صمد النفط قرب 68 دولارا للبرميل يوم أمس مع ترقب المتعاملين بقلق انباء عن الاضرار التي خلفها اعصار كاترينا بعد اجتياحه منطقة خليج المكسيك إذ توقف معظم انتاج النفط والغاز.
وتجاوز ارتفاع اسعار البنزين ووقود التدفئة في المعاملات الآجلة - التي قادت السوق صعودا يوم أمس الأول لتصل إلى اعلى مستويات على الاطلاق متجاوزة دولارين للجالون - وتيرة ارتفاع النفط الخام وسط خشية المتعاملين من أن يؤدي توقف المصافي أو تأخر شحنات النفط الخام إلى مزيد من الضغط على الامدادات.
وارتفعت اسعار النفط إلى مستوى قياسي مسجلة 70,80 دولارا للبرميل في وقت مبكر يوم أمس الأول ولكنها قلصت لاحقا ارباحها إلى اكثر قليلا من دولار بينما هدأت قوة الاعصار كاترينا وهو من اكبر الاعاصير في التاريخ الاميركي قليلا قبل ان يجتاح الساحل الاميركي على خليج المكسيك. وتباطأ الاعصار منذ ذلك الحين ليصل الى مستوى عاصفة استوائية.
وبحلول الساعة 0906 بتوقيت جرينتش ارتفع الخام الاميركي الخفيف 76 سنتا الى 67,96 دولار للبرميل بينما بدأ المتعاملون يقيمون تأثير الدمار الذي خلفه الاعصار بعد ان اجتاح خليج المكسيك إذ يتركز ربع انتاج النفط والغاز الاميركي.
وارتفع برنت في بورصة البترول الدولية بلندن التي استأنفت العمل بعد عطلة يوم الاثنين 1,66 دولار للبرميل ليصل الى 66,53 دولار للبرميل مواكبا مكاسب نيويورك.
وقالت هيئة ادارة المعادن الاميركية ان اكثر من 90 في المئة من عمليات انتاج النفط في خليج المكسيك توقفت كاجراء احتياطي وهو ما ادى إلى توقف انتاج 1,4 مليون برميل يوميا تمثل نحو سبعة في المئة من الطلب المحلي الاميركي.
وارتفعت اسعار البنزين 7 في المئة يوم الاثنين وبلغت في اوائل معاملات أمس 2,0966 دولار للجالون بارتفاع 3,60 سنتات توازي 1,75 في المئة.
وصعد سعر وقود التدفئة 4,12 سنتات أو 2,27 في المئة ليصل الى 1,95 دولار للجالون بعد ان ارتفع اربعة في المئة يوم أمس الأول.
ومن جهته قال القائم باعمال الامين العام لاوبك عدنان شهاب الدين يوم أمس إن العوامل الاقتصادية الاساسية لا تبرر الاسعار القياسية الحالية للنفط وان أسعار النفط قد تنخفض إلى مستوى يبلغ نحو 40 دولارا للبرميل كحد أدنى اذا سيطرت الاساسيات الاقتصادية لا الهواجس من نقص الامدادات على أسواق النفط.
كما حث شهاب الدين في كلمة امام مؤتمر عن الطاقة في اوسلو المنتجين والمستهلكين معا على العمل لتهدئة اسعار النفط وإلا واجهوا عواقب سيئة.
وأضاف شهاب الدين عن الاسعار التي بلغت نحو 66 دولارا للبرميل يوم أمس "الاساسيات لا تبرر هذا السعر. نريد طمأنة السوق إلى ان مستويات المخزونات اخذة في الارتفاع". وذكر قائلا "ما أن تصبح العوامل الاساسية في الصدارة سنشهد استقرار السوق. والحد الادنى لسعر البرميل هو 40 دولارا لكن بوسعي أن أتوقع تراوحه بين 50 و55 دولارا". وأشار شهاب الدين إلى أن تصورات وجود نقص في النفط بين المتعاملين في العقود الآجلة ساعدت في دفع السوق نحو الارتفاع في الشهور الاخيرة. وارتفعت الاسعار يوم أمس وسط مخاوف من تأثير الاعصار كاترينا على الامدادات الاميركية.
وأوضح شهاب الدين إلى انه يؤيد اقتراح رئيس اوبك الشيخ احمد الفهد الصباح امس الاثنين بزيادة انتاج المنظمة بواقع 500 الف برميل يوميا في اجتماعها في سبتمبر/ أيلول في محاولة لتهدئة الاسعار الملتهبة.
لكنه اضاف أن جزءا من المسئولية يقع على عاتق المستهلكين ايضا.
وقال في كلمة في ندوة الفريد بيرج عن الطاقة "بغير اجراءات ذات مغزى وفي الوقت المناسب في الدول الرئيسية المستهلكة فإن اسعار النفط المرتفعة والمتقلبة... ستظل على الارجح سمة رئيسية للسوق". واضاف قائلا في المؤتمر الذي يعقد في اوسلو ويحضره أيضا رؤساء شركات الطاقة في دول شمال أوروبا "من المهم التركيز على العوامل الاقتصادية الاساسية وفي الوقت نفسه متابعة العوامل غير الاساسية لنرى ما اذا كان بوسعنا التأثير عليها ايضا". ومن جهته قال مسئول نيجيري رفيع بقطاع النفط يوم أمس ان زيادة انتاج منظمة أوبك بواقع مليون برميل يوميا سيكون لها أثر أفضل على أسعار النفط المرتفعة من زيادة بواقع نصف مليون برميل في اليوم اقترحها رئيس المنظمة.
وأضاف وزير الدولة للبترول ادموند داوكورو انه يؤيد فكرة زيادة سقف انتاج المنظمة في الاجتماع الوزاري الذي يعقد الشهر المقبل وذلك على رغم ان الكثير من الدول الاعضاء تنتج النفط بأقصى طاقة ممكنة.
وذكر داوكورو لرويترز "انني أؤيد 500 ألف برميل لكني أتساءل عما اذا كان هذا كافيا. السوق لم تتأثر بالزيادات الصغيرة ولذلك...فمن الافضل زيادة الانتاج مليونا". وكان الشيخ أحمد الفهد الصباح رئيس أوبك وزير نفط الكويت قال يوم الاثنين انه سيقترح زيادة الانتاج 500 ألف برميل يوميا وزيادة سقف الانتاج بقيمة مماثلة وذلك من أجل تهدئة أسعار النفط التي قفزت أمس إلى مستوى قياسي جديد متجاوزة 70 دولارا للبرميل.
وقالت منظمة أوبك يوم أمس ان سعر سلة خامات المنظمة واصل الارتفاع أمس الأول ليصل الى 60,33 دولارا للبرميل من 59,76 دولارا يوم الجمعة الماضي.
وتضم سلة أوبك 11 نوعا من الخام، وهذه الخامات هي خام صحارى الجزائري وميناس الاندونيسي والايراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الاماراتي وخام بي. سي. اف 17 من فنزويلا
العدد 1090 - الثلثاء 30 أغسطس 2005م الموافق 25 رجب 1426هـ