كشفت شركة الخليج للطاقة أمس عن المخطط الرئيسي لتطوير المرحلة الأولى من مشروع "مدينة الطاقة - قطر" الذي تقدر قيمته الإجمالية بمليارات الدولارات، إضافة إلى الإعلان عن تعيين بيت التمويل الخليجي ليكون المستشار المالي الرئيسي للمشروع التطويري. وسينشأ عن المرحلة التطويرية الأولى البالغة كلفتها الإجمالية 1,6 مليار دولار أميركي أول مركز متكامل لإنتاج النفط والغاز على مستوى منطقة الخليج والشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويتمثل الهدف من وراء إنشاء مدينة الطاقة في دعم وتعزيز إمكان وقدرة دول منطقة الخليج على تحقيق عوائد ضخمة من خلال إنتاج المركبات الهيدروكربونية، وأن تكون بمثابة النواة للقطاعات الأساسية لصناعة النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط. وقال الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة في بيت التمويل الخليجي عصام جناحي إن المناطق المقترحة لإقامة المرحلة التطويرية الأولى من المشروع ستشتمل على مناطق متخصصة بالخبرات التقنية والفكرية، المراكز التدريبية، مناطق الشحن والتجارة، مناطق خاصة بالشركات المنتجة للنفط والغاز، مناطق متخصصة بصناعة الخدمات، مناطق متخصصة بالبنية التحتية، إضافة إلى مراكز للمعلومات والخدمات الصحافية والاتحادات". وتعتبر مدينة الطاقة - قطر مشروعا على مستوى عال من التطور، وستشكل العصب الرئيسي للأعمال والأنشطة المتعلقة بالنفط والغاز على مستوى منطقة الشرق الأوسط من خلال اجتذابها كبار المستثمرين الأساسيين في هذا الحقل من الأنشطة والأعمال. وقال عصام جناحي: "ان أسواق الطاقة العالمية تشهد تغيرات لم يسبق لها مثيل من قبل. وكان العام الماضي هو الفترة الثانية التي تشهد نموا كبيرا في الأسواق العالمية لإنتاج الطاقة، وهو توجه لايزال مستمرا في العام الجاري وتشير الاحتمالات إلى أن هذا النمو سيستمر خلال العامين المقبلين على أقل تقدير". وأضاف "شهد العام الماضي كذلك أعلى وأقوى معدلات الاستهلاك العالمية في قطاع الطاقة منذ العام 1984 على خلفية الانتعاش الاقتصادي العالمي. وقد سجلت هذه الطفرة الكبيرة في زيادة استهلاك جميع أنواع الوقود معدلات نمو زادت نسبتها على معدلات الاستهلاك خلال 10 أعوام كاملة، وفي المقابل حققت أسعار النفط والغاز الطبيعي والفحم الحجري معدلات مرتفعة ومستويات قياسية أيضا". وأوضح جناحي أن العام الماضي شهد ارتفاعا في معدلات الاستهلاك على مصادر الطاقة الأساسية بنسبة 4,3 في المئة مع وجود أقوى معدل نمو تم تسجيله في إقليم جنوب شرق آسيا والذي بلغ 8,9 في المئة، بينما بلغ أضعف المعدلات نسبة 1,6 في المئة في أميركا الشمالية. وبقي الفحم الحجري هو مادة الوقود الأسرع نموا، إذ بلغت نسبة الزيادة 6,3 في المئة في الاستهلاك العالمي، ويأتي بعده على التوالي استهلاك الطاقة الكهربائية المولدة من الماء بنسبة نمو بلغت 5 في المئة والطاقة الذرية بنسبة 4,4 في المئة. وتابع جناحي "اعتمادا على هذا النمو الكبير في معدلات الاستهلاك العالمية في قطاع الطاقة فإن دول الخليج حققت مكاسب كبيرة كونها تمتلك نسبة 74,9 في المئة من احتياطي النفط المؤكد وتغطي نحو 41,1 في المئة من الإنتاج العالمي للنفط. وبإمكان دول المنطقة أن تضيف قيمة كبيرة ومؤثرة إلى هذه المكاسب من خلال الاستفادة من هذه المصادر الطبيعية المستخرجة، الأمر الذي لم يتم استغلاله حتى الآن من قبل منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، وفي الوقت نفسه فإن هذه المصادر تكتسب أهمية كبيرة بالنسبة إلى مدينة الطاقة - قطر". وأضاف "تعتبر دولة قطر المكان الطبيعي والموقع المناسب لتأسيس مشروع بهذا الحجم وهذه الأهمية، وتمتلك ثالث أضخم احتياطي للغاز الطبيعي في العالم في "حقل الشمال" الذي يعد أكبر منشأة لتسييل الغاز وأكبر مصنع لتقطير غاز الإيثان. وتعد قطر كذلك أكبر مصدر للغاز الطبيعي السائل في العالم"
العدد 1139 - الثلثاء 18 أكتوبر 2005م الموافق 15 رمضان 1426هـ
