يضع حزب (حفلة) الشاي «تي بارتي» للمحافظين المتطرفين الأميركيين مستقبله على المحك في انتخابات منتصف الولاية يوم الثلثاء المقبل حيث سيحدد الناخبون ما إذا كانوا يثقون في هذه الحركة التي تعكس مشاعر غضب من سياسة واشنطن.
وشكلت الحركة الحدث السياسي في الولايات المتحدة مع انتصاراته الرمزية في انتخابات مجلس الشيوخ في نيفادا والاسكا وكنتاكي وديلاوير. ولتترسخ هذه الحركة في الساحة السياسية على أنصارها أن يثبتوا قدراتهم في الانتخابات المقررة في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني.
وأحصت كايت زيرنيك الصحافية في «نيويورك تايمز» التي قامت بتحقيق معمق حول حزب الشاي ما مجمله 139 مرشحاً تدعمهم هذه الحركة في مجلسي النواب والشيوخ. وأضافت الصحافية أنه من الممكن أن يتم انتخاب بين 33 و35 مرشحاً للحركة في مجلس النواب. وسارع الزعماء الجمهوريون بعد أن أدركوا العواقب السلبية التي يمكن أن تترتب على حزبهم، إلى إعلان تأييدهم لمرشحي حزب الشاي.
حتى أن زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب جون بونر والذي سيصبح رئيساً لمجلس النواب في حال فوز الجمهوريين، قام بتحويل أموال للحملات الانتخابية لمرشحي حزب الشاي. ويمكن بالتالي أن تندمج هذه الحركة التي تحظى بدعم قسم من الناخبين الأساسيين للجمهوريين وهم عادة بيض من الطبقة المتوسطة، ضمن الغالبية الجمهورية الجديدة في مجلس النواب الذي يتضمن كتلة لحزب الشاي.
إلا أن الحزب يمكن أن يصبح سيفاً ذا حدين للجمهوريين الذين يتجاذبهم الميل إلى التسوية في الوسط ومتطلبات حزب الشاي. والأمر مرهون بالتالي بحجم المكاسب التي سيحققها الحزب في الثاني من نوفمبر المقبل.
وأطلقت الحركة في أواسط تسعينات القرن الماضي في فترة كانت شعبية الحزب الجمهوري في أدنى مستوياتها. واستوحى حزب (حفلة) الشاي أفكاره من أميركيين تمردوا في العام 1773 على الضرائب التي كانت الإمبراطورية البريطانية تفرضها على الشاي.
ويطالب الحزب بحكومة أقل تدخلاً في الحياة العامة وضرائب أقل. ويتهم بعض أعضائه بالعنصرية بعد الشعارات التي استهدفت الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال تظاهرات. وعلى رأس هذه الحركة التي ليس لها مسئولون معينون رسمياً مجموعة من الهيئات هي «تي بارتي باتريوتس» و«تي بارتي اكسبرس» و «فريدوم ووركس» و«أميركان فور بروسبيريتي» بالإضافة إلى شخصيات سياسية لها حضور بارز.
ومن بين هذه الشخصيات المرشحة الجمهورية السابقة إلى منصب نائب الرئيس سارة بايلن والتي تقوم بحملات لصالح عدد من مرشحي حزب الشاي من بينهم جو ميلر الذي يترشح لمنصب سيناتور عن ألاسكا (شمال غرب) التي تحكمها بايلن. أما غلين بيك الإعلامي في تلفزيون «فوكس نيوز» فقد استفاد من شعبيته في 28 أغسطس/ آب الماضي لاجتذاب عدد كبير من المشاركين في تجمع في واشنطن بعنوان «إعادة الشرف» إلى البلاد.
وبالنسبة إلى المرشحة لمنصب سيناتور عن ديلاوير (شرق) كريستين اودانول، فقد سلطت عليها انتباه وسائل الإعلام بعد بث مقابلات تلفزيونية أجرتها في أواسط تسعينات القرن الماضي ووجهت فيها انتقادات حادة للإجهاض والإباحية وأقرت أنها «مارست الشعوذة».
العدد 2976 - الجمعة 29 أكتوبر 2010م الموافق 21 ذي القعدة 1431هـ