قام رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس (الاثنين) بزيارة خاطفة لأفغانستان بحث خلالها مع الرئيس الأفغاني حميد قرضاي استراتيجية جديدة لمكافحة «بؤر الإرهاب» في أفغانستان وباكستان.
وأوضح براون أن الاستراتيجية البريطانية الجديدة ستأخذ في الاعتبار أفغانستان وباكستان مع «مقاربة مختلفة ولكن متكاملة».
وقال براون خلال مؤتمر صحافي أعقب مباحثاته مع قرضاي «إن المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان تشكل بؤرة حاضنة للإرهاب، إن سلسلة من الرعب تصل هذه المناطق بشوارع العديد من عواصم العالم بأسره».
وأضاف براون أن «السنة الانتخابية (الحالية) ستشكل اختبارا جديا للجميع. بيد أن الخيار واضح (ويتمثل) في مواجهة التطرف في باكستان وأفغانستان أو تركه يأتي إلينا» مذكرا بأن بريطانيا «تتحمل قسطها من العبء» في أفغانستان مع نشر أكثر من ثمانية آلاف جندي.
وسيتم كشف تفاصيل الاستراتيجية البريطانية الجديدة يوم الأربعاء المقبل في البرلمان البريطاني.
وتطرق براون أيضا إلى قانون الأحوال الشخصية الجديد المثير للجدل الخاص بالأقلية الشيعية في أفغانستان.
وقال «لقد تطرقت إلى هذا الأمر مع الرئيس قرضاي وأكد لي أنه تجرى مراجعة القانون».
وجرت هذه المباحثات البريطانية الأفغانية في الوقت الذي تواصل فيه «طالبان» تقدمها في باكستان من خلال استخدام القوة من جهة والمفاوضات مع السلطات من جهة أخرى، في حين تتصاعد أعمال العنف في أفغانستان.
من جهة أخرى هاجمت مجموعة من متشددي «طالبان» مكتبا في ضاحية هادئة نسبيا بشمال أفغانستان أمس (الاثنين) فقتلت رجل شرطة وأسرت 9 آخرين بحسب مسئولين.
وأكدت وزارة الداخلية في هذا الصدد أن 9 من رجالها من بينهم 4 ضباط في
عداد المفقودين بينما قال بيشارات الذي كان يتحدث من بوركا لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ) أن الشرطة شنت عملية في المنطقة لتعقب المهاجمين.
من جانبه صرح مسئولون أفغان أمس (الاثنين) بأن خمسة من رجال الشرطة ومدنيين اثنين قتلوا في انفجار قنبلة كانت مزروعة على جانب طريق في جنوب البلاد، إذ قتل أيضا خمسة من مسلحي «طالبان».
وأوضح بيان عسكري أميركي أن خمسة مسلحين قتلوا على أيدي قوة مشتركة من
الجيش الأفغاني وقوات التحالف في منطقة زهاراي التابعة لإقليم قندهار صباح أمس.
وعلى الجانب الآخر للحدود الأفغانية أعلن الجيش الباكستاني أنه قتل أمس عشرين من عناصر «طالبان» في هجوم شنه في منطقة شمال غرب باكستان حيث حقق المقاتلون الإسلاميون المرتبطون بـ «القاعدة» تقدما مغتنمين اتفاق وقف إطلاق نار.
من جانبها علقت حركة «طالبان» الباكستانية المحادثات مع الحكومة، كما أعلن أحد المفاوضين، فيما قامت مروحيات قتالية بقصف مواقع يشتبه في أنها مخابئ للناشطين في شمال غرب البلاد.
ويأتي هذا الإعلان بعدما أطلق الجيش الباكستاني هجوما جديدا على مقاتلي «طالبان» في شمال غرب البلاد.
العدد 2426 - الإثنين 27 أبريل 2009م الموافق 02 جمادى الأولى 1430هـ