العدد 1133 - الأربعاء 12 أكتوبر 2005م الموافق 09 رمضان 1426هـ

في المجالس الرمضانية البحرينية: العراق والاقتصاد وتدشين انتخابات 2006!

هل تحتفظ المجالس بطابعها الاجتماعي؟

شهر رمضان له نكهته الخاصة في كل قرية ومدينة في البحرين، مجالس الذكر تنتشر في كل "الفرجان"، بدءا من أقصى البحرين شمالا إلى أقصاها جنوبا، وعلى شكل مواز تنتشر المجالس الرمضانية التي تضم روادا من مختلف الطبقات الاجتماعية، إنه حراك بحريني رمضاني منقطع النظير. وفي المجالس الرمضانية تعود الذاكرة بالمواطنين إلى العادات الاجتماعية البحرينية الموروثة، التي تقلصت شيئا فشيئا بفعل المدنية الحديثة، لكن هذه العادات الجميلة تعود بقوة لتفرض نفسها في هذا الشهر المبارك. وفي المجالس الرمضانية يتناول الرواد كل ما يخطر في البال، من سياسة واقتصاد واجتماع، فإنك ستسمع حديثا عن المشاركة والمقاطعة، وتقريرا يوميا عما يحدث في العراق بين مؤيد ومعارض للعملية الدستورية هناك، وفي مجالس أخرى ستصغي إلى نقاش محتدم عن المشروعات الاقتصادية التي تشيد في البحرين، سترى مجادلات حادة عن مشروعات إصلاح سوق العمل، وارتفاع رسوم العمالة الأجنبية، وفي المجالس القروية تدور رحى الحديث حول الفقر والبطالة وغيرها من التحديات التي تواجه المشروع السياسي البحريني. وبجانب هذه المجالس، ستجد مجالس القرآن التي تصدح بآيات الذكر الحكيم، ومحاضرات وعظ وإرشاد لرجال دين من البحرين والسعودية ومصر والعراق وإيران. لكن أجمل ما في الأمر أنك ستجد المسئولين بجانب المواطنين من دون تكلف ومن دون مواعيد مسبقة، وهذا ما يندر خلال بقية شهور السنة! "الوسط" بدأت جولتها بين المجالس الرمضانية، لتنقل للقارئ انطباعا مبسطا عما يدور فيها من قصص ومجادلات وحوارات. وفي سار كانت المحطة الأولى مع وزير العمل السابق عبدالنبي الشعلة، وكان المجلس مكتظا بالوزراء والمسئولين في المملكة، وعدد كبير من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني في البحرين من جمعيات ونواد. وفي تصريح لـ "الوسط" قال الشعلة: "إننا فخورون بهذه العادات الاجتماعية الحميمة التي تميز أهل البحرين منذ القدم، فترى المجالس في هذا الشهر الكريم عامرة بالرواد والضيوف من جميع أنحاء البحرين". وعن النقاشات التي تدور في المجلس يؤكد الشعلة أن "الموضوعات كثيرة ومختلفة، ولكن في الغالب تتركز على الجانبين الاجتماعي والاقتصادي، فبعفوية صادقة ومن دون تكلف يلتقي المواطنون مع المسئولين ويناقشون بكل صراحة التطورات التي تعيشها المملكة في مختلف الجوانب، وخصوصا التطورات المتسارعة في حقل التنمية الاقتصادية". وأضاف الشعلة "كما يزور المجالس السفراء ورجال السلك الدبلوماسي المعتمدون لدى المملكة، وخلال هذه الزيارات تتم مناقشة القضايا السياسية في المنطقة، وأهمية التكاتف والتقارب بين أبنائها من أجل ضمان مستقبل أفضل لهذه المنطقة". وكان من ضمن الحضور الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة والشيخ خليفة بن حمد آل خليفة والوجيه أحمد منصور العالي والسفير السوري لدى المملكة، ومدير المكتبات العامة في وزارة التربية والتعليم منصور سرحان ورئيس وأعضاء مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية ومحافظ العاصمة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة وعضو مجلس الشورى خالد المسقطي، وفيصل ومهدي صالح الخور وعدد كبير من الضيوف أيضا. وعلى خطوات من المجلس السابق كانت محطتنا الثانية في مجلس الوجيه إسماعيل كازروني الذي تحدث إلى "الوسط" عن طبيعة مجلسه قائلا: "في الحقيقة افتتح هذا المجلس الرمضاني في العام ،2002 ويرتاد المجلس عدد كبير من الأهل والأصدقاء والمعارف والمسئولين والشخصيات في مختلف مناطق البحرين، والهدف الأول لهذه المجالس هو توطيد العلاقات الاجتماعية بين مختلف الشرائح في مجتمعنا البحريني المتماسك، وفي هذه المجالس نفرح كثيرا بلقاء الإخوة والأصدقاء الذين لا نرى الكثير منهم إلا في مثل هذه المناسبات السعيدة". - ولكن ماذا يدور من حديث في هذا المجلس؟ يجيب كازروني قائلا: "يدور الحديث هنا عن التنمية الاقتصادية، وعن المشروعات التجارية التي تشهدها المملكة في هذه الأيام، نتحدث هنا عن ضرورة مساهمة البحرينيين في عملية الاستثمار في بلدهم وخصوصا مع هذه الحركة العمرانية الكبيرة، ونعتقد أن مؤشرات الاقتصاد البحريني ستكون قوية وإيجابية خلال السنوات الثلاث المقبلة، وهذا يحتم علينا مضاعفة الجهود واستكمال الجهود الرسمية والأهلية لتشجيع هذه الحركة الاقتصادية الآخذة في النمو يوما بعد آخر". وكانت المحطة الثالثة في حسينية السيد حبيب بالمنامة، ولن تستغرب عندما تسمع محاورات ساخنة عن الانتخابات البرلمانية المقبلة، وأخرى عن أداء الحكومة العراقية! ويسخن المجلس في العادة من بعد العاشرة والنصف ليلا ليمتد إلى ما بعد الواحدة فجرا. وفي الحي نفسه ستجد عشرات المجالس الأخرى لعائلات منامية هاجرت من عشها إلى المناطق العمرانية الحديثة، لكن الطيور تعود إلى أحضانها مرة أخرى في هذا الشهر. هكذا يبدو رمضان البحرين بحلته الجميلة، وبأصالته المعهودة، أجواء اجتماعية وفرحة باسمة على الوجوه، وتواصل اجتماعي، فرمضان يمثل لأهل البحرين ليس أياما في عداد الشهور فحسب، إنما هو أيام وليال حافلة بالعطاء طالما ينتظرها البحرينيون

العدد 1133 - الأربعاء 12 أكتوبر 2005م الموافق 09 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً