أكد وزير الخارجية المصري، أحمد أبوالغيط أمس (السبت) أن بلاده تسعى حالياً إلى تأمين الأوضاع في السودان، ومنع أي توتر يؤدي إلى اقتتال.

وقال أبوالغيط، عقب مباحثات مع نظيره السوداني على كرتي بالقاهرة أمس، إن مصر تعمل على تنفيذ العملية المتفق عليها في اتفاق نيفاشا «بشكل هادئ يؤدي إلى استقرار السودان مهما كان القرار، سواء كان بالانفصال والتقسيم أم بالاستمرار في وحدة هذا الوطن». وأكد أبوالغيط أن الاستفتاء «أمر حتمي»، باعتبار أنه مؤكد وجوده في اتفاق نيفاشا، ولكن يجب أن يكون الاستفتاء مثلما نص عليه، «أي أنه استفتاء يعطى كل طرف حقه وفرصه»، والمطلوب اليوم أن نركز على الإجراءات وأن نطمئن إلى الإجراءات وإذا ما أطمئننا إلى الإجراءات فليكن الاستفتاء في موعده».

وأضاف أبوالغيط: «ولكن في كل الأحوال يجب أن يتم أي تأجيل إذا طرح بالتراضي بين الجانبين ومن خلال إقناعهم بأن المصلحة تتطلب ذلك»، مشيراً إلى أن مباحثاته مع نظيره السوداني تناولت العلاقة بين الشمال والجنوب وكل الاجتهادات المطروحة على مائدة المفاوضات في الوقت الحالي.

ورداً على سؤال بشأن وجود قلق مصري إزاء تعالي أصوات الانفصال، أم أن هناك فرصة للوحدة، قال أبوالغيط «هناك بالتأكيد فرصة للوحدة، ولكن حق تقرير المصير أصبح مبدأ واضحاً ومتفقاً عليه بين الشمال والجنوب، وأملنا أن هؤلاء الذين يتحدثون عن حق تقرير المصير في المجتمع الدولي أن يتمسكوا أيضاً بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني» من جانبه، قال كرتي إنه جاء إلى مصر من أجل شرح آخر التطورات في السودان، ومن أجل توضيح المواقف الأوروبية التي وجدها في جولته الأخيرة لأوروبا، وقال «هناك حاجة لمعرفة الأوضاع الإقليمية بشأن السودان، من حيث ما يجرى في الإيجاد، والاتحاد الإفريقي وما يجرى أيضاً في المستوى الدولي بالأمم المتحدة».

وأضاف كرتى أنه «تحدث مع أبو الغيط عن الصعوبات التي تواجه استفتاء حق الجنوب في تقرير مصيره، وإمكانية معالجة هذه القضايا قبل قيام الاستفتاء».

وفي معرض رده على سؤال بشأن ما يثار بشأن تأجيل الاستفتاء، قال كرتي «من جانبنا في الحكومة السودانية، ملتزمون بإجراء الاستفتاء في موعده، ولكن الذين بدأوا الآن في طرح مسألة التأجيل ليست هي الحكومة السودانية، وإنما هي أطراف خارجية زارت السودان واتضحت لها حجم التعقيدات التي تواجه قيام الاستفتاء في موعده، والذي نقوله حتى الآن أننا ملتزمون بإجراء الاستفتاء بالطريقة الصحيحة، من حيث الترتيبات وصحتها، ومن حيث قيام الاستفتاء نفسه وقيامه في جو حر ونزيه».

وبشأن الطرح بنشر قوات أممية أضافية على الحدود ما بين الشمال والجنوب، قال كرتى «أعتقد أن ة هذه مجرد فكرة طرحت في مواجهة التعقيدات الموجودة حالياً، ولكن ليس هناك طرح واضح من أي من طرفي اتفاق نيفاشا».

وأكد كرتي أن من تحدثوا عن هذه القوة هي أطراف قد تكون لديها أحساس بأنه قد تكون هناك حاجة، وهي تعد نفسها لهذه الحاجة، لكن من جانبنا لانرى ضرورة لوجود هذه القوات، لأن وجود هذه القوات قد يكون معيناً على مزيد من التوتر»