العدد 1159 - الإثنين 07 نوفمبر 2005م الموافق 05 شوال 1426هـ

"الموازي" يطلق دعوة إلى التنمية وتوطين الديمقراطية

200 مشارك من مختلف دول العالم في يوم الافتتاح

الجفير-عقيل ميرزا، حيدر محمد 

07 نوفمبر 2005

تعالت الأصوات المنادية بـ "توطين الديمقراطية" في غالبية ورشات المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل الذي افتتح صباح أمس في فندق الخليج بالجفير بحضور أكثر من 200 شخص من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني في البحرين والخارج. وشهد المؤتمر في يومه الأول حراكا واسعا بشأن خيارات الإصلاح والتغيير في المنطقة العربية، وتركزت النقاشات على محاور التنمية المستدامة، الإصلاح والديمقراطية، حقوق الإنسان، تمكين المرأة والشباب بالإضافة إلى محور العلاقة بين الدول الثماني الكبرى ودول المنطقة. وقال الناشط المصري سعد الدين إبراهيم لـ "الوسط": "إننا جئنا إلى المنامة اليوم لنؤكد للمنتدى الرسمي أننا بدأنا مسيرة الإصلاح قبل دعوتكم بربع قرن. ولكن نحن نشكركم على المبادرة ونرجو أن تكونوا مخلصين فيها". إلى ذلك، قال النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالهادي مرهون: "إن على الحكومات العربية أن تعتمد على شعوبها في ممارسة وقيادة التغيير التوافقي بدلا من الركون إلى مشروعات الإصلاح الغربية". من جانب آخر، تستمر اليوم "الثلثاء" فعاليات المؤتمر الموازي الذي سيختتم أعماله مساء بتوصيات ستقدم إلى منتدى المستقبل تصب في تعزيز دور المجتمع المدني وإتاحة الفرصة للشعوب في عملية صنع القرار.


الناشط المصري سعد الدين إبراهيم لـ "الوسط":

نحن في المنامة لنؤكد أن شعوبنا قادرة على صناعة الديمقراطية

الجفير-حيدر محمد

قال رئيس أمناء مركز ابن خلدون وأستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأميركية في القاهرة الناشط المصري سعد الدين إبراهيم "إن الشعوب العربية قادرة على صناعة الديمقراطية". ووجه إبراهيم رسالة إلى المنتدى الرسمي عبر "الوسط" قائلا: "إننا جئنا إلى المنامة اليوم لنؤكد للمنتدى الرسمي وخصوصا الدول الكبرى أننا بدأنا مسيرة الإصلاح قبل دعوتكم بربع قرن. ولكن حسنا فعلتم ولو أنكم تأخرتم طيلة ربع قرن "..." ونحن نشكركم على المبادرة ونرجو أن تكونوا مخلصين فيها". وأضاف إبراهيم: "كل ما نطلبه منكم أن تكفوا عن دعم وتأييد الأنظمة السلطوية المستبدة في منطقتنا، ونقول لكم إن مهمة التغيير الحقيقية ستقع على عاتقنا نحن لأننا أصحاب القضية ولا يمكن أن يبني الديمقراطية إلا أصحاب الشأن". وعن رؤيته في أهمية المشاركة في المؤتمر الموازي أجاب إبراهيم قائلا: "في الحقيقة إنني أشارك في أية مبادرة في أي مكان في الوطن العربي أو خارجه، ولكن العودة إلى البحرين بعد أكثر من عشر سنوات تمثل فرصة لا يمكن أن أضيعها لمعرفتي بما يحدث على المشهد البحريني بشكل مباشر". ووجه إبراهيم تحية حارة إلى التجربة الإصلاحية البحرينية بقوله: "احيي تجربة مملكة البحرين الإصلاحية واعتقد أنها فاتحة خير ونقطة تحول ايجابية جاءت في ظرف إقليمي ودولي مؤات تماما، وهي تمثل مع مبادرات الحكام الشباب في المغرب والأردن وقطر والآن في الإمارات بداية موجة لابد أن تهب على بقية الوطن العربي وخصوصا على قلبه السلطوي العنيد الذي يشمل مصر وسورية والسعودية والسودان وليبيا". ورأى إبراهيم "إن من الملاحظ أن أطراف الوطن العربي هي التي بادرت في الإصلاح السياسي والاجتماعي بينما بقي المركز مترددا في الإصلاح الحقيقي حتى الآن". ويؤكد إبراهيم انه شخصية مثيرة للجدل من الطراز الأول:"هذا صحيح، لان ما اطرحه من مبادرات جديدة وكل شيء جديد يطلق لأول مرة يثير جدلا وخلافا ونحن في هذا الصدد نقول ما يفكر به الآخرون ولا يجرئون على التصريح به علنا "..." فأنا أول من تصدى لمسالة الأقليات الدينية والمذهبية واللغوية وعلنا، ونظمنا بشأنها مؤتمرا منذ اثني عشر عاما، وتعرضت لسبب هذا لهجوم شديد من جانب الدولة والأحزاب السياسية وبعض القوى التي لا تريد مناقشة مثل هذه القضايا بصراحة وأمانة وعلنية". وينطبق الأمر ذاته على قضية الإصلاح الديني الذي لم يخض لإعادة الفحص والمراجعة في الألف السنة الأخيرة. فبينما مرت المسيحية بالإصلاح الديني مثل البروستينتية في القرن السادس عشر ومرت اليهودية بمرحلة إصلاحية إلا أن التراث الإسلامي ظل على ما هو عليه من دون تغيير إلا في القشور في القرن الرابع الهجري. وبدأنا منذ عشرين عاما بضرورة إعادة النظر في منظومة التعليم "تعليم الأمة العربية في القرن الحادي والعشرين"، ودعينا إلى إعادة النظر في كل أنظمة الحكم". وردا على ما يتهمه البعض بأنه رجل الإصلاح الاميركي في المنطقة ينفي إبراهيم ذلك قائلا: "لا اهتم بهذه الخزعبلات، لان الكل يأتي بعد سنتين وثلاث ليكتشفون صحة ما أذهب إليه بعد فترة ما "..." ولعل ابرز مثل على ذلك الكاتب المصري محمد حسنين هيكل الذي هاجمنا في العام 1994 بسبب تنظيمنا لمؤتمر الأقليات، وادعى هيكل في ذلك الوقت انه لا توجد في العالم العربي أقليات بالمرة وإنما كلها منخرطة في نسيج واحد ولكن بعد عشر سنين وأربع شهور وعلى قناة الجزيرة اعترف هيكل إن مسألة الأقليات هي اخطر تحد يواجه الأمة العربية في القرن الواحد والعشرين". وأكد إبراهيم أن كل ملفات الإصلاح التي لا تفتح في وقتها المناسب تتحول إلى قنابل زمنية تنفجر فيما بعد "ولنشاهد بأعيننا ما يجري في سورية ولبنان والعراق ودول عربية أخرى أيضا". وذكر إبراهيم أنه طرح هذه المبادرات في مؤتمر كبير نظمناه عن أزمة الديمقراطية في الوطن العربي الذي في جزيرة قبرص "إذ لم تسمح لنا وقتها أي عاصمة عربية بعقد المؤتمر فيها، وكان ذلك قبل أن يدخل الرئيس جورج بوش الابن عالم السياسة، والذين يتهمونني بالخضوع للأجندة الاميركية هم أعداء التاريخ والشعوب وعبدة أنظمة الاستبداد والتسلط". وقال إبراهيم إن التغيرات الجوهرية التي أحدثتها حرب العراق "لا ينكرها إلا جاهل، وليس معنى ذلك أن كلها تغييرات ايجابية لكنها حركت الماء الآسن "..." لكن يجب القول أميركا والغرب لم يصنعوا الجنين، فالمنطقة حبلى بقوى التغيير وربما كانت صدمة العراق الولادة القيصرية لأجنة موجودة في أحشاء دول المنطقة". مشددا على أن المجتمع المدني الحي والقوى الوطنية المخلصة هي الوحيدة القادرة على أن تبادر إلى المناداة بالتغيير.


في افتتاح المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل...

المشاركون يدعون إلى رؤية واقعية للإصلاح وتوطين الديمقراطية

السنابس-حيدر محمد

أفتتحت في فندق الخليج صباح أمس فعاليات المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل بحضور جمع كبير من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني في البحرين والعالم العربي. وفي بداية المؤتمر القى منسق اللجنة التحضيرية للمؤتمر الموازي عبدالنبي العكري كلمة قال فيها: "ينعقد المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل بمشاركة بحرينية وعربية ودولية حاولنا في اللجنة التحضيرية أن تعكس تنوع مؤسسات المجتمع المدني استنادا إلى معايير واضحة ومحددة". ورد العكري على الانتقادات التي استهدفت المؤتمر قائلا: "جاءت الدعوة لتشكيل اللجنة التحضيرية من قبل أربع جمعيات أهلية بحرينية ليس منها سياسي، ولم يكن هناك اعتبار للتوجه السياسي أو المذهبي لمن وجهت لهم الدعوة. واللجنة التحضيرية المشكلة من 16 جمعية نسائية وشبابية وحقوقية، وبالنسبة إلى استبعاد الجمعيات السياسية فهذا قرار اللجنة التحضيرية بعد نقاشات مستفيضة، وكذلك بالنسبة الى التشكيلات الجماهيرية، فنحن لم نهمشها وعرضنا عليها التمثيل بشخصيات وهو ما وافقت عليه". وشدد العكري على ان المؤتمر الموازي ليس ديكورا للمنتدى الرسمي، وليس مروجا لمشروع الشرق الاوسط الكبير، وقال إن وفدا من المؤتمر سيلتقي وزيري الخارجية البحريني والبريطاني لعرض التوصيات الختامية عليهما بغرض التأثير على المنتدى الرسمي. من جانبه قال رئيس مركز بيسان عزة عبدالهادي في الجلسة الافتتاحية ان من الضرورة بمكان تقديم رؤية واقعية لعمليات الاصلاح والتحول الديمقراطي والتنمية والسلام والأمن في المنطقة العربية". كما تحدث عن أهمية بناء سلام حقيقي في الشرق الاوسط مستندا على مبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية. وذكر عبدالهادي أن منطقتنا بحاجة الآن حوارا بين مختلف الاطراف الفاعلة فيها، وبين كل القوى الإسلامية والعلمائية وتفعيل برامج التنمية المستدامة. من جهته طرح الناشط الإعلامي الأميركي جيمس زغبي عدة إشكالات أكد انها ستكون ماثلة أمام المنتدى الرسمي وخصوصا الدول الثماني الكبرى، فالولايات المتحدة "مثلا" في الوقت الذي تطالب فيه بتعزيز مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان فإنها تناقض بسلوكها العملي هذه المبادئ والمرتكزات.

ورشة الديمقراطية وحقوق الإنسان ومشروعات الإصلاح

أدار هذه الورشة الوزير البحريني السابق علي فخرو، وشارك فيها نحو 40 شخصية بحرينية وإقليمية، ومن ابرز المشاركين في الورشة النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبدالهادي مرهون والناشط السياسي المصري سعد الدين إبراهيم ورئيس منتدى الحوار العربي الإيراني محمد صادق الحسيني. وتحدث في البداية الوزير السابق علي فخرو الذي شكك في قدرة الدول الثماني الكبرى على الضغط من أجل مشروعات إصلاحية حقيقية في العالم العربي. وشدد فخرو على أن مشروعات الإصلاحات بجميع أشكالها الدينية والسياسية والاجتماعية لم تكن جديدة على هذه المنطقة بخلاف ما يروج لها في الغرب وخصوصا من جانب الولايات المتحدة الأميركية. وقال فخرو إن مشروعات الإصلاح بدأت في المنطقة منذ أكثر من قرنين من الزمان، وهذه المنطقة ماجت وتموج بثورات وتحولات وتحركات سياسية كبرى، ويجب علينا أن نؤكد ذلك حتى لا يأتي من يسرق من هذه الأمة مشروعاتها الإصلاحية. وذكر فخرو إن هناك إشكاليات حقيقية تواجه المنتدى الرسمي، ومن ابرز هذه الإشكاليات: "الإشكالية التاريخية، فعدد من الدول الثماني الكبرى لديها تاريخ أسود معنا منذ بداية القرن التاسع عشر، وساهمت بعضها في إجهاض الكثير من الحركات الإصلاحية في المنطقة بدءا من إفشال مشروع محمد علي الكبير في مصر، ومرورا باتفاق سايكس بيكو وإدخال المشروع

العدد 1159 - الإثنين 07 نوفمبر 2005م الموافق 05 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً