ذكرت وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي، في تصريح بمناسبة اليوم العالمي للعصا البيضاء الذي يحل في 15 أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، أنه «يوجد 320 بحرينياً معوقاً بصرياً في مملكة البحرين»، وأنه تم توزيع 55 حاسوبا وجهازا ناطقا عليهم.

وصرحت الوزيرة البلوشي، في بيان صادر عن الوزارة أمس (الجمعة) بأن احتفال مملكة البحرين والعالم أجمع باليوم العالمي للعصا البيضاء، يعد رمزاً لاهتمام الأمم وجميع دول العالم بالأفراد المعوقين بصرياً وللتعبير عن مشاعر المشاركة والدعم لمن شاءت الأقدار أن يفقدوا حاسة من أهم الحواس لدى الإنسان وهي حاسة البصر، ويعد تأصيلاً لمفاهيم دمج المكفوفين في المجتمع انطلاقا من قيمنا الإسلامية والعربية الأصيلة.

وأشارت إلى أن البحرين قطعت شوطا كبيرا في دمج المكفوفين من خلال توفير افضل البرامج والخدمات المساندة لهم وتأمين احتياجاتهم الخاصة التي تسهم في زيادة قدراتهم وإعطائهم الفرص لكي يحيوا ويعيشوا ضمن مجتمعاتهم كأفراد مساهمين في بنائها وتقدمها، ودعت كل الجهات المعنية إلى العمل على خلق وعي مجتمعي مشترك وتجسيد ذلك من خلال برامج إعلامية وورش وندوات ومقالات صحافية وغيرها من الوسائل التي تجعل المجتمع أكثر وعياً ومعرفة بأوضاع المعوقين واحتياجاتهم ومن ثم توفيرها.

وكشفت أنه «يوجد 320 بحريني معوقاً بصرياً في مملكة البحرين ومعظمهم لديهم معاناة أو أكثر في مجالات التعليم والتدريب أو البيئة المجتمعية، أو التوظيف أو الوعي المجتمعي في تفهم أوضاعهم، وان مسئوليتنا في وزارة التنمية الاجتماعية والوزارات الأخرى والمؤسسات الأهلية ومؤسسات القطاع الخاص أن نعمل معاً ضمن شراكة مجتمعية واحدة على تقديم الدعم والرعاية لفئة المعوقين بصرياً، وتضافر جهودنا من أجل دمج هؤلاء في المجتمع وإزالة الفوارق بينهم وبين إخوانهم في التعليم والعمل والمعاملة والتنقل والإحساس بالتعاون والأمان».

وأشارت إلى أن الوزارة قامت بتوفير حاسوب ناطق مجاناً لجميع المكفوفين في المملكة القادرين على استخدامه لمساندتهم في الاندماج المجتمعي والتحصيل العلمي والتطوير الوظيفي، ويتم توزيع هذه الحواسيب على المعنيين وفق برنامج زمني حتى تتم تغطية جميع الأعداد المسجلة لدى الوزارة وأنه حتى اليوم تم توزيع 55 حاسوبا وجهازا ناطقا.

وبيّنت أن وزارة التنمية الاجتماعية على دراية بطبيعة أوضاع واحتياجات المعوقين والمعوقين بصرياً خصوصاً، وقد تحملت الوزارة مسئوليتها في التصدي لهذه الأوضاع من خلال سن القوانين والتشريعات لتلك الفئة، وإقامة دور ومراكز التأهيل والتدريب والرعاية، وخلق بيئة مناسبة لهم يأتي في مقدمتها مجتمع الإعاقة الشامل الذي سيكون الأول من نوعه من المنطقة في تقديم أوجه الخدمات الرعائية والتأهيلية للمعوقين وأسرهم والتدريب المهني للعاملين في هذا الحقل، بالإضافة إلى تنفيذ العقد العربي وتخصيص مركز خدمات المعوقين «لست وحدك» والذي تمكن من توظيف 293 من الأشخاص ذوي الإعاقة في 4 سنوات بعد 969 زيارة لشركات ومؤسسات خاصة سعياً من الوزارة لتقديم أفضل الخدمات والإنجازات للمعاقين، فضلاً عن تقديم مشروع بقانون للحكومة لتأسيس صندوق لدعم المعوقين، إلى جانب تطوير مراكز التأهيل التابعة للوزارة وإدخال أجهزة الحاسوب وورش الفنون بها وأيضا تخصيص الوزارة مبالغ مالية تصل 100 ألف دينار بحريني تمنح بشكل سنوي لدعم للمنظمات الأهلية المعنية بفئة المعوقين لضمان تقديمهم أفضل الخدمات لهذه الفئة المهمة في المجتمع.

وأوضحت «وفرنا مكافأة شهرية لكل المعوقين دون استثناء ساهمت ولو جزئياً في مساعدتهم على تلبية متطلباتهم المعيشية، استفاد من مكافأة المعاقين حتى أغسطس/ آب 2010 (6601) وتبلغ الموازنة السنوية لهم 4.100.00 ملايين دينار».

وأردفت «أولينا اهتمامنا بتوظيف المعوقين، وتمكنا من توظيف ضعف العدد المخطط له خلال العامين الماضيين، ووفرنا مكافأة شهرية لكل المعوقين من دون استثناء ساهمت ولو جزئياً في مساعدتهم على تلبية متطلباتهم المعيشية»، وذكرت البلوشي «لم يمنع كف حاسة البصر، العديد من الأشخاص المكفوفين من التفوق والإبداع ولم يكن ذلك ممكناً لولا إرادتهم القوية ومساندة أُسرهم وأفراد مجتمعهم، وعلى رغم وجود الصعوبات والنواقص فقد أظهر الكثيرون من المعوقين بصرياً وحركياً تفوقهم في المجالات العلمية والفنية والرياضية ونالوا الشهادات العالية وقدموا الأعمال الإبداعية وتبوأوا المراكز المقدمة وحصدوا الكؤوس والميداليات وحققوا الإنجازات التي فاقت في الكثير من الأحايين ما حققه المبصرون الأسوياء، ونحن سنواصل إبراز هذه الإنجازات ودعم مبدعيها وأبطالها والجهات الحاضنة لهؤلاء المتفوقين والمبدعين وخصوصاً المعهد السعودي البحريني وجمعية الصداقة للمكفوفين اللذين يستحقان منا الإشادة والمساندة».

وتوجهت في ختام تصريحها «بالتحية والتقدير في هذا اليوم إلى أبنائنا وإخواننا وأخواتنا المكفوفين، وتحية لعائلاتهم، وجمعياتهم، ومراكزهم ومؤسساتهم، ولجميع العاملين فيها، ولا ننسى تحية جميع العاملين في العمل التطوعي ومنظماتهم، التي قدمت ولاتزال تقدم خدمات جليلة تسهم في بناء مجتمع متماسك، عش فه مواطنوه جنباً إلى جنب، تمتعون فه جمعاً بكرامتهم، وكامل حقوقهم».