يتناول هذا المسلسل الدرامي الحوادث التي شهدت تمزق الأندلس إلى دويلات كثيرة متناحرة، وهو الأمر الذي أتاح لمملكة قشتالة في الشمال أن تستغل الأوضاع المتردية لتوسيع حدودها ولكبح القوة الأولى المتحكمة في الجزيرة الآيبرية لأول مرة منذ الفتح، كما مكنها من فرض شروطها المذلة على ملوك الطوائف الذين يستقوي كل منهم بقشتالة على الآخر. تبرز في هذا العصر مملكة اشبيلية لتصبح أهم ممالك الأندلسية. ولكن ملكها الشاعر، الفارس، العاشق: المعتمد بن عباد يخضع كغيره لإملاءات قشتالة، وتبلغ المأساة ذروتها بسقوط مملكة طليطلة إلى الأبد. ويبدو في تلك اللحظة أن الأندلس كلها توشك على السقوط لولا تدخل المرابطين وتأييد المجاهد الكبير يوسف بن تاشفين الذي تمكن من تأسيس مملكة قوية عظيمة في المغرب الكبير. وينتصر ابن تاشفين على جيوش قشتالة في إحدى أهم المعارك التاريخية "معركة الزلاقة" وبذلك يوحد الأندلس وينتهي كبير ملوك الطوائف المعتمد بن عماد نهاية تراجيدية أسيرا بائسا فقيرا في قرية نائية في المغرب. وفضلا عن الوقائع التاريخية الكبرى فإن قصة الطوائف متخمة بالحوادث الدرامية الإنسانية المؤثرة التي تتجاوز بها المعالجة الدرامية خصوصية الزمان والمكان لتخاطب المشاهد المعاصرة وقضاياها الراهنة. المسلسل من تأليف وليد سيف وإخراج حاتم علي الذين قدما مع سورية الدولية للإنتاج الفني "صلاح الدين الأيوبي" وصقر قريش، وربيع قرطبة، والتغريبة الفلسطينية، وحصلت أعمالهم على الجوائز الذهبية للإنتاج والنص والإخراج لسنوات متتالية في مهرجان القاهرة السنوي للإذاعة والتلفزيون. المسلسل من بطولة أيمن زيدان، جمال سليمان، سلاف فواخرجي، سوزان نجم الدين ونخبة من الفنانين العرب من سورية ولبنان والمغرب العربي