العدد 1090 - الثلثاء 30 أغسطس 2005م الموافق 25 رجب 1426هـ

إجازة "الجمعة والسبت" تتأرجح بين قبول ونفور

قبل استفتاء "الخدمة المدنية"... "الوسط" تستطلع آراء الناس

أثار خبر تكليف مجلس الوزراء في اجتماعه أخيرا ديوان الخدمة المدنية بعمل استفتاء لقياس رأي موظفي الحكومة بشأن تغيير موعد إجازة نهاية الأسبوع من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت حفيظة البعض فرأوا أن هذا التغيير لا يدخل في "جيب المواطن" أية فائدة تذكر، بل أنه يعكر صفو الجو للكثير من الناس الذين يسترزقون في يوم الخميس. إلا ان آخرين لم يروا ضيرا من تغيير الإجازة معتبرين أن هذا القرار صائب على اعتبار أنه لن يلحق الأذى بالمواطنين.

وبين هذا وذاك، أجرت "الوسط" استطلاعا لمعرفة آراء الموظفين ممن ينطبق عليهم نظام يومي إجازة في الأسبوع "الخميس والجمعة".

الموظف في المجلس البلدي لبلدية المنطقة الشمالية جهاد جعفر يقول: "أرى أن تغيير الإجازة من الخميس والجمعة إلى الجمعة والسبت له سلبيات كثيرة، وأنا لا أوافق أبدا على هذا الموضوع، في البداية إن يوم الجمعة هو يوم فاضل لدى جميع المسلمين، ولذلك فمن الضروري أن يتهيأ الإنسان لهذا اليوم ليوفق بين أداء واجباته اليومية والدينية. هذا من جانب، ومن جانب آخر، فإن الناس كما تعلمون تعودت على إجازة يوم الخميس، وأصبح هذا اليوم يمثل للكثيرين مصدرا لرزقهم كالأسواق الشعبية التي تفتح يوم الخميس وتعتمد على الباعة الجائلين وعلى الموظفين الحكوميين، ويستحيل فتحها يوم السبت، وباختصار فإن الإجازة ستعوق الناس".

سؤال محير: ما الفائدة التي سيجنيها الناس؟

ويواصل "ما الفائدة الاقتصادية المرجوة من هذه العملية، وماذا سيستفيد الناس ماديا، ماذا سيدخل في جيوبنا، وهل سيزداد الدخل، وعموما لا يوجد مخطط واضح يوضح أهمية هذا التوجه، وإذا كان البقاء على الإجازة الحالية له مساوئه وسلبياته فلتعرض على الناس ولنرى ما الخلل، وإذا كانت هناك إيجابيات للإجازة المقترحة فما الإيجابيات، نحن لا ندري عن أي شيء ولم نعرف أية إيجابية تتحقق سوى للمصارف والهيئات المالية التي ستظل مرتبطة بالعالم، ولا نتوقع بأن الإجازة الحالية تسبب لها أية مشكلات لأنها تتعامل مع هذا الأمر داخليا".

العضو البلدي صادق رحمة يتفق مع جعفر في مسألة كون يوم الخميس يوم تهيئة ليوم الجمعة الذي يعد يوما خاصا لجميع المسلمين، بل هو عيد للمسلمين الذين يفدون ويزحفون إلى المساجد.

ويقول: "بالنسبة إلى هذا الموضوع، فأرى أن لهذا الموضوع عدة سلبيات تفوق الإيجابيات إن وجدت، فعلاوة على كون الخميس يوم تهيئة ليوم الجمعة، فإن يوم الخميس يوم يمكن للموظف أن ينجز الكثير من الأمور سواء في الشركات الخاصة التي تفتح أبوابها يوم الخميس أو إنجاز المعاملات المصرفية في المصارف التي تفتح أبوابها هذا اليوم".

كما ويتفق مع جعفر في مسألة كون يوم الخميس يوم استرزاق للناس، إذ يعتمد الباعة على الموظفين الحكوميين الذين يجازون يوم الخميس. ويقول: "الباعة يتخذون من يوم الخميس يوم استعداد ليوم الجمعة، وإذا طبق نظام الإجازة يومي الجمعة والسبت فإن هذا سيولد خللا كبيرا في أوساط الباعة، فلن يتمكنوا من تجهيز فرشاتهم وأماكنهم يوم الخميس ليوم الجمعة".

ويوضح رحمة ضرورة أن يستند القرار على دراسة واضحة تقوم بها جهات مختصة، وإذا كان ولابد، فهناك مقترح ألا يشمل القرار جميع الجهات، فقد تقول الحكومة إن قطاع النفط قطاع حيوي يحتم علينا ربطه بالعالم وكذا قطاع المال، ويمكن علاج هذا الجانب من خلال منح هذه الإدارات الإجازة يومي الجمعة والسبت من دون أن يشمل هذا القرار جميع الوزارات والإدارات الحكومية.

أما الموظف الحكومي السيدصلاح علوي فلا يرى أي مبرر لتغيير الإجازة، ويقول: "الخميس يوم خاص لنا، فنحن نقوم بجميع أعمالنا وحاجياتنا ويبقى لنا يوم الجمعة للراحة، ولكن لو طبق النظام الجديد فلن نتمكن من إنجاز أي عمل يوم الخميس لأننا سنكون حينها في الدوام الرسمي، وستقفل المحلات والإدارات يوم الجمعة، وحتى لو فتحت يوم السبت فإننا لن نتمكن من الحصول على راحة في اليوم التالي".

ويتفق مع رحمة في مسألة توزيع الإجازات على الدوائر الحكومية، كأن يطبق النظام على وزارة المالية وغيرها من الوزارات التي تحددها الدولة، فيما تبقى الوزارات الخدماتية العادية بالنظام نفسه.

تغيير الإجازة له إيجابياته...

هالة الشايجي موظفة في القطاع العام ترى أن تغيير الإجازة أمر إيجابي لأن العالم أصبح قرية كونية، وأصبحت جميع البلدان مرتبطة ببعضها بعضا، ولم يعد بالإمكان أن نتخلف عن ركب الحضارة والتطور بمجرد أننا تعودنا على الإجازة يوم الخميس.

وتقول: "عاجلا أم آجلا ستطبق هذه الإجازة، ولا ضير ولا ضرر من الموضوع ما دام الناس لن يتضرروا من النظام، وسيتأقلم الناس مع الوضع تدريجيا... وأتوقع أن تكون الإيجابيات محصورة في الجانب الاقتصادي وربما يرى المتشائمون بأنهم لن يحصلوا على أية فائدة اقتصادية ولذلك فإنهم يرون عدم تطبيق النظام".

وتواصل "أتوقع أن تسير كل دول العالم في الطريق نفسه ليكون العالم كتلة واحدة، وبالنسبة إلى المساوئ التي يتحدث عنها البعض، فلا أرى أي مبرر لها على الإطلاق، فلا يعطل الخميس أية شعائر دينية ولا يصادف أية مناسبة مهمة للناس ولا يوجد به التزام معين، لذلك فإن من الإجحاف أن نقف في وجه الدولة حين ترى أن المصلحة العامة تقتضي أن يكون يوما الجمعة والسبت إجازة رسمية بدلا من الخميس والجمعة، وأعتقد أن المشكلة الوحيدة تكمن في أن الناس اعتادوا على الإجازة يوم الخميس ليس إلا، وأتوقع أن يتعودوا على الإجازة الجديدة في حال تطبيقها مع مرور الوقت ولن يشعروا بأن هناك فرقا شاسعا كما يتحدث عن ذلك البعض".

وتؤيد بدرية يوسف ما تشير إليه الشايجي، فلا ترى أي ضرر من الإجازة يومي الخميس والجمعة، بل وتقول إن الجمعة والسبت أفضل من الخميس والجمعة، فعلى الأقل سيتغير النمط الذي تعود عليه الناس وفي كل الأحوال لن نخسر أي شيء في الموضوع، وتقول: "أتوقع أن تطبق الدولة هذا النظام لأننا لا نمانع وقد نجني ثمار هذا التغيير مع مرور الوقت ولا أتوقع أن تقدم الدولة على خطوة سلبية لا تصب في مصلحة المواطنين، ولا يجب أن نستعجل الأمور لأن الحكومة جادة في عمل كل الخطوات اللازمة من الدراسة والبحث والتقصي قبل الإقدام على هذه الخطوة".

ويؤكد الموظف في وزارة العمل بقسم تقنية المعلومات فيصل النهاش أن تغيير الإجازة له إيجابياته بقوله: "نحن في قسم تقنية المعلومات نعاني كثيرا في مراسلاتنا مع الشركات الخارجية لأنها تعطل الجمعة والسبت، وحين نرسل الطلبات والمرسلات فإنها تتعطل أكثر من اللازم، فحين يخرج الخطاب يوم الأربعاء مثلا يتعطل أيام الخميس والجمعة والسبت، فما المانع من جعل الإجازة كبقية المناطق لكي نتلاف تعطيل مصالح الناس ومصالح الحكومة".

ويشير إلى أنه لا فرق بين الخميس والجمعة والجمعة والسبت لأن مصالح الناس لن تتعطل.

عينة ليس إلا

إذا هذه هي آراء عينة من الناس، فهناك من يؤكد ضرورة بقاء الإجازة على ما هي عليه لأن الخميس يوم له ميزته الخاصة، وهناك من يرى أن توجه الحكومة نحو تعديل الإجازة له مبرراته وإيجابياته. وبين هؤلاء وهؤلاء تبقى الكرة في ملعب ديوان الخدمة المدنية المكلف باستطلاع علمي لآراء الموظفين في إجازة الجمعة والسبت وستكشف الأيام المقبلة باقي التفاصيل

العدد 1090 - الثلثاء 30 أغسطس 2005م الموافق 25 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً