قتل 25 شخصا على الأقل وأصيب 87 آخرون في هجوم بسيارة مفخخة وقع عند الإفطار أمس واستهدف مسجدا شيعيا في الحلة جنوب بغداد، على ما أعلنت الشرطة المحلية. من جانبه، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية ليث كبة إن القوات الأميركية والعراقية تقوم بـ 12 عملية عسكرية غرب العراق. وقال ضابط الشرطة علي كريمي بشأن هجوم الحلة إن "السيارة التي كانت متوقفة قرب حسينية ابن النعمة بوسط بغداد انفجرت قرابة الساعة 18,00 "15,00 بتوقيت غرينتش" عندما كان المصلون يهمون بأداء صلاة المغرب بعد الإفطار". وذكر أن "25 شخصا قتلوا وأصيب 87 آخرون بجروح"، مشيرا إلى أن فرق الإنقاذ تعمل عن نقل الضحايا في هذا اليوم الأول من أيام شهر رمضان بالنسبة إلى شيعة العراق. وأبدى مسئولون عراقيون وأميركيون مخاوف من تصاعد العنف قبيل الاستفتاء المزمع إجراؤه في 15 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري على مشروع الدستور. على صعيد متصل، أكد مصدر في وزارة الداخلية العراقية أمس انفجار سيارة مفخخة أمام مطعم في وسط بغداد من دون أن تؤدي إلى وقوع أضرار كبيرة، بينما قتل ثلاثة عراقيين وعثر على ثلاث جثث في حوادث متفرقة شمال شرق بغداد. وقتل أحد عناصر حماية وزير الصناعة العراقي أسامة النجفي "سني" وأصيب آخر في هجوم مسلح في غرب بغداد استهدف موكبه الذي لم يكن الوزير فيه. في غضون ذلك، بثت جماعة عراقية مسلحة أمس شريطا مصورا يظهر ذبح اثنين من العراقيين قالت الجماعة إنهما يعملان لصالح القوات الأميركية لاعتقال المسلحين. وبثت جماعة جيش "أنصار السنة" شريطا يحمل تاريخ 12 من الشهر الماضي يظهر "ذبح اثنين من رؤوس الردة في بغداد مجندين من قبل القوات الأميركية للتجسس على المجاهدين ويرأس كل واحد منهم شبكة من 30 جاسوسا منتشرين في مناطق مختلفة من بغداد". وأضافت الجماعة أن الأول يدعى شاكر محمود جاسم قال إنه يعمل مع "القوات الأميركية واليهودية للعثور على المجاهدين". وأضافت الجماعة في الشريط أن "الجاسوس الثاني" يدعى رياض نجم عبدالله ويعمل حارسا بقاعدة أميركية في الدورة "تقع خلف مصفاة الدورة ويعمل بها 20 جنديا أميركيا". وفي الموصل أعلن مصدر في الشرطة العراقية أن ضابطا برتبة مقدم قتل وأصيب شرطيان آخران في هجومين منفصلين لمسلحين. من جهة أخرى، ذكرت قناة "الجزيرة" أن الشرطة العراقية عثرت على جثة عراقي قتل شنقا شرقي الموصل نفسها. وفي كركوك اغتال مسلحون مجهولون أمس ضابط شرطة برتبة نقيب وأصابوا ضابطا آخر بجروح وقتل مدني كان معهم في الهجوم. وفي اليوسفية قتلت قوات أميركية وعراقية مشتركة أمس أربعة مسلحين وأصابت سبعة آخرين بجروح واعتقلت 18 بينهم سوري في حملة تفتيش ومداهمات. وفي السياق ذاته، قال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء العراقي إن القوات الأميركية والعراقية تقوم بـ 12 عملية عسكرية غرب العراق أهمها عملية بوابة النهر بمنطقة حديثة بهدف توفير جو آمن بالمنطقة بناء على شكاوى من أهالي المدينة بتخليصها من الإرهابيين، على حد قوله. وأوضح كبة - في مؤتمر صحافي عقده ظهر أمس ببغداد - أنه تم حتى الآن قتل 5 إرهابيين وتم اعتقال 17 شخصا في عملية بوابة النهر. وقال إن الحكومة العراقية بصدد إصدار مجموعة من الإجراءات بهدف توفير أجواء آمنة خلال عملية الاستفتاء على الدستور حتى يستطيع المواطن الإدلاء بالتصويت بنعم أو لا، مشيرا إلى أن هناك مجموعة من الإجراءات سيتم اتخاذها بالعاصمة بغداد من بينها زيادة مكثفة لنقاط التفتيش. وفي الولايات المتحدة أشاد الرئيس الأميركي جورج بوش أمس بمشاركة القوات العراقية في العمليات العسكرية الدائرة حاليا في غرب العراق. وقال بوش اثر اجتماع في البيت الأبيض مع وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد والجنرال الأميركي ديفيد بتراوس الذي كان مكلفا حتى وقت قصير بتدريب قوات الأمن العراقية "سررت لما علمت أن ثلاثة آلاف جندي عراقي يشاركون في المعارك، إنهم يقومون بعمل جيد ويتميزون". وتحدث بوش عن "تقدم كبير" في عملية تجنيد العسكريين العراقيين، مؤكدا أن العراقيين يشكلون ثلاثين في المئة من القوات التي تشارك في العمليات العسكرية في غرب العراق، لكنه جدد التأكيد أن الجنود الأميركيين الـ 140 ألفا الموجودين حاليا في العراق سيبقون فيه "طالما اقتضى الأمر". إلى ذلك، انتقد رئيس الجمعية الوطنية "البرلمان" حاجم الحسني أثناء زيارته الكويت أمس "توقيت" الهجوم على غرب العراق، معتبرا أن ذلك سيمنع السنة من التصويت في الاستفتاء، في وقت دعا فيه الرجل الثاني في النظام العراقي السابق عزة إبراهيم الدوري إلى "تصعيد الجهاد ضد الاحتلال" في رسالة نسبت إليه ونشرتها أمس صحيفة "القدس العربي" ومقرها في لندن. ودعا نائب رئيس مجلس قيادة الثورة وهو أبرز مسئول عراقي سابق لايزال منذ اجتياح العراق طليقا ما سماهما "فصائل المقاومة وحزب البعث إلى تصعيد الجهاد الوطني ضد الاحتلال"، وشدد على "خطورة التقسيم الطائفي للعراق لفائدة الاحتلال"