هؤلاء الذين يشعرون بأنهم ليس لهم مكاناً في بيئة طبيعية ونظيفة، تسود فيها حال الوئام والوفاق والثقة بين الحاكم والمحكوم، أو بين الحاكم وفئة كبيرة من الشعب مؤثرة وزناً وثقلاً، وعندما يرون بوادر صفوة الجو، صيرونا للحالة الطبيعية، تتحرك زنازير خلقتهم. وينكشف ما هم فيه يجتهدون من إخفائهم لخلقهم، ويقومون بما هم له مؤهلون. ولحكمة من الخالق أوجدهم، هؤلاء هم صنوة للشياطين وهم لهم - وكلاء - ولما يخطط له الشياطين، هم ينفذون، وفي هؤلاء تتجسد واحدة من المعاني المتشعبة لقوله تعالى: «إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه» (الانشقاق: 6)، فكما كتب على بني آدم في هذه الدار، دار الامتحان، أن يتصارع، يكدح، يتعب، ضد جراثيم الأمراض الطبية وجراثيم الأمراض الاجتماعية. كتب عليه أيضاً أن يتصارع، أي أن يكدح، ويتعب ويصيبه الضرر من جراثيم الأمراض، السيوكلود جيبشرية، هؤلاء هم قذى الأرض، والغربان الراجلة، وليست مصادفة في وقت واحد تكثر فيه الغربان الطائرة في البحرين، وتكشف فيه الغربان عن نفسها.
إنهم مشعلو الفتنة، والنافخون في النار، إنهم يرمزون لتلك الحالة، التي حذر الله فيها بني آدم، حالة الصراع مع الشيطان، هؤلاء هم - وكلاء - الشيطان، ملعونون وملعونة بضاعتهم في الأرض والسماء.
السيدجواد العرادي
العدد 1104 - الثلثاء 13 سبتمبر 2005م الموافق 09 شعبان 1426هـ