لعل من أبرز مكاسب الموسم الانتخابي الذي يتجدد كل أربع سنوات أنه يعيد العافية إلى روح العمل الشبابي والتطوعي ويحيل الوضع الاجتماعي الساكن والهادئ إلى أعراس مفتوحة بكل مباهجها الانسانية وخيامها وموائدها وتوهجها، وفيها يتحول طموح الآباء المرشحين للنيابي أو البلدي إلى فرصة للأبناء - و أحياناً الزوجات - في خوض تجربة العمل التطوعي والانخراط في الحملات الانتخابية واختبار مهارات التسويق السياسي والعلاقات العامة.
ولكن، ما الذي تمنحه المشاركة في حملة انتخابية على الصعيد الإنساني والسياسي لدى الشباب؟ وهل يعد الانخراط في الحملات الانتخابية تكليفاً عائليّاً أم التزاماً سياسيّاً؟ أم هما معاً؟.
أسيل ابراهيم شريف (22 سنة) المدير الإداري في حملة مرشح الدائرة الرابعة في المحرق، وتنشط في عدة لجان في الحملة. تعتبر أن مشاركتها في حملة والدها الانتخابية «التزاماً سياسيّاً أكثر منه تكليف عائلي»، وتقول: «كانت تجربة ترشح والدي في 2006 فاتتني لأنني كنت خارج البلاد للدراسة حينها، لكنني حرصت على أن أكون متواجدة بشكل كبير في الحملة هذا العام لإحساسي بأنها تجربة ستضيف لي الكثير، على الصعيد الإنساني والسياسي والاجتماعي».
وترى أسيل، وهي خريجة كلية وارتن بجامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة، أن دراستها الجامعية في إدارة الأعمال اختصاص تسويق وعقارات أفادتها كثيراً في اكتساب بعض المهارات التي وظفتها بشكل كبير في عملها في الحملة، منها: العمل بروح الفريق الواحد، مبدأ التفويض ومهارات استخدام الحاسوب وتوظيف التقنية الحديثة في التعبير عن الأفكار ومهارات إدارة الاجتماعات. وعن مشاركة باقي أفراد الأسرة؛ قالت أسيل: «أمي هي مديرة الحملة أما أختي وأخي فهم يدرسون في الخارج لكنهم متواجدون لتقديم المساعدة، عمي وابنه وعمتي أيضاً يساهمون في الحملة... أما باقي العائلة فهم دائماً متواجدون في الفعاليات وخصوصاً أنهم من أهالي الدائرة».
أما الشابة زوان جلال المسقطي، إحدى أعضاء الحملة الانتخابية للمرشح النيابي جلال المسقطي - الدائرة الثانية - المحافظة الوسطى والموظفة في سيتي بنك فترى أن دافعها الأساسي في العمل ضمن فريق حملة والدها الانتخابية «الإحساس بالواجب الوطني». وقالت: «إن مشاركتي هذه واجب تجاه بلادي كمواطنة مخلصة لهذا الوطن أولاً وواجبي تجاه والدي ثانياً الذي لم يدخر جهداً من أجل تنشئتي بأسلوب تربوي تسوده العلاقة الطيبة المبنية على الاحترام المتبادل ووقفتي معه في هذه الحملة لا تساوي شيئاً مقابل ما قدمه لي من رعاية بصفتي ابنته».
وأضافت زوان أن مشاركتها في الحملة الانتخابية أعطتها الفرصة لترجمة كل ما درسته على مقاعد الجامعة عن فريق العمل الواحد والتنسيق بين الأفراد والتعاون والقيادة كما قالت: «إنه ليس من السهل أن تعمل من خلال مجموعة لكل واحد منهم أسلوبه في العمل وخاصة أن فريق العمل يوحد بين كل العاملين فيه ضمن خطة واحدة يجب أن نلتزم فيها بدقة وإنجاز العمل في الوقت المحدد له».
أما الشاب عمار سامي سيادي (26 عاماً) وهو طالب جامعي، رئيس اللجنة الشبابية بحملة والده سامي سيادي مرشح الدائرة السابعة بمحافظة المحرق، فقال: «أتاحت لي عضويتي في الحملة الانتخابية الوقوف على هموم المواطنين والإصغاء لهمومهم. لقد تضاعف إيماني بعد عملي في الحملة بضرورة العمل التطوعي وإشاعة هذه الثقافة في الأوساط الشبابية».
وذكر «مشاركتي في حملة الوالد هي التزام سياسي مني، فأنا عضو في جمعية العمل الوطني (وعد) وعملي ضمن فريق العمل الانتخابي لقائمة وعد يأتي تكريساً لهذا الالتزام ولو لم يكن والدي مرشحاً للنيابي لانضممت في أي فريق انتخابي لمترشحي الجمعية، أنا والفريق الشبابي العامل معي نعمل بشكل تطوعي ولا نتطلع إلى مكاسب مادية من وراء هذا العمل».
ووصف سيادي تجربة العمل في الفريق الانتخابي بأنها «مفيدة جدّاً» في تنمية الوعي السياسي والاجتماعي وترسيخ مهارات العمل ضمن فرق عمل يسودها الاحترام والحماس والرغبة المتجددة في العطاء.
العدد 2964 - الأحد 17 أكتوبر 2010م الموافق 09 ذي القعدة 1431هـ