العدد 2977 - السبت 30 أكتوبر 2010م الموافق 22 ذي القعدة 1431هـ

وساطة عربية تنهي الخلاف الفلسطيني- السوري وتفتح طريق المصالحة في دمشق

عريقات يبحث التطورات في القاهرة والرئاسة الفلسطينية تدين حرق مستوطنين كنيسة في القدس

القاهرة، رام الله - د ب أ، رويترز 

30 أكتوبر 2010

ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن وساطة عربية أزالت التوترات في العلاقات الفلسطينية - السورية جراء التراشق الكلامي بين الرئيسين، الفلسطيني، محمود عباس والسوري، بشار الأسد خلال القمة العربية الاستثنائية التي عقدت في سرت الليبية الشهر الجاري.

وقالت المصادر لصحيفة «الشرق الأوسط « الصادرة أمس (السبت) «أطراف عربية، مشكورة، بذلت جهود وساطة أنهت سوء الفهم الذي كان قائماً وأزالت الفتور في العلاقة الذي تسببت فيه الملاسنة وكذلك العقبة التي كانت تعترض طريق عقد لقاء المصالحة مع حركة حماس».

وقالت المصادر إن الطريق صار مفتوحاً لعقد لقاء المصالحة في أي مكان، وفي دمشق.

وفي تطور متصل، كشفت مصادر في حركة «فتح» أن وفد الحركة سيتوجه إلى دمشق قريباً من أجل لقاء مسئولي «حماس» ووضع اللمسات الأخيرة على اتفاق المصالحة، بعد الانتهاء من مناقشة البند الأخير في الحوار وهو الملف الأمني الذي يعد العقبة الوحيدة التي لا تزال تعترض طريق توقيع «حماس» على اتفاق المصالحة.

وقالت المصادر لصحيفة «عكاظ» في عددها الصادر أمس إن هناك حرصاً من قبل الحركتين على تذليل كل العقبات، والوصول إلى حل توافقي، مؤكدة أن هناك إرادة سياسية لدى الطرفين لتعزيز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسامات الداخلية.

من جانبه، أكد القيادي في «حماس»، أيمن طه أن حركته ستستأنف الحوار مع «فتح» في دمشق الأسبوع المقبل لبحث الملف الأمني، مشيراً إلى أن الحركة ترغب فعلياً في تحقيق المصالحة ولم تكن في أي يوم من الأيام عقبة في وجه الحوار.

وأوضح طه أن التفاهمات في الورقة الفلسطينية - الفلسطينية أساسية، تسير جنباً إلى جنب مع الورقة المصرية، مؤكداً أن التنفيذ لاتفاق المصالحة سيكون اعتماداً على الورقتين المصرية والفلسطينية الفلسطينية.

إلى ذلك، أعربت مصادر مصرية عن ارتياحها للتقدم الحاصل في الحوار بين حركتي «فتح» و»حماس»، وخصوصاً الوصول إلى قرار حيال استئناف الحوار بين الحركتين، مؤكدة أن القاهرة حريصة على إنجاح الحوار الفلسطيني وهي مستعدة لاستضافة قيادات الحركتين للتوقيع على الاتفاق النهائي على الورقة المصرية، والملاحق الإضافية التي ستتمخض على ضوء نتائج المفاوضات والحوار الذي جرى بين الطرفين أخيراً في دمشق.

وأوضحت المصادر أن وزير الخارجية المصري، أحمد أبوالغيط ومدير المخابرات المصرية، اللواء عمر سليمان حرصا على وضع الرئيس عباس في أجواء المصالحة وضرورة تجاوز سوء الفهم الذي حدث في الماضي خلال القمة العربية الاستثنائية بمدينة سرت.

في غضون ذلك، طالب وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي السبت بموقف دولي لوقف «حرب» المستوطنين الإسرائيليين على الشعب الفلسطيني ومقدساته.

وقال المالكي، في بيان عقب اجتماعه مع عضو البرلمان الكندي بوب راي في رام الله، إنه يتعين على المجتمع الدولي «وقف الحرب الممنهجة التي يشنها المستوطنون برعاية وحماية القوات الإسرائيلية التي كان آخرها حرق الكنيسة التاريخية في مدينة القدس».

ونبه المالكي إلى أهمية «وقف كافة الممارسات والاعتداءات التي تهدف إلى تأجيج الصراع وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها». وأكد تمسك القيادة الفلسطينية بخيار المفاوضات لتحقيق السلام، مشدداً على أهمية وقف كافة الأنشطة الاستيطانية لاستئناف مفاوضات جادة قادرة على تحقيق تقدم فعلي في العملية السياسية».

وتناول المالكي هجمات المستوطنين على المدن والقرى الفلسطينية، وبينها سرقة وحرق المحاصيل الزراعية والاعتداءات على المساجد والكنائس وطرد وتهجير الفلسطينيين من منازلهم، واعتبار مدينة القدس ذات أولوية وطنية في إسرائيل لتنشيط البناء الاستيطاني.

واعتبر الوزير الفلسطيني أن هذه الإجراءات «لا تبشر بجدية الحكومة الإسرائيلية لتحقيق أي تقدم في المفاوضات والعملية السياسية برمتها وإصرارها على التهرب من مستحقات السلام».

وقال مسئول في الكنيسة الإنجيلية في القدس الغربية أمس إن متطرفين يهوداً أحرقوا أجزاءً من الكنيسة قبل أن تصل سيارات الإطفاء إليها فجر الجمعة.

وقال الأسقف، نعيم خوري لـ «رويترز»، «هناك كنيسة في شارع الأنبياء (في القدس الغربية) وتحتها بيت ضيافة وهناك طلاب يدرسون اللاهوت واستيقظوا على النار... هناك بعض الأشخاص من المتطرفين اليهود الذين لا يحبذون الوجود الإنجيلي في تلك المنطقة (القدس الغربية)».

وأضاف «منذ زمن تعرضت الكنيسة لتهديدات وتقدم المسئولون فيها بشكوى للشرطة وسبق أن تعرضت الكنيسة المعمدانية في شارع ماركيز إلى اعتداء مماثل قبل سنوات».

ومن جهتها، أدانت الرئاسة الفلسطينية حادث إحراق الكنيسة، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن المتحدث باسم الرئاسة، نبيل أبوردينة قوله «إن هذه الاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين على الأماكن الدينية المسيحية والإسلامية دليل على همجية ووحشية المستوطنين الذين يمارسون الإرهاب بأبشع صوره تحت بصر وسمع قوات الاحتلال الإسرائيلي».

وحذر أبوردينة من أثر هذه الاعتداءات على الجهود المبذولة لإنقاذ عملية السلام وقال «إن استمرار عمليات العربدة من قبل المستوطنين في الضفة الغربية سيعمل على تقويض الجهود المبذولة لإنقاذ عملية السلام من المأزق الذي وصلت إليه بسبب تعنت الحكومة الإسرائيلية ورفضها تجميد الاستيطان». إلى ذلك، وصل إلى القاهرة أمس رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات في زيارة لمصر تستغرق يومين يجرى خلالها مباحثات مع عدد من المسئولين المصريين بشأن آخر تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية، وجهود استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل.من جهتها، دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى وضع سياسة وطنية استراتيجية بديلة من أجل العودة وتقرير المصير والدولة الفلسطينية المستقلة، عوضاً عن الرهان على خيار المفاوضات المباشرة مع إسرائيل

العدد 2977 - السبت 30 أكتوبر 2010م الموافق 22 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً