وقع وزير الأشغال والإسكان فهمي الجودر ظهر أمس، عقد دفن المرحلتين الأولى والثانية من المدينة الشمالية، والمبرم بين وزارة "الإسكان" وشركة "بوسكالس بلسهام" الهولندية بكلفة تصل إلى 66,489 مليون دينار، إذ من المؤمل أن تنطلق أعمال الدفن في نهاية ديسمبر/ كانون الأول المقبل، ومن المتوقع الانتهاء من دفن 10 جزر مع نهاية ديسمبر من العام . 2007 جاء ذلك إثر مؤتمر صحافي عقد في مكتب الوزير والذي صرح بأن مشروع المدينة الشمالية يأتي ضمن مشروعات المدن الجديدة التي أقرتها لجنة الإسكان والاعمار، وتشتمل على بناء أربع مدن حضارية جديدة في المملكة من خلال برنامجين، الأول ممثل في تخطيط وتصميم المدينة الشمالية "التي تعد إحدى المدن الأربع"، والثاني يقوم على وضع المخطط الاستراتيجي التعميري العام للبحرين حتى العام .2021
المنامة-أحمد الصفار
قام وزير الأشغال والإسكان فهمي الجودر في مكتبه بمبنى الوزارة ظهر أمس بتوقيع عقد بقيمة 66,489 مليون دينار مع شركة "بوسكالس بلسهام" الهولندية، للبدء في دفن المرحلتين الأولى والثانية من المدينة الشمالية مع نهاية ديسمبر/ كانون الأول المقبل، إذ من المؤمل الانتهاء من دفن 10 جزر بعد انقضاء 24 شهرا "أي في نهاية ديسمبر من العام 2007". وفي مؤتمر صحافي نظمته الوزارة لاستعراض تفاصيل العقد المبرم بين الطرفين، ذكر الوزير الجودر أن المدينة الشمالية ليست الوحيدة التي ستبنى مستقبلا، إذ إن هناك ثلاث مدن أخرى ستنشأ، آملا الانتهاء خلال الفترة المقبلة من الدراسات المقترحة بشأنها. ومن جهته، بين وكيل الوزارة للإسكان والإدارة محمد خليل السيد أن الدفن سيقتصر على المرحلة الأولى والثانية في حين سيتم دفن المرحلة الثالثة في وقت لاحق، مشيرا إلى أنه وبعد مرور 12 شهرا ستكون الجزيرتان رقم 13 و14 جاهزتين، مبينا أن "الإسكان" تتبع أسلوب الإنشاءات ذات النسق السريع، أي أنها لا تنتظر حتى تنتهي جميع الجزر كي تبدأ بأعمال البنية التحتية، ولكنها تبدأ في إنشاء الخدمات المذكورة في كل جزيرة يتم الانتهاء من دفنها. وردا على سؤال بشأن ما إذا ستوزع بعض وحدات المدينة الشمالية الفائضة عن حاجة قاطني المنطقة الشمالية على أهالي المحافظات الأخرى، قال السيد: "نحن كمسئولين حتى الآن لم نتلق القرارات المتعلقة بآلية التوزيع من قبل لجنة الإسكان والاعمار، ولكننا نعتقد أن التوزيع سيكون بشكل عادل يسهم في حل المشكلة الإسكانية في المملكة، والتقليل من قوائم انتظار المواطنين". وكشف "وكيل الإسكان والإدارة" أن وزارتي الأشغال والإسكان وشئون البلديات والزراعة عينتا شركة أميركية متخصصة لإعداد مخطط عام استراتيجي للبحرين، سيتحدد وفق ذلك الأماكن التي من الممكن استغلالها لبناء وحدات سكنية، وخلال الأسبوع الجاري سيلتقي ممثلو الوزارتين مع الشركة الأميركية لمناقشة المرحلة الأولى للدراسة، لافتا الى أن الأخيرة تستغرق 18 شهرا وقد بدأت في مارس/ آذار من العام الجاري. كما توقع نائب مقرر لجنة الإسكان والأعمار أيمن الخضر أن تكون هناك وحدات إسكانية جاهزة في المدينة الشمالية مع نهاية العام 2007 ومطلع العام ،2008 منوها أنها تقع على الساحل الشمالي الغربي للمملكة، موزعة على أرخبيل من الجزر يبلغ عددها 17 جزيرة، معددا جوانب من خصائصها ومنها الطبيعة الجغرافية للجزر، وخلق بيئة متوازنة من المناطق السكنية والنشاطات الاقتصادية لتوفير الأيدي العاملة، وتوفير جو معيشي مميز، والمرونة في التخطيط المستقبلي. ومن المرافق الخدمية الرئيسية التي ستشتمل عليها المدينة، جامعة إقليمية، ومستشفى رئيسي، ومعرض للأحياء البحرية، ومركز للعلاج الطبيعي المائي. وفي المرحلة الأولى من المشروع ستكون هناك 5300 وحدة، وفي الثانية 9800 وحدة، والثالثة 4700 وحدة ليصل المجموع الإجمالي إلى 19800 وحدة سكنية. ومن المتوقع أن يقطن المرحلتين الأوليتين 75 الفا و500 فرد، تتوافر فيهما 33 الفا و500 فرصة عمل. وأوضح وزير "الإسكان" أن المدينة ستقام على أرض مدفونة تبلغ مساحتها الإجمالية 740 هكتارا تقريبا وسيوفر المشروع ما يقارب من 5100 وحدة سكنية. كما أن المخطط العام للمدينة يأخذ في الاعتبار الاحتياجات المستقبلية للمرافق السكنية. وألمح الى أن المدينة تستوعب في المجمل ما يقارب 75 ألف نسمة، وتهدف إلى تلبية الطلبات المتزايدة على الإسكان الحكومي مع توفير اكتفاء ذاتي لمختلف الاحتياجات الحكومية والخدمية والمرافق العامة فيها، مدعومة بقاعدة اقتصادية قوية ومشاركة واسعة من القطاع الخاص في مشروعاتها، على أن يتم تخصيص الوحدات السكنية لذوي الدخل المحدود والمتوسط فقط. وعاد وزير الأشغال والإسكان ليؤكد أنه تم تصميم المدينة لتشكل مع التجمعات السكنية والقرى الحالية على الساحل الشمالي للبحرين حوضا إقليميا ضمن هذا الجزء من المملكة، مع مراعاة أن تترك مسافة بحرية بين المدينة الجديدة والتجمعات السكنية الحالية لضمان انسياب حركة المياه البحرية وضمان تصريف المياه التي تروى بها النخيل والبساتين المجاورة، وبالنسبة إلى البنية التحتية أفاد بأن الطرق صممت بطريقة تسهل الانتقال في مختلف أجزاء المدينة، كما تم تخصيص مسارات محددة للمشاة الذين يستطيعون من خلالها الوصول للخدمات القريبة في المحيط الحضري، مع الحرص على أن تكون بعيدة عن السيارات وسيكون للماء والبحر حضور دائم في مختلف المعالجات المعمارية والحضرية في تصميم المدينة. وأشار إلى أن التصميم روعي فيه وجود عدد كبير من السواحل العامة كمتنزهات وأماكن للاستجمام، وفيما يتعلق بمركز المدينة فهو يطل على بحيرتين "البحيرة الرسمية وبحيرة المسجد الجامع" ويحتوي على ثلاثة قطاعات وهي القطاع التجاري والقطاع الجامعي والقطاع المدني الذي ينتهي بالمسجد الجامع. وتتنوع المناطق المفتوحة في المدينة وفقا لاستخداماتها من حدائق وأراض مفتوحة تكون متنفسا للأهالي وسواحل وساحات عامة. وأضاف قائلا: "من خلال الدراسات الحالية مع الشركة الفرنسية تقوم الوزارة باستحداث أنماط جديدة للوحدات السكنية لم يتم استخدامها من قبل في المشروعات الإسكانية في البحرين وتنقسم إلى مجموعتين أساسيتين: الأولى وهي الوحدات السكنية الأفقية الامتداد، والثانية وهي الوحدات السكنية الرأسية الامتداد وهي قيد الدراسة في الوقت الجاري، وتمتد فترة العمل في المدينة الشمالية عشر سنوات بمعدل 1500 وحدة سكنية سنويا، وسيتم الإعداد لإشراك القطاع الخاص في عملية إنشاء الوحدات السكنية من خلال البناء والتمويل. أما فيما يخص البنية التحتية والجسور، فتقوم الشركة الاستشارية الفرنسية بدراسة بدائل للتمويل، إذ سيتم الانتهاء من إعداد تلك الدراسة خلال فترة لا تتجاوز أربعة أشهر". وفي ختام تصريحه نوه بأن هذا المشروع يأتي ضمن تنفيذ مخططات مشروعات المدن الجديدة التي أقرتها لجنة الإسكان والأعمار برئاسة سمو ولي العهد القائد العام لقوة دفاع البحرين رئيس لجنة الإسكان والأعمار سمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، التي تشمل بناء أربع مدن حضارية جديدة في مناطق المملكة ويتم ذلك من خلال برنامجين تخطيطيين الأول هو تخطيط وتصميم المدينة الشمالية وهي إحدى المدن الأربع الجديدة، والثاني يقوم على وضع المخطط الاستراتيجي التعميري العام للمملكة حتى العام 2021 الذي سيضم المدن الثلاث الأخرى ودراسة المناطق القابلة للتعمير كمدن ومناطق إسكانية تلبي احتياجات المواطنين من الخدمات الإسكانية
العدد 1123 - الأحد 02 أكتوبر 2005م الموافق 28 شعبان 1426هـ