قال كبير اقتصاديي صندوق النقد الدولي راجورام راجان أمس "الاربعاء" ان أسعار النفط المرتفعة مازالت تمثل تهديدا رئيسيا للاقتصادات الآسيوية حتى وان كان النمو في المنطقة لم يتضرر كثيرا حتى الآن. ورحب راجان بتحرك اندونيسيا أخيرا لزيادة أسعار الوقود المحلية وخفض الدعم المكلف واضاف انه ينبغي على حكومات اخرى ان تحذو حذوها حتى يمتد اثر ارتفاع الاسعار للمستهلكين. وقال راجان "كان امتداد آثار أسعار النفط محدودا في آسيا. وهذا يمثل تهديدا للنمو". ورفعت اندونيسيا أسعار النفط بشكل حاد على رغم الاحتجاجات في الشوارع وأعلنت ضرورة خفض الدعم الضخم للوقود لتخفيف الضغط على الروبية. وقال راجان "ينبغي ان نقنع الناس بأن هذا الأمر خارج عن سيطرة الحكومة وان من الضروري منع المزيد من المشكلات مستقبلا". ويعتقد مسئولو صندوق النقد ان النمو في اندونيسيا اكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا يقف على ارض صلبة على رغم أن اسعار النفط المرتفعة سيكون لها بعض التأثير. وقالت نائب مدير ادارة آسيا في صندوق النقد الدولي واندا تسنج ان من السابق لأوانه قياس التأثير الكامل لتفجيرات بالي في مطلع هذا الاسبوع على الاقتصاد ولكنها توقعت ان يكون التأثير الكلي محدودا. وقالت مشيرة الى هجمات العام 2002 "انتعشت السياحة بسرعة كبيرة عقب تفجيرات بالي الاولى". وفي الشهر الماضي ذكر صندوق النقد الدولي في تقرير عن مستقبل الاقتصاد العالمي يصدر مرتين سنويا ان معدل النمو الاقتصادي العالمي سيصل الى 4,3 في المئة هذا العام وفي العام المقبل متجاوزا المتوسط المسجل في العقد الماضي عند 3,9 في المئة على رغم أسعار النفط المرتفعة. واكد راجان هذا التوقع ولكنه ذكر أن المخاطر زادت في الشهور الاخيرة. وقال "تعتمد الولايات المتحدة والصين على اجراءات لا يمكن ان تستمر على المدى الطويل. ثبت أن أسعار النفط تمثل ضغطا متزايدا على النمو". وقال راجان ان مجلس الاحتياطي الاتحادي الاميركي "البنك المركزي" سيواصل رفع أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم. واضاف ان احد المخاوف الرئيسية لصندوق النقد حدوث تباطؤ محتمل في الاستهلاك الاميركي وهو محرك رئيسي للنمو العالمي. واضاف "هناك خطر، أن يصيب الكلل المستثمرين وان يأتي التباطؤ في وقت حرج. يمثل العجز في المعاملات الجارية الذي يزيد عن نسبة ستة في المئة عامل خطر"
العدد 1126 - الأربعاء 05 أكتوبر 2005م الموافق 02 رمضان 1426هـ