هدد تنظيم "قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين" الذي يتزعمه أبومصعب الزرقاوي بتنفيذ سلسلة هجمات ضد قوات الاحتلال الأميركي في العراق والقوات العراقية تستخدم فيها أسلحة كيماوية وغيرها من أنواع الأسلحة، حتى تتوقف العمليات العسكرية الجارية في مدينة تلعفر شمالي العراق. وذكر التنظيم في بيان على الإنترنت أمس أنه سيستخدم هذه الأسلحة في غضون أربع وعشرين ساعة إذا استمرت العمليات العسكرية. واحتدمت المواجهات المسلحة في تلعفر، إذ تدور المعركة من منزل إلى آخر، بينما أعلن بدء عملية "الزوبعة" العسكرية غرب البلاد. وأعلن وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي مقتل 15 مسلحا والعثور على مصنع عبوات ناسفة في المدينة. وطالب الدليمي الحكومة السورية بالتوقف عن "إرسال الدمار إلى العراق" عبر الحدود التي أغلقت فعليا أمس بين البلدين.
بغداد، عواصم - وكالات
ذكر بيان للقوات متعددة الجنسية في العراق أن قوات الأمن العراقية وقوات التحالف فرضوا طوقا أمنيا حول مدينة الرطبة بمحافظة الانبار وقاموا بعملية بحث عن مسلحين في المدينة المعروفة أنها ملاذ آمن "للإرهابيين"، في وقت قتل فيه جنديان أميركي وبريطاني في حادثين منفصلين. وهددت مجموعة تنتمي إلى تنظيم "القاعدة" أمس باللجؤ إلى الأسلحة الكيماوية إذا لم يتوقف الهجوم المستمر على تلعفر. وبدأت عملية الزوبعة في الساعات الأولى من صباح أمس بهدف استئصال "إرهابيي القاعدة" الذين يعملون في العراق من المنطقة وتدمير أنظمة مساعدة "الإرهابيين" داخل وحول المدينة. وصعد "الإرهابيون" في الرطبة من حملة الترويع والقتل ضد سكان المدينة والمسئولين الحكوميين فيها خلال الشهور القليلة الماضية ما أدى إلى زيادة قدرتهم على التحرك بحرية في المنطقة وبناء قاعدة لهم لشن هجمات ضد المدنيين الأبرياء وقوات الأمن العراقية وقوات التحالف. وأوضح البيان أنه "مثل جميع عمليات التحالف فقد اتخذت إجراءات مشددة لمنع وقوع ضحايا بين المدنيين والأضرار المصاحبة غير اللازمة للممتلكات". كما ذكر البيان أن الجنود التابعين لوحدة "تاسك فورس ليبرتي" والشرطة العراقية اعتقلوا ثمانية أشخاص يشتبه في صنعهم وزرعهم عبوات ناسفة بدائية في كركوك أمس. وقامت الوحدة بعملية البحث بناء على معلومات من الشرطة العراقية التي احتجزت المشتبه بهم. كما عثرت الوحدة واستولت على مخبأ لقذائف الهاون بالقرب من بيجي مساء أمس الأول خلال عملية بحث في مزرعة شمال المدينة. من ناحية أخرى، أفاد بيان عسكري أميركي أن جنديا أميركيا قتل في ساعة مبكرة أمس حينما انفجرت قنبلة بدائية الصنع قرب دورية عسكرية بالقرب من سامراء. وأصيب جنديان في الانفجار. وفي البصرة قال المتحدث باسم الجيش البريطاني الكابتن ستيفن هارلي إن جنديا بريطانيا قتل وأصيب ثلاثة آخرون في حادث قرب المدينة. في غضون ذلك أعلن ضابط في شرطة كركوك أمس أن 8 عراقيين ثلاثة منهم من عناصر الشرطة أصيبوا بجروح في انفجار 3 عبوات ناسفه استهدفت دوريات للشرطة العراقية وسط المدينة. في الرسمية ببغداد عثرت قوات الشرطة على جثتين مجهولتي الهوية لشخصين قتلا رميا بالرصاص في منطقة الرأس. على صعيد متصل، هددت مجموعة عراقية مسلحة غير معروفة حتى الآن، بقتل لبناني مخطوف لديها تتهمه بالعمل لحساب شركة توزيع مشروبات كحولية "تتعامل مع المحتلين"، وذلك عبر شريط فيديو بثته على شبكة الانترنت. وفي السياق ذاته أعلن مصدر في وزارة الداخلية أمس إصابة ضابط كبير في الوزارة في هجوم مسلح غرب بغداد. وقال المصدر "أصيب اللواء عدنان عبدالحمزة الذي يعمل في وزارة الداخلية بجروح خطرة جراء هجوم بإطلاق النار من مسلحين مجهولين"، بينما أعلنت قوات التحالف اعتقال قائد جماعة كتائب "النعمان" عمار عبدالحافظ محمد أو "الشيخ عمار" في حملة دهم في الرمادي في مطلع الشهر الجاري. من جانبه، أعلن وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي أن القوات العراقية دخلت غالبية المناطق التي كان يسيطر عليها المسلحون في تلعفر. وقال "لقد تم اليوم "أمس" قتل 15 منهم في حين تم أمس "الأول" قتل 141 وتم العثور على جثث لمدنيين و18 مخزنا للاسلحة تكفى لتدمير تلعفر 10 مرات. وطالب الدليمي الحكومة السورية بالتوقف عن "إرسال الدمار إلى العراق" عبر حدودها. وقال في مؤتمر صحافي "أقول لجيراننا الأعزاء ان يتقوا الله في أنفسهم ويكفيهم إرسال دمار إلى العراق". وأغلقت الحدود فعليا بين البلدين أمس. إلى ذلك غادرت قافلة تركية من المساعدات الإنسانية أمس أنقرة متوجهة إلى مدينة تلعفر بينما أعرب الهلال الأحمر العراقي عن قلقه إزاء الوضع الإنساني في المدينة. من جهة أخرى، هددت مجموعة مسلحة على علاقة بتنظيم "القاعدة" أمس عبر موقع إسلامي على الانترنت باستخدام الأسلحة غير التقليدية، ومنها الكيماوية، التي أكدت أنها طورتها، ضد "قوات الاحتلال" والقوات العراقية إذا لم يتوقف الهجوم على تلعفر من الآن وحتى 24 ساعة. وجاء في بيان للمجموعة نشر على موقع تستخدمه عادة مجموعتا أبو مصعب الزرقاوي و"أنصار السنة" "قرر المكتب العسكري جيش الطائفة المنصورة "..." بالرد وضرب أهداف استراتيجية وحساسة للاحتلال والمشركين في بغداد وباستخدام أسلحة غير تقليدية وكيماوية تم تطويرها من قبل المجاهدين "..." في حال عدم توقف الهجوم المسلح على المدينة".
العدد 1102 - الأحد 11 سبتمبر 2005م الموافق 07 شعبان 1426هـ