العدد 1109 - الأحد 18 سبتمبر 2005م الموافق 14 شعبان 1426هـ

محمد صباح بطل البحرين والعرب وآسيا يسكن بيتا من خشب

أبطال حولوا الحديد ذهبا ويذوبون الآن كالشموع

أبطال حولوا الحديد ذهبا. .. بين عيونهم يستقر الوطن ليحكي لهم قصة الحزن وقصة البطولة الذهبية التي تضيع وحكاية النصر الذي يتلاشى على عتبات البطولة... البطولة لا تبكي لكنها إذا بكت في يوم زفافها وساعة عرسها فذلك يعني أن هناك أناسا يقطفون النصر على حساب أبطال يأكلهم الحزن... سمعت عن بطولاته وكنت أراها أغنية ترتلها النخيل لكني وجدت بين حزمة الكؤوس الذهبية دموع البحر وانين الشراع وصرخة عذاري... سمعت عنه كثيرا وطالما قرأنا وعلى واجهات الصحافة اسمه وهو يتردد محمد صباح... بطل كبير قامته الرياضية بقيت باسقة في بطولة العرب سنة ،1999 إذ حصل على المركز الأول في البطولة التي أقيمت في الأردن وفي بطولة آسيا حصل على المركز الأول سنة .,,2004 ورفع الكأس عاليا لكن عينه لم تفرح لأن عينه الأخرى كانت تطل على بيته المتصدع... ولا يعلم هل يستقر بيته الخشبي فلا يخذله فيسقط على والدته المسكينة... وفي سنة 2001 حصل على المركز الثاني في بطولة آسيا... وهكذا دواليك كؤوس ذهبية تستقر في بيت من الخشب وأرض من التراب. ذهبت إليه على حين غرة دون علمه وطرقت بابه... فاجأته باللقاء فكان هذا اللقاء الحزين:

هكذا بنيت مجدي

محمد صباح... اسمك اسم لامع... كيف بنيت هذا المجد؟ - منذ كنت صغيرا وأنا أحلم أن أصبح بطلا في كمال الأجسام... كبرت والحلم يكبر معي وفعلا حققت إنجازات كبيرة وحصلت على المركز الأول في بطولة العرب وعلى المركز الأول في بطولة آسيا 2004 وهكذا أنا بين الأول والثاني... لكن ما تشاهد؟... والمشهد يحكي عن ألم القلب... لست أبالغ اني انتظر اليوم الذي يسقط فيه المنزل علي أنا وكؤوسي ربما يستيقظ ضمير بعض المسئولين! لماذا تقول ذلك؟ - تعبت... أنا أقدر الحكومة... الحكومة ما تقصر تضع موازنة عالية للمؤسسة لكن لماذا نبقى نحن هكذا؟ أين هم المسئولون في المؤسسة؟ اعطينا وعودا... قالوا سيكافئوننا... أين هي المكافآت؟ هل يقبل أحد أن يعيش في بيت كهذا البيت؟ - يضيف بعض المسئولين في الاتحاد لا نراهم الا عند التتويج! أو عندما نلتقي بشخصيات كبيرة في الدولة... لكن بعد ذلك... لا نرى شيئا... طيلة العام لا أحد يسأل عنا... عندما يقترب موسم أية بطولة تنهال الاتصالات من كل جانب... نحن نتعب... نجد... نجتهد وهذه الكؤوس بين يديك ولكن وماذا بعد الكؤوس؟ لو رأى كل العالم هذا المنزل هل يصدق أنه منزل لشخص حصل على المركز الأول لبطولة العرب؟ أنا خجلت من استقبالك... أين اجلسك... ليس عندنا إلا غرفتين وبقية البيت تراب أنا أعد نفسي لبطولة قادمة... كيف أعد نفسي وأنا أعيش هذا الوضع وعلى رغم ذلك أقول الوطن يستاهل انضحي من أجله في كل شيء. إذا، أنت لا تضع اللوم على الدولة؟ - نعم... الدولة تضخ أموالا وترصد موازنة كبرى للمؤسسة... هناك مظاهر جميلة للأضواء والصحافة لكن إذا اقتربت من المشهد سترى الآلام، وعلى فكرة الآن الوضع أفضل نسبيا بوجود الشيخ فواز، في السابق أشد سوءا الوضع تحسن نسبيا لكن مازال هناك تقصير، مازال هناك إهمال لنا كلاعبين، نهمل طيلة العام وكان المفروض أن نبقى في حالة تدريب طيلة العام حتى يتهيأ جسمنا لأي دوري قادم لكن الذي يحدث انهم لا يهتمون بنا الا قبل قرب الموسم بـ 4 أشهر... نحن أملنا في القيادة السياسية، أنا على يقين لو علم بحالنا جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد لتغير الوضع... هناك مسئولون فقط "للشو" و"للبرسيتج" ولكن لو سألتهم عن أوضاع اللاعبين النفسية والمعنوية والمادية... لا يعرفون شيئا... سابقا اتحاد كمال الأجسام أشد سوءا من الحاضر الآن نسبيا أفضل ولكن أملنا أن ندعم بشكل أفضل. جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وولي العهد بمجرد سماعهم لوضع بطل بحريني يحتاج إلى سكن أو إلى تأهيل أو إلى دعم مادي يبادرون بذلك والدليل ما حصل إلى البطل طارق الفرساني.

عمري 36 عاما ومازلت أعزب

بعد كل البطولات في 2004 لم نحصل على شيء، المفروض أن نكرم في 2003 وأوقف التكريم ووعدنا بأن نكرم في 2004 تكريمين عن 2003 و2004 وبعد ذلك علمنا أن تكريم 2003 تم إلغاؤه وكان المفروض أن نعطى على أقل التقادير "2300 دينار"... لماذا تم شطب المبلغ؟... ألا نستحقه؟ وهل 2300 دينار يعد مبلغا لأبطال جاءوا بكل هذه الإنجازات... ان أقل القليل أن يمنح كل بطل بحريني منزلا وسيارة وراتبا يليق به... أتمنى أن يوصل المسئولون إلى الدولة هذه المطالب... القيادة الرشيدة لا تقصر علينا بشيء... أنا وصل عمري 36 عاما وأنا أعزب... كيف أتزوج وهذا هو منزلي؟ وهذا هو وضعي؟ أنا أعيش واخواني في غرفة واحدة.. شوف المنزل... تراب في تراب... أين هي لجنة البيوت الآيلة للسقوط... سجلت اسماؤنا لم نر شيئا إلى الآن. كيف تعيش؟ - راتبي ضعيف لكن أسعفه بعمل إضافي... عصرا أذهب كمدرب في صالة رياضية... أنا طيلة العام في جد وتعب وضغط يومي وعلى رغم ذلك احصل على المركز الأول... البحريني شخص مكافح ومخطئ من يقول إن البحريني شخص كسول على رغم بعض الاحباطات، على رغم الاهمال... على رغم ضعف المادة فإنني آتي بالمراكز المتقدمة. لماذا أنت وبقية اللاعبين لا تجمعون لكم رأس مال وتدخلون في مشروع استثماري تفتحون لكم صالة رياضية باسمكم؟ - شيء عظيم وفكرنا في ذلك ولكن ألا يحتاج إلى رأس مال؟ نتنمي لو يشاركنا بعض التجار في ذلك. هل تطلبون بدعم المؤسسات الأخرى والمصارف والتجار؟ - طبعا يا ريت ينتبهون لوضعنا... في كل العالم هناك دور للتجار في دعم الأبطال... هذا ينعكس على معنوياتهم.. أنا متأكد أن هناك تجارا بحرينيين يحملون الروح الوطنية... أنا اصرخ هنا لماذا البطل البحريني مهمل... الأبطال الذين معنا في الدورات كل واحد نراه فرحا نسأله يقولون: الآن سنرجع والدولة ستستقبلنا بالمكافآت منزل وسيارة وراتب طول العمر... نحن نرجع إلى البحرين... وبماذا يستقبلنا الاتحاد التصوير في الصحافة... أنا لا أعمم، يوجد في الاتحاد وفي المؤسسة مسئولون وطنيون لكن للأسف هناك من لا يفكر إلا في حصد ثمار الآخرين واللاعبين واخر أملنا في الشيخ فواز . متى ستتزوج وعمرك الآن 36؟ - اتمنى من القيادة السياسية الرشيدة وهي املي بعد الله ان توفر لي مسكنا عاجلا ومبلغا للزواج وترتيب وضعي المعيشي في اليوم الثاني سأتزوج وأنا متأكد إذا سمعت مناشدتي لن تقصر في دعمنا ودعم الاتحاد نحن كلاعبين فخورون بقيادتنا ووطننا وأكبر فرحة نعيشها عندما يرتفع علم البحرين عاليا وكل حلمنا ان نضع اسم المملكة دائما في البطولات الكبيرة. من الذي يشجعكم باستمرار؟ - الأهل والأصدقاء... والمجتمع... قبل كل دورة يقومون بالاتصال وهناك من الأهل من يدعو لنا ليل نهار وآخر يرسل مسجا وأحيانا نمشي في السوق ونقرأ في نظرات الناس الإعجاب للبطولات التي حققناها. والاتحاد؟ - في الواقع رئيس الاتحاد محمد عبدالرحيم يرفع من معنوياتنا ويدعمنا جمعيا كفريق واحد لكن هذا طبعا لا يكفي لابد من الدعم المتواصل من المؤسسة والاتحاد له في توصيل مطالبنا، في معرفة آلامنا ولابد من توصيل كل هذه الآلام إلى القيادة الرشيدة. رئيس الاتحاد الحالي يهتم كثيرا باللاعبين ولكن لابد كي نصل إلى نتيجة فعلية وعملية أن نوصل أوجاع اللاعبين إلى القيادة الرشيدة. عندما انتهى بطلنا محمد صباح من الحديث والكؤوس تحيطه من كل جانب شعرت بالحزن لكني على يقين ان هذا الحزن سيتبدد. لأني احمل أملا كبيرا من ان الدولة ستقدم لهؤلاء الأبطال كل ما يستحقونه لأنهم بحرينيون ولانهم ابطال على مستوى العالم وعلى مستوى الوطن العربي. وأقول للقراء... انتم على موعد آخر لحكايات أخرى تحاكي نبض المجتمع

العدد 1109 - الأحد 18 سبتمبر 2005م الموافق 14 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً