العدد 1135 - الجمعة 14 أكتوبر 2005م الموافق 11 رمضان 1426هـ

الاستفتاء على الدستور العراقي الجديد اليوم

الطالباني يحث على الموافقة... والسنة يدعون إلى رفضه

حث الرئيس العراقي جلال الطالباني المواطنين على الموافقة على مسودة الدستور الجديد عشية الاستفتاء الذي سيجرى اليوم. وأعرب في خطاب أمس عن أمله في أن يصوت العراقيون بغالبية لصالح قبول الدستور، للتعبير عن وحدة الموقف الوطني. ووجه نداء إلى السنة قائلا "إن طريق تحقيق مطالبكم المشروعة وحقوقكم ضمن العراق هو طريق النضال السياسي والجماهيري والاشتراك في البرلمان، وليس الإرهاب أو العنف أو المقاطعة". ومن جانبه، قال متحدث باسم "البيت الأبيض" إن تصويت العراقيين سواء لصالح الدستور الجديد أو ضده سيدفع الديمقراطية قدما ويتحدى المسلحين. في المقابل، دعا رجال الدين السنة إلى التصويت بـ "لا" على رغم أن الحزب الإسلامي انفصل عن المعسكر الرافض وأيد الدستور. ويذكر أن تصويت ثلثي الناخبين في ثلاث من محافظات العراق الثماني عشرة بالرفض يعني سقوط الدستور.


واشنطن "مرتاحة جدا" للاستعدادات وانخفاض مستوى العنف مقارنة بالانتخابات

تباين آراء العراقيين بشأن الاستفتاء وغضب من "الإسلامي"

عواصم - وكالات

تسببت الإجراءات الأمنية الصارمة في خلو شوارع المدن والطرق السريعة في أنحاء العراق عشية الاستفتاء على الدستور. ونقل المسئولون بطاقات الاستفتاء إلى مراكز الاقتراع، لكن معظم المتاجر كانت مغلقة وكانت حركة المرور ضعيفة. ومن المتوقع على نطاق واسع التصويت بـ "نعم" مع دعوة الزعماء الدينيين للغالبية الشيعية والأحزاب الكردية إلى الموافقة عليه. لكن مقابلات أجريت مع عشرات العراقيين في عدة بلدات كشفت عن مشاعر متباينة ليس فقط بين الأقلية من العرب السنة. وقال دبلوماسي غربي إن رفض الدستور "ممكن". وأصابت قنبلة مكتبا خاليا في بغداد يتبع الحزب الإسلامي السني الذي أيد الدستور كما شن المسلحون هجمات صغيرة متفرقة في أنحاء البلاد. وتحدث الخطباء في صلاة الجمعة عن الدستور وحث بعضهم المصلين على التصويت بـ "نعم" فيما دعا آخرون إلى العكس. وشدد العراق إجراءات الأمن قبل استفتاء اليوم وأغلق حدوده وكثف دوريات الشرطة والجيش على أمل إحباط مساعي المسلحين الذين هددوا بشن هجمات لعرقلة الاستفتاء. وقالت القوات الأميركية إنها ستظل بعيدة عن مراكز الاقتراع لتفنيد الاتهامات من جانب البعض بان الدستور يفرض تحت تهديد الاحتلال. لكن قوة نيرانية هائلة جاهزة لمواجهة المسلحين وتأمين عملية نقل بطاقات الاقتراع. وبدأ حظر تجول ليل الخميس وحظر سير السيارات الخاصة اعتبارا من مساء الجمعة وحتى صباح غد الأحد خلال عطلة خاصة مدتها أربعة أيام. وقال رئيس لجنة الانتخابات المستقلة حسين الهنداوي إن بطاقات الاقتراع التي تخضع للحراسة نقلت إلى أكثر من ستة آلاف مركز انتخابي الجمعة. والدستور جزء من خطة واشنطن لإقامة ديمقراطية مستقرة في العراق تنتهي بسحب قواتها التي تمت زيادة عددها من أجل الاستفتاء إلى مستويات لم تصل إليها تقريبا منذ الغزو. والاستفتاء هو مقدمة لإجراء انتخابات برلمانية جديدة في ديسمبر/ كانون الأول والتي يمكن أن تذكي توترات طائفية وعرقية مريرة وهو ما يثير قلق الزعماء في منطقة الشرق الأوسط. وأسفرت المفاوضات الساعية لكسب تأييد السنة للدستور عن تأييد جماعتين سياسيتين على الأقل مقابل وعد بتعديلات ممكنة في المستقبل. لكن سنة آخرين تمسكوا بالمعارضة ووجه المسلحون غضبهم نحو الحزب الإسلامي وهاجموا أربعة من مكاتبه واتهموه بالعمالة. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات في الهجمات. وتظاهر مئات المصلين الغاضبين في بغداد احتجاجا على موقف الحزب، كما أعلن أعضاء في الرمادي انفصالهم من الحزب. وبدأت الهجمات مساء الأربعاء عندما أطلق مسلحون النار على مكتب خال للحزب في الفلوجة، وتركوا منشورات تصف أعضاء الحزب بـ "المرتدين". وقال نائب رئيس المجلس المحلي في الفلوجة أمس "هاجم بعض المسلحين مكتب الحزب واحرقوه تماما". وتعرض مقران للحزب في بغداد وبيجي لهجوم. ومن المرجح أن يضمن الشيعة والأكراد الذين يمثلون نحو ثلاثة أرباع عدد الناخبين البالغ 15,5 مليون تحقيق الغالبية المطلوبة لإقرار الدستور لكن تصويت ثلثي الناخبين في ثلاث فقط من محافظات العراق الثماني عشرة بالرفض سيعني سقوط الدستور. وقال دبلوماسي غربي في بغداد إن إقبالا معتدلا على الاستفتاء يتوقع في محافظات تتمتع بغالبية سنية مثل الانبار وصلاح الدين ونينوى وديالا إذ يتوقع أن يصوت غالبية الناخبين بـ "لا". وقاطعت الغالبية في تلك المناطق انتخابات يناير/ كانون الثاني. وأضاف "من الممكن أن يتم رفض الدستور" متوقعا ألا يؤدي ذلك إلى زيادة عدم الاستقرار. وعكس الخطباء في صلاة الجمعة أطياف الرأي العام بشأن تصويت عكس إلى حد كبير الانقسامات الدينية والعرقية في العراق. وقال الشيخ محمود عبدالله لنحو خمسة آلاف مصل في مسجد المصطفى بالفلوجة إنهم ينبغي ألا يفوتوا فرصة التصويت وقال إنهم إذا فعلوا ذلك سيزيدون من احتمال تمرير مسودة الدستور. ووصف مسودة الدستور بأنها خطيرة وأن الأميركيين كتبوها بهدف تقسيم العراق. وفي كربلاء قال ممثل المرجع الديني السيد علي السيستاني إن التصويت بـ "نعم" مهم بالنسبة لوحدة البلاد في المستقبل. وقال الشيخ مهدي الكربلائي للمصلين إن التعاليم تؤكد دائما على وحدة العراق ووقف إراقة الدماء التي راح ضحيتها أبرياء. كما جدد رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني دعوته للأكراد إلى التصويت بـ "نعم" على الدستور الذي يضمن مطالبهم ولاسيما ما هو متعلق بالنظام الفيدرالي. وأوضح انه "إذا لم يحصل الدستور على الغالبية فان المسودة ستعاد كتابتها مرة أخرى ولهذا فان لدينا مخاوف لأنه من غير المؤكد أن نحصل على النسبة الحالية من مقاعد البرلمان في الانتخابات المقبلة". واعتبرت الخارجية الأميركية الاستعدادات الجارية للاستفتاء "مرضية جدا" مشيرة إلى أن المستوى الحالي لأعمال العنف هو اقل مما كان عليه خلال الانتخابات السابقة

العدد 1135 - الجمعة 14 أكتوبر 2005م الموافق 11 رمضان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً