قال رئيس وحدة البحوث الاقتصادية بعمادة البحث العلمي بجامعة البحرين جاسم حسين إن نتائج تقرير التنمية البشرية للعام 2005 تشير إلى وجود تفاوت واضح في أداء المرأة في الدول العربية في المتغيرات الاقتصادية والإدارية. وقال: تؤكد النتائج أن الإناث في الوطن العربي حققن نتائج أقل من المعايير المستخدمة في هذا البحث مع مثيلاتهن في دول أوروبا الغربية على وجه الخصوص. كما تظهر عزوف الكثير من الدول العربية عن توفير بعض المعلومات الحيوية وخصوصا المشرعين، المسئولين الكبار، المديرين من الإناث فضلا عن الوظائف الحرفية والفنية للإناث لأسباب غير معروفة. ويقول حسين يبقى ان من الأمور المثيرة حصول الإناث على دخل أقل من الرجل في كل دول العالم بلا استثناء بما في ذلك الدول الاسكندنافية مثل السويد والنرويج والتي بدورها تشتهر بمنح فرص متساوية للإناث مقابل الذكور، ورأى ضرورة قيام الباحثين بإجراء المزيد من التمحيص وتأملات أكثر عمقا في مدلولات أداء الإناث في الدول العربية مقارنة بمثيلاتهن في العالم. وأضاف حسين استنادا للمعلومات المتوافرة فإن الأنثى في الكويت تحصل على أعلى دخل بين الدول العربية "8,448 دولارا في العام" ثم الأنثى في البحرين عند "7,685 دولارا" وبعد ذلك الأنثى في السعودية "4,440 دولارا". عالميا تحصل الأنثى في لكسمبورغ على أعلى دخل في العالم إذ يقف عند "34,890 دولارا في العام". بمعنى آخر، فإن دخل الأنثى في الكويت "والتي بدورها تحصل على أعلى نسبة دخل في الوطن العربي" يساوي أقل من ربع ما تحصل عليه الأنثى في لكسمبورغ، إضافة إلى أن هناك جانبا حيويا آخر في التقرير يتعلق بنسبة دخل الإناث إلى الذكور. ويوفر تقرير التنمية البشرية للعام 2005 إحصاءات بخصوص 20 دولة عربية من أصل 22 دولة عربية أعضاء في الجامعة العربية "لم يصنف التقرير كلا من العراق والصومال ربما للظروف غير الطبيعية لهاتين الدولتين". ويقول حسين إن التقرير صنف كلا من قطر والإمارات والبحرين والكويت من بين دول ذات تنمية بشرية عالية، بينما تم تصنيف 13 دولة عربية أخرى ضمن دول ذات تنمية بشرية متوسطة فضلا عن 3 دول وهي "جيبوتي واليمن وموريتانيا" في خانة دول ذات تنمية بشرية ضعيفة. يذكر أن قطر حصلت على المرتبة الأولى بين الدول العربية وذلك بحلولها في المركز رقم 40 على مستوى العالم من بين 177 دولة شملها تقرير التنمية البشرية للعام .2005 بالمقابل حلت موريتانيا في المرتبة الأخيرة بين الدول العربية والمركز رقم 152 على مستوى العالم.
دخل الفرد
وعن دخل الفرد يذكر الباحث الاقتصادي أنه من الملاحظ إن كلا من قطر والإمارات لم توفرا المعلومات المتعلقة بخصوص دخل الإناث. فيما أن تقرير التنمية البشرية للعام 2005 يشير إلى أن دخل الفرد في الإمارات هو الأعلى بين الدول العربية "22420 دولارا في العام حسب مفهوم القوة الشرائية" يليه الفرد في قطر "19844 دولارا" ثم الفرد في الكويت "18,047 دولارا". يلاحظ أن أفضل النتائج من نصيب الإناث في كل من موريتانيا وجزر القمر والمغرب إذ حصلن على 56 و55 و40 في المئة من نصيب دخل الذكور على التوالي. ويكشف تقرير التنمية عن تفاوت في نسب دخل الإناث إلى الذكور في الوطن العربي الأمر الذي يعكس مدى تمثيلهن في سوق العمل. وبحسب التقرير فإن دخل الذكور أعلى من الإناث في كل دول العالم. ويلاحظ أن أفضل النتائج من نصيب الإناث في السويد إذ يستحوذن على 90 في المئة من دخل الذكور.
نصيب الإناث من الوظائف العليا
وبشأن نصيب الإناث من الوظائف العليا يقول حسين: يتأمل هذا المؤشر في مدى استحواذ الإناث على الوظائف العليا في البلاد وتحديدا المشرعون الإناث، المسئولون الكبار، المديرون. ويضيف، يبدو جليا أن هذا المعيار يمزج بين الوظائف العليا للإناث في القطاعين العام والخاص. حقيقة فإن أكثر ما يميز هذا المتغير هو عدم توفير غالبية الدول العربية الإحصاءات المتعلقة بمدى حصول الإناث على هذه الوظائف الحيوية. واستنادا للمعلومات المتوافرة فإن الإناث في السعودية يستحوذن على "31 في المئة" من الوظائف المصنفة في هذا المعيار أي الأعلى بين مثيلاتها في الدول العربية وتليها شقيقاتها في فلسطين "12 في المئة" ومن ثم الإناث في البحرين "10 في المئة". أما عالميا فإن أفضل النتائج من نصيب الإناث في الفلبين إذ يسيطرن على 58 في المئة من الوظائف العليا في البلاد.
الوظائف الحرفية والفنية
ويذكر حسين أن مؤشر الوظائف الحرفية والفنية يتأمل في مدى استحواذ الإناث على الوظائف الحرفية والفنية في البلاد. كما هو الحال مع المعيار السابق "المشرعون الإناث، المسئولون الكبار، المديرون" فإن عددا غير قليل من الدول العربية فضلت عدم توفير المعلومات المتعلقة بهذا المتغير. على كل حال، تكشف الأرقام المتوافرة أن أفضل النتائج من نصيب الإناث في فلسطين إذ يستحوذن على 34 في المئة من الوظائف الحرفية والفنية. وتأتي الإناث في مصر والإمارات في المرتبتين الثانية والثالثة عربيا إذ يسيطرن على 31 في المئة و25 في المئة على التوالي على الوظائف الحرفية والفنية. أما عالميا فإن أفضل النتائج من نصيب الإناث في بربادوس في أميركا الوسطى إذ يستحوذن على 71 في المئة من الوظائف المصنفة ضمن هذا المتغير.
التعليم
ويشير الباحث الاقتصادي إلى أن الأرقام المنشورة تظهر أن أعلى نسبة تعليم هي من نصيب الإناث في فلسطين "أو الأراضي الفلسطينية المحتلة"، إذ تزيد عن 87 في المئة. كما أن نسبة التعليم منتشرة في أوساط الإناث في كل من الأردن ولبنان "نحو 85 في المئة و81 في المئة على التوالي". ويلاحظ أن قطر والتي حصلت على المرتبة الأولى بين الدول على مؤشر التنمية البشرية على خلفية انتشار التعليم "تبلغ نسبة المتعلمين أكثر من 89 في المئة" لا توفر أرقاما عن مدى انتشار التعليم في أوساط الإناث. عالميا تؤكد إحصاءات تقرير التنمية البشرية للعام 2005 نجاح أكثر من 20 دولة في العالم في القضاء على ظاهرة الأمية في أوساط الإناث بشكل كامل.
العمر
وبخصوص الأعمال يقول حسين: كما هو الحال في الغالبية العظمى من دول العالم فإن متوسط العمر للإناث في الدول العربية أفضل منه مقارنة بالذكور. وتؤكد الإحصاءات أن أفضل متوسط للعمر من نصيب الإناث في الإمارات إذ يقف في حدود 81 عاما. وتأتي الأنثى في الكويت في المرتبة الثانية "في حدود 80 عاما" ثم الأنثى في ليبيا "أكثر من 76 عاما". عالميا تحتل اليابان المرتبة الأولى إذ يبلغ متوسط عمر الأنثى أكثر من 85 عاما
العدد 1126 - الأربعاء 05 أكتوبر 2005م الموافق 02 رمضان 1426هـ