كبيرة للخروج من المآسي التي مروا بها بسبب نوعية الحكم لديهم وبسبب ما جرى خلال الحرب ولكن الشعب نهض مرة أخرى مستعينا بعدة عوامل من بينها:
- إعادة إحياء الثقافة اليابانية الداعية للعمل الجماعي وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الفردية وتقديم الجماعة على الفرد، وهذا دفع نحو الايمان بالجودة في الانتاج والخدمات.
- اعتماد منهج تعليمي متطور يحتوي في عناصره الاساسية على مواد التطوير الذهني، لاسيما الرياضيات والعلوم التطبيقية. وسرعان ما أدى ذلك الى تفوق اليابان في مجال "الروبوت"، وهذا اعطى تفوقا لصناعة السيارات التي حركت اقتصاد القرن العشرين. وتحولت اليابان من بلد يقلد الآخرين الى بلد ينظر اليه الجميع باعجاب ويحاول تقليده.
- اعتبار الثقافة قطاعا اقتصاديا، وهو ما نتج عنه صناعة الكاريكاتير وأفلام الكارتون.
- اعتبار المعرفة اهم عامل للتطور، ولذلك اليابانيون يسجلون نحو نصف مليون براءة اختراع سنويا، وهو ما يعادل مجموع ما يتم تسجيله في الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي.
- تعتبر اليابان من أفضل الدول تطورا في انظمة الاتصال والمواصلات والتوزيع. ونظام التوزيع يعتبر من أفضل ما أنجزه اليابانيون في هذا المجال، كما ان القطارات تغطي مساحات شاسعة، ويقضي كثير من اليابانيين أوقاتهم يتنقلون ويقرأون في القطارات".
وقال سعد الدوسري من الوفد السعودي "إن المؤتمر أعطاني أملا جديدا في أن أواصل حياتي مهما كانت، وان اعمل على تطوير نفسي، وان اعمل للمستقبل واخطط قبل البدء بأي عمل والمحاولة للوصول إلى أعلى المستويات، ولكن خطوة بخطوة، مشيرا إلى قصر فترة المؤتمر، مفضلا أن يكون في الوقت الصباحي، وأشاد بحسن اختيار المحاضرين وطريقة التنظيم، موجها شكره لجميع من ساهم في نجاح هذا المؤتمر.
ومن جهة أخرى أشار خالد الشبيبي من الوفد العماني إلى ان المؤتمر كان اسما على مسمى فقد طرح الكثير من الخطوات ولم يبق سوى خطوة وهي العمل على تطبيق ما يخرج به الشباب من قبل جميع الدول المشاركة، مشيرا إلى الفائدة الكبيرة التي حققها هذا المؤتمر من خلال الاستفادة من تجارب المحاضرين، مؤكدا أهمية التعاون بين دول مجلس التعاون من أجل النهوض بالأوطان، وان المؤتمر كون حلقة وصل بين الدول من خلال المناقشات وتبادل الأفكار والآراء. مضيفا انه من الصعب الخروج بتوصيات، إذ إن فترة المؤتمر قصيرة جدا، وإنها تحتاج لمزيد من الخبراء والوقت.
وأكد أحمد عبدالرزاق من الوفد القطري ان المؤتمر كان شبابيا "من الألف إلى الياء" لأنه اهتم بأمور تهم الشباب ومن ثم الوطن، إذ بسواعد الشباب تتطور الأوطان، وان المؤتمر اتاح فرصة الالتقاء بشباب من الأعمار نفسها للتحاور والتناقش والخروج بتوصيات من وجهة نظر الشباب، مشيرا إلى ان هذه المؤتمرات وورش العمل التدريبية التي تضمنها تعطي الشباب فرصة للوصول إلى مراكز قيادية في أوطانهم، مع الاستفادة من التجربة اليابانية من حيث التنمية.
وقد أشار محمد جاسم احد المنظمين في المؤتمر الشبابي الرابع إلى ان المؤتمر يهدف إلى تطوير عقول الشباب بالدرجة الأولى، من خلال الاستفادة من خبرات الدول الأخرى ومعرفة أسباب ارتقائها لكي نأخذ بها نحن الشباب لتطوير أوطاننا.
وأكد مدى استفادته من هذا المؤتمر في مجال عمله كمنظم، إذ انه اكتسب المزيد من الخبرات في مجال التنظيم، وكون علاقات عامة مع الكثير من الجهات والأشخاص الذين زاروا البحرين، إضافة إلى تحمل المسئولية، قائلا: "لقد تعلمت فن الإلقاء والقدرة على التكلم والتحول امام الجميع من دون خجل أو خوف.
وطالب بأن تحمل التوصيات التي خرج بها الشباب إلى جميع دول الخليج، وان تكون في المؤتمر المقبل بصورة أوسع واشمل وأطول.
أما رئيسة مجلس الإدارة لمشروع بحرين بازار أمينة عباس، فقد أكدت ان الشباب المشارك في هذا المؤتمر هو شباب يسعى إلى التغيير نحو الأفضل ويسعى إلى تحقيق طموحاته وطموح بلده وان يرتقي بوطنه، وان يغير نظرة الناس فيه.
وقالت لقد حضرت مثل هذه المؤتمرات، ولكن خارج البحرين، ولكن عندما شاركت في المؤتمر فرحت بهذه المشاركة الشبابية الكبيرة التي تدل على ان هذا الجيل جيل محب للتعلم ويجب الافتخار به، وليس جيلا مستهترا.
وأوضحت ضرورة البدء من المدارس وتوعية الطلاب في جميع المجالات ومن أهمها مجال اختيار التخصص المناسب وتوضيح متطلبات فرص العمل التي تحتاجها السوق البحرينية، وعدم التقليل من المهن الصناعية، مؤكدة ان المهن اليدوية هي اساس تقدم الدول والأوطان المتقدمة كاليابان فلا يجب التقليل من شأنها، وان نجنب الشباب من الانخراط فيها.
واشارت إلى انه يجب على الجهات المعنية بالشباب ان تتبنى اقتراحات الشباب، وان تنشئ جهة متخصصة تعنى بأمور الشباب.
واكدت حسن اختيار المحاضرين، إذ ان المحاضرين شخصيات قريبة للشباب وحوارات الشباب بأسلوب عرض التجارب التي قد مروا بها وليس بالاسلوب التقليدي في المحاضرات البحتة
العدد 1089 - الإثنين 29 أغسطس 2005م الموافق 24 رجب 1426هـ