قال الرئيس التنفيذي لبنك اتش اس بي سي صالح الكواري ان أكثر من 20 ألف شخص في المملكة اكتتبوا في أسهم شركة دانة غاز التي طرحت أسهمها للمستثمرين في دول الخليج العربية الشهر الماضي في وقت قال فيه وسطاء أسهم ان العرض خلق سوقا رمادية في دولة الإمارات العربية المتحدة بسبب التغطية الكثيفة التي حصلت عليها الأسهم ولكن لا يوجد مؤشر على خلق مثل هذه السوق في البحرين. وأبلغ الكواري "الوسط" ردا على استفسارات بشأن الأسهم أنه بالنسبة إلى البحرين فإن الطلب زاد على 20 ألف إذ تهافت صغار المستثمرين في المملكة على الأسهم في الأيام الأخيرة وكذلك عدد هائل من المستثمرين من المملكة العربية السعودية. ولكن الكواري لم يحدد الرقم أو يذكر كمية الأموال التي تلقاها مصرفه من المستثمرين الذين شاركوا في الاكتتاب. وبنك اتش اس بي سي المعروف سابقا باسم البنك البريطاني هو المصرف الوحيد الذي خول له من قبل شركة دانة غاز الإماراتية قبول استمارات الأسهم في البحرين ولديه فرع في دولة الإمارات. وفتح بنك اتش اس بي سي أبوابه خلال عطلة نهاية الأسبوع في المملكة لتلبية طلبات المستثمرين بينما اندلعت مشاجرات في مصارف في الإمارات العربية المتحدة بسبب أكبر إصدار عام أولي في الإمارات. وذكرت مصادر مصرفية مطلعة أن الشركة كانت تتوقع مشاركة 230 ألفا من المستثمرين الصغار في دول الخليج العربية إلا أن الطلبات زادت على 400 ألف طلب ما يعني ضمنيا أن المكتتبين سيحصلون على أقل مما اكتتبوا به. أما بالنسبة إلى كبار المكتتبين فليس من المتوقع حصولهم حتى على نسبة واحد في المئة من مجمل الاكتتاب بسبب التغطية الكثيفة للأسهم وهي التغطية التي لم تشهد لها المنطقة مثيلا منذ عدة سنوات. وقال أحد المصرفيين "كبار المساهمين قد يحصلون على نصف في المئة فقط من الطلبات" ولكنه لم يعط مزيدا من الإيضاحات. وتقول المصادر المصرفية ان شركة دانة غاز هي شركة قائمة ولديها عقود ويشهد لها بالخبرة في مجال الصناعة وهذا بحد ذاته يعطي الثقة للمستثمرين. وأضافوا أن هذه الثقة تمثلت في اكتتاب زاد على 280 مليار درهم "أي نحو 76 مليار دولار" لأسهم دانة غاز التي عرضت أسهما قيمتها مليارا درهم على صغار المستثمرين. وكانت تقديرات سابقة قد وضعت مجمل الاكتتاب بنحو 500 مليار درهم إلا أن المصادر ذكرت أن رقم 280 مليار درهم هو الأقرب إلى الواقع. وأدى سحب هذه الأموال من قبل المستثمرين إلى خفض أسعار الأسهم في بورصات دول الخليج العربية. كما أدى إلى إنشاء سوق ثانوية أو ما يعرف باللغة الانجليزية "Gray Market" أي سوق رمادية في المنطقة قبل تسجيل الأسهم في سوق أبوظبي المالية والمتوقع أن يبدأ الشهر المقبل بعد اكتمال تخصيص الأسهم للمساهمين في دول المنطقة. وذكر أحد وسطاء الأسهم في البحرين "الأسهم خلقت سوقا ثانوية في الإمارات لأنها بلد المنشأ وكذلك بسبب الاكتتاب الضخم". أما في البحرين وعلى رغم كثافته "بالنسبة إلى البحرين" فإنه لا يشكل سوقا رائجة. وسيتم تخصيص الأسهم بعد نحو أسبوعين وسيتم تحويل الفائض من الاكتتاب إلى المستثمرين عن طريق شيكات تصدرها الشركة المسئولة. وقال الكواري "نحن بنك تحصيل فقط وليست لنا علاقة ببيع الأسهم أو ترجيع المبالغ الزائدة". ويظهر من تصريح الكواري أن عملية بيع وشراء الأسهم ستتم فقط في سوق أبوظبي بعد تسجيل الأسهم في السوق المالية ولن يستطيع المكتتبون بيع أسهمهم من خلال البنك. وقال مكتتبون إن السبب الرئيسي وراء الإقبال الشديد على أسهم دانة غاز هو رخص سعر السهم المطروح والبالغ درهما "100 فلس" بالإضافة إلى ثقة المستثمرين في الشركة الجديدة. وتنعم منطقة الخليج بازدهار اقتصادي غير مسبوق بسبب ارتفاع أسعار النفط التي وصلت إلى مستويات قياسية في الأسواق العالمية بلغت أكثر من 60 دولارا للبرميل الواحد ما أدى إلى وجود سيولة كثيفة في المنطقة تبحث عن فرص للاستثمار. وكان الطلب الأكبر السابق على الاكتتاب الذي حدث في الإمارات قد جرى العام الماضي على أسهم آبار للنفط عندما زاد حجم الطلب بواقع 796 مرة على المعروض من الأسهم. وتشهد المنطقة حركة تحول نحو الاكتتاب العام من قبل الشركات العائلية والشركات الحكومية إضافة إلى الشركات الجديدة التي تنوي توسيع قاعدة المساهمين من خلال الطرح الأولي للاكتتاب في بورصات دول الخليج العربية أو من خلال مديري الاكتتاب من مصارف وشركات محاسبة. كما تشهد أسواق منطقة الخليج طفرة غير مسبوقة على أسهم الشركات دفعت بعض الأسهم إلى مستويات قياسية خصوصا في أسواق المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات وقطر بينما ظلت سوقا البحرين وسلطنة عمان بعيدة نسبيا عن هذه الطفرة. وبنك اتش اس بي سي هو كذلك مدير الاكتتاب لأسهم شركة ناس التي طرحت 50 مليون سهم في أول اكتتاب لشركة عائلية تعمل في مجال الإنشاءات. كما ستطرح مجموعة جواد كذلك 40 في المئة من أسهمها إلى المستثمرين في منتصف الشهر المقبل قبل تسجيلها في سوق البحرين للأوراق المالية.
دبي - دانة غاز
قالت لجنة المؤسسين لشركة دانة غاز ان قيمة طلبات الاكتتاب على اسهم الشركة الذي أقفل في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بلغت 288 مليار درهم إماراتي. واضافت ان عدد طلبات الاكتتاب في الشريحة الأولى التي تبلغ قيمتها 700 مليون درهم إماراتي والمخصصة لصغار المستثمرين من دول مجلس التعاون الخليجي بلغت 398 ألف طلب، نحو 44 في المئة منها "175 ألف مكتتب" من مواطني دولة الإمارات و56 في المئة "223 ألف مكتتب" من المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وقطر وعمان مشيرة الى انه سيتم توزيع الأسهم المخصصة لهذه الشريحة على عدد المستثمرين بصورة متساوية بموجب سياسة التخصيص وسيحصل كل مكتتب من هذه الشريحة على ما يقارب 1750 سهما. كما ذكرت ان الشريحة الثانية والبالغة قيمتها 1,27 مليار درهم بلغ حجم الاكتتاب فيها 222 ضعفا للمبلغ المخصص لها، وقد توزعت جنسيات المكتتبين من أفراد وشركات ومؤسسات على عدد قياسي من الدول بلغ 101 دولة. واستنادا إلى سياسة التخصيص سيتم توزيع الأسهم على هذه الشريحة بالنسبة والتناسب ما يعني أن نسبة التخصيص لهذه الشريحة ستبلغ نحو 0,45 في المئة. وجاء في تصريح للجنة المؤسسين "بالنظر إلى الأعداد الكبيرة لطلبات الاكتتاب التي تم تسلمها من خلال 105 فروع لمصارف الاكتتاب فإن عمليات التدقيق التفصيلية ستستغرق بعض الوقت قبل أن يتم إشعار المساهمين بالتخصيصات النهائية. ولكن على رغم ذلك فإن الشركة مازالت تعتزم الالتزام بالمدة التي حددتها سابقا البالغة 21 يوما، وقد أوعزت إلى مصارف الاكتتاب إرسال الإشعارات التفصيلية إلى المساهمين وإعادة المبالغ المرتجعة في مدة أقصاها 24 أكتوبر. ومن ثم سيتم إدراج أسهم شركة دانة غاز في سوق أبوظبي للأوراق المالية بأسرع وقت ممكن قبل نهاية هذا العام"
العدد 1133 - الأربعاء 12 أكتوبر 2005م الموافق 09 رمضان 1426هـ