قهر ظروف الغربة والابتعاد عن الأهل والوطن وراح يسطر الإنجازات بأحرف من الذهب رغبة في رفع اسم المملكة عاليا في المحافل المختلفة، سواء الآسيوية أو العالمية ونشر علمها الأحمر فوق الهامات بإخلاصه وفدائه لوطنه. إنه البطل العالمي والآسيوي صاحب الإنجازات الفريدة في بناء الأجسام حسين جاسم، الذي لم يأنس كثيرا بالبقاء في البحرين مع عائلته وهجرها مضطرا من أجل طلب الرزق ولقمة العيش التي لم يجدها في وطنه.
الوسط-هادي الموسوي
قهر ظروف الغربة والابتعاد عن الأهل والوطن وراح يسطر الإنجازات بأحرف من ذهب رغبة في رفع اسم المملكة عاليا في المحافل المختلفة سواء الآسيوية أو العالمية ونشر علمها الأحمر فوق الهامات بإخلاصه وفدائه لوطنه. وكلما جاء بإنجاز فريد خرج منه بفخر واعتزاز منتظرا ما يقابل الإنجاز من عطاء يصون حقوقه ويبقيه في وطنه مكرما معززا تحوطه رعاية المسئولين القائمين على شئون الرياضة الذي طالما تغنوا باسمه وبإنجازاته الكثيرة من خلال حصده للذهب المستمر في لعبة بناء الأجسام. وكل مرة يحقق فيها الذهبية يحدوه الأمل الكبير في أن يعود إلى وطنه ولديه منزل يأويه هو وعائلته، إلى جانب الوظيفة الكريمة التي تؤمن مستقبله، ولكن - للأسف الشديد - تذهب هذه الآمال في أدراج الرياح ويبتعد مرة أخرى عن أرضه ووطنه الذي ولد فيه، وعلى مدى 15 سنة خدم فيها الوطن وقدم الإنجازات عربون المحبة والولاء لهذه التربة الطيبة ملبيا النداء عندما يأتيه لتمثيل الوطن، وعلى رغم مر الغربة وما فيها من آهات تراه يرتفع على جراحاته ويتألق ويحقق الذهب لعيون البحرين وأهلها الطيبين. إنه البطل العالمي والآسيوي صاحب الإنجازات الفريدة في بناء الأجسام حسين جاسم الذي لم يأنس كثيرا بالبقاء في وطنه مع عائلته وهجره مضطرا من أجل طلب الرزق ولقمة العيش الذي لم يجدها في وطنه.
الإنجازات الذهبية
قامت "الوسط" بالاتصال به هاتفيا وهو في الكويت، مقر عمله، ولكن النبرة فيها من الآهات والأسف الشديد بابتعاده عن وطنه وهو أحد من سطر له من إنجازات الذهب فتركنا له أطراف الحديث ليعبر عما يجيش في خاطره وما يريد تحقيقه بعد هذا العمر من الإنجازات، فبدأ قائلا: "لا أدري من أين أبدأ وما عساي أن أقول وأنا أعيش الغربة على مدى 15 سنة في الكويت من أجل لقمة العيش، وأنا البطل المعروف في لعبتي، إذ حققت ذهبية البطولة العربية التي أقيمت في دبي العام 1997 في وزن 65 كلغ، وفي العام 1999 حققت ذهبية بطولة النمسا الدولية التي تعتبر عالمية بمنافسة 14 لاعبا من 14 دولة في وزن 70 كلغ، وفي العام نفسه حققت المركز العاشر على العالم بمشاركة 53 لاعبا من 53 دولة في وزن 65 كلغ، وفي العام 2000 حققت المركز الرابع في بطولة دبي المفتوحة للوزن المفتوح، وفي العام 2002 وفي ألعاب بوسان الآسيوية تعرضت إلى ظلم واضح وأبعدوني عن تحقيق الذهبية، وفي العام 2003 حققت المركز الثالث للبحرين في كازاخستان، وفي العام 2004 حققت الذهبية في وزن 70 كلغ من دون منازع في البحرين، وفي العام 2005 حققت الذهبية في بطولة كوريا الجنوبية".
ألا تكفي 15 سنة غربة؟!
وقال جاسم: "كل هذه الإنجازات لم أمانع في المشاركة لأي بطولة هم يطلبوني فيها، وأنا لا أريد ما يعجز ومثلما حصل عليها زملائي، أنا أطلب السكن الملائم والوظيفة، هذا كل ما أريده". وأضاف "15 سنة قضيتها في الغربة... كفى... أريد أن أعود إلى الأهل بين أصدقائي وأقربائي، أريد أن أعيش في الوطن، وكم سنة سألعب، ولكن ماذا بعد؟ أنا أقاسي مر الغربة وأحرم من شم الهواء في الوطن".
البيت والوظيفة طلب غير إعجازي
وسألناه في ظل هذه الظروف، هل دخل قلبك الإحباط قبل أي دورة؟ فأجاب: "بل بالعكس، وعلى رغم هذه الصعوبات التي أعيشها، إلا أنني في كل بطولة أدعى لها تراني أضع مصلحة وطني فوق أي اعتبار وأقوم بالإعداد الجيد من أجل رفع العلم الأحمر فوق الهامة وأحقق للوطن الذهب، ولكن من دون مقابل يذكر". وأضاف "حتى زوجتي دائما تقول لي أنت تحقق الإنجازات للوطن وليس هناك من يكافئك عليها وهم يتجاهلون أمورك، وإلى متى سأبقى في مثل هذا الوضع الذي أخذ من عمري تقريبا 15 سنة خارج الوطن، أنا أكرر ما أريده: المنزل والوظيفة ولا أريد أكثر منذ ذلك، هل هذا أمر تعجيزي لتحقيقه مقابل ما حققته لبلدي العزيز؟ ألا أستحق مقابل ذلك منزلا ووظيفة تشعرني بأنني ابن هذا البلد الطيب؟". وتابع "لدي طلب في الإسكان لبيت من العام 2000 وقمت سابقا بإعطاء الديوان الملكي رسالة أطلب فيها منزلا ووظيفة". وقال بمرارة وحسرة: "لقد حققت الذهبية في البطولة الأخيرة في كوريا الجنوبية، وأنا الوحيد من بين زملائي أحقق الذهبية، ولكن للأسف الشديد لم أر التقدير والتشجيع وليس هناك متابعة لأمري من قبل الاتحاد والمؤسسة العامة للشباب والرياضة الذين تجاهلوا إنجازاتي"
العدد 1136 - السبت 15 أكتوبر 2005م الموافق 12 رمضان 1426هـ