عقد بالعاصمة الصينية (بكين) صباح أمس منتدى الاستثمار البحريني الصيني المشترك بحضور عدد كبير من الفعاليات الاقتصادية الصينية والمسئولين المعنيين بقطاع التجارة والاستثمار في الصين حيث أمتلأت بهم قاعة الاجتماعات بمقر المجلس الصيني لترويج التجارة الدولية.
ووجه رئيس الغرفة عصام فخرو خلال المنتدى دعوة إلى القطاع الخاص الصيني لزيارة مملكة البحرين والتعرف عن كثب على التطورات الاقتصادية التي يشهدها مناخ وبيئة العمل والاستثمار في البحرين، والخطوط العامة لبرنامج التنمية الاقتصادية والرؤية المستقبلية 2030. من جانبه طرح الجانب الصيني خلال المنتدى إمكانية التوقيع على اتفاقية للتجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي. وأكد رئيس الغرفة في كلمته على أهمية مثل هذه المنتديات التي تخدم تطور ومسار العلاقات بين مملكة البحرين والصين وذلك تنفيذاً لرغبة وتوجيهات القيادتين في هذين البلدين الصديقين، وتطرق إلى أهم ملامح تطور بيئة العمل الاقتصادية في المملكة، وقال إن البحرين تواصل منذ أكثر من عشر سنوات عملية جادة للإصلاح حققت لها إنجازات وأتاحت لها مناخ جاذب للتجارة والاستثمار بفضل جهود القيادة ممثلة في حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وبتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، وبدعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين رئيس مجلس التنمية الاقتصادية.
وأضاف بأن البحرين قد شهدت قبل نحو عشر سنوات حركة إصلاحية كبيرة، شكلت قوة دافعة لقطاعات التجارة والأعمال والاستثمار والاقتصاد البحريني بشكل عام، غطت جميع المجالات ومنها حرية التعبير، وحقوق الإنسان، والشفافية، وتكريس دولة المؤسسات والقانون، وتدشين الحياة البرلمانية، وتأصيل قيم العدالة والمساواة في المجتمع البحريني.
ولفت إلى إن بأن مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين مرشحة للمزيد من التطور، فالصين التي تعتبر ثاني أكبر اقتصاد عالمي لديها من الإمكانيات التصديرية الصناعية والتجارية الكثير وفي مختلف المجالات، وفي المقابل فأن البحرين بموقعها الجغرافي، ومركزها المصرفي والمالي العالمي القادر على توفير التمويل لكثير من المشاريع، وقادرة لارتباطها بسوق كبير هو السوق الخليجي على أن تكون مركزاً للاستثمارات والصادرات الصينية في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وأشار إلى أن قيام السوق الخليجية المشتركة في بداية العام الحجاري واستعداد دول مجلس التعاون الخليجي لاتحاد جمركي خليجي، ووحدة نقدية، كل هذه تطورات إيجابية لاشك أنها ستعزز عنصر الجذب والتنافسية للسوق البحريني وبيئة التجارة والأعمال والاستثمار.
كما استعرض رئيس الغرفة ما حققته مملكة البحرين على المستوى العالمي من مراكز متقدمة في عدة مجالات حيوية بشهادة منظمات وهيئات دولية، حيث حققت المرتبة الأولى بين جميع دول الشرق الأوسط في الحرية الاقتصادية والـ 16 عالمياً، والمرتبة الخامسة على مستوى العالم في بيئة العمل واللوائح الخاصة بسوق العمل، والمرتبة 38 على صعيد القدرة التنافسية العالمية، والأولى عربياً والثالثة أسيوياً والـ13 عالمياً في مجال اعتماد تقنية المعلومات، والـ 16 عالمياً في انفتاح القطاع المالي، والـ 12 عالمياً كأقل البلدان كلفة في تأسيس وإقامة الأعمال، كما أن المملكة لديها رابع أفضل نظام ضريبي في العالم، ذلك وغيره من الشهادات الدولية للبحرين والتي تأتي في هذا الظرف الاقتصادي الحرج إقليميا وعالمياً، وأعرب رئيس الغرفة عن أمله في أن تسفر مثل هذه الزيارات عن نتائج ملموسة على صعيد تطور حجم التبادل التجاري وقيام شراكات اقتصادية واستثمارية بحرينية صينية مشتركة، مؤكداً أن غرفة تجارة وصناعة البحرين ترحب وتدعم كل خطوة في هذا الاتجاه.
ومن جانبه قال نائب الأمين العام للمجلس الصيني لترويج التجارة الدولية سوي جيانمين على أن بلاده حريصة على تعزيز التعاون الاقتصادي مع دول مجلس التعاون الخليجي على وجه العموم ومملكة البحرين على وجه الخصوص باعتبارها بوابة إلى دول المنطقة لما تتمتع به من ميزات تفضيلية تشجع المستثمر الصيني على الدخول في سوقها واتخاذها محطة لتعزيز تواجده في دول المنطقة، وقال إن هناك توجهاً في الصين لبحث إمكانية التوقيع على اتفاقية للتجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجي، معرباً عن أمله في أن يتم السير ضمن هذا التوجه وخاصة أن دول الخليج لديها سيولة نقدية وتمتلك أضخم الاحتياطيات العالمية من النفط.
وأضاف بان البحرين من أوائل الدول في منطقة الخليج العربي التي أقامت علاقات اقتصادية متطورة وجادة مع الصين، كما أكد على استعداده تسهيل خطوات وترتيبات التعاون الاقتصادي بين البلدين، داعياً في الوقت نفسه أصحاب الأعمال البحرينيين والصينيين إلى الاستفادة من التطور الكبير الذي تشهده بيئة الاستثمار في البلدين للوقوف على الفرص المتاحة، وإقامة شراكات اقتصادية وتجارية بينهما، وتطرق إلى ابرز مجالات التعاون بين البلدين والتي يمكن إن تشكل أساس قوي لنمو العلاقات الاقتصادية والتجارية في قطاعات الصناعة والتجارة والتصدير والتكنولوجيا المتقدمة والمواد الخام والتعليم فضلاً عن التعاون في مجال الصناعات التحويلية والزراعية والأغذية. كما استعرض وفد الغرفة مناخ وبيئة الاستثمار في مملكة البحرين من خلال عرض قدمه كمال أحمد الرئيس التنفيذي للعمليات بمجلس التنمية الاقتصادية، وقد تطرق العرض إلى أهم الإصلاحات الاقتصادية التي شهدتها البحرين على صعيد سوق العمل، والبيئة التشريعية والقانونية، والحرية الاقتصادية، حيث يعتبر الاقتصاد البحريني الأكثر حرية في الشرق الأوسط وفقاً لمؤشر الحرية الاقتصادية للعام 2010 الصادر عن هريتاج «فاوندايش» و»ول ستريت جورنال»، متفوقةً على العديد من الدول، كما أنها تتمتع بأقل معدلات الضرائب والتكاليف التشغيلية والمعيشية، ويسمح في البحرين بالملكية الأجنبية الكاملة بنسبة 100 في المئة في أكثر من 95 في المئة من الأنشطة والقطاعات الاقتصادية دون الحاجة إلى شركاء بحرينيين محليين، كما أن الحرية متاحة بالكامل لإعادة توطين رأس المال وتحويل الأرباح إلى الخارج.
كما تطرق العرض إلى ملامح الرؤية الاقتصادية 2030 التي تعتمد مبادئ: الاستدامة، والتنافسية، والعدالة، واستعرض سياسات الخصخصة، من خلال تحرير سوق الاتصالات، والخدمات الكهربائية، وقطاع سوق النفط، والصحة والبريد والصرف الصحي والإسكان بالإضافة إلى النقل العام والموانئ وغيرها من قطاعات، ولفت إلى أن البحرين تتمتع بتكاليف تنافسية من حيث كلفة المعيشة، الرواتب والأجور، إيجارات المكاتب، أسعار الكهرباء والماء، كما تتميز بتوافر أيدي عاملة ماهرة ومدربة ذات أجور تنافسية. كما استعرض ابرز المشاريع الاقتصادية الرائدة في البحرين والتي توفر بنية تحتية متكاملة للاستثمار مثل ميناء خليفة، حيث يعتبر واحداً من اكبر الموانئ وأكثرها تطوراً في المنطقة، ومنطقة البحرين اللوجستية، ومرسى البحرين للاستثمار، ومدينة سلمان الصناعية، ومدينة البحرين للمعارض، وغرفة البحرين لتسوية المنازعات.
كما تم في إطار المنتدى عقد لقاءات ثنائية بين أعضاء الوفد البحريني وعدد كبير من الفعاليات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية الصينية، تم خلالها التباحث حول فرص إقامة شراكات وتحالفات اقتصادية مشتركة بين الجانبين، ومن المنتظر أن يشارك وفد الغرفة صباح اليوم في المعرض الصيني الثاني للاستثمار عبر البحار والمنتدى الاقتصادي المصاحب له عبر جناح يضم معلومات وبيانات اقتصادية واستثمارية عن مملكة البحرين في المشاركة ضمن الجناح البحريني للكتالوجات الترويجية والتسويقية حول مملكة البحرين، والالتقاء بالفعاليات الاقتصادية والاستثمارية الصينية والدولية الممثلة للقطاعين العام والخاص المشاركة في هذه الفعاليات، وسيقدم وفد الغرفة في المنتدى المذكور عرض مدته ربع ساعة حول مملكة البحرين باعتبارها بيئة جاذبة للاستثمارات.
العدد 2979 - الإثنين 01 نوفمبر 2010م الموافق 24 ذي القعدة 1431هـ