العدد 1183 - الخميس 01 ديسمبر 2005م الموافق 29 شوال 1426هـ

توقع رحيله قبل عام... فصدق

توفي مطلع الأسبوع الجاري الشاب البحريني نصر عبدالحسين البزاز (39 عاماً) بعد معاناة وألم استمر مدة سبع ساعات في مجمع السلمانية الطبي. وكان نصر ­ بحسب ما يروي أقرباؤه ­ توقع رحيله قبل نحو عام. وروى أفراد عائلته تفصيلات عن قصته حين كان يسأل أسرته عن القبر الذي سيدفن فيه، وهل هو جاهز؟ وتذكر عائلة الفقيد أنه قام ليلة وفاته بزيارة الأهل والأصدقاء والجيران لتوديعهم والسلام عليهم ولم يكن أحد يعلم بما يخبئه القدر أو ما سيحدث في اليوم التالي. وبحسب أقرباء المتوفى أدخل الشاب إلى المستشفى في الساعة العاشرة صباحاً، وبعد فحوصات وإجراء أشعة مقطعية أظهرت الصور وجود هواء خارج الرئة يجب سحبه فوراً، وبعد إجراء العلاج اللازم لسحب الهواء من الرئة توقف القلب عن العمل. وحاول الطاقم الطبي على مدى 40 دقيقة إعادة الحياة له ولم ينجح. وتوفي بعد معاناة استمرت سبع ساعات. وأرجع مصدر مطلع في وزارة الصحة (فضل عدم ذكر اسمه) ما حدث إلى عدم وجود الأطباء المؤهلين بقسم الطوارئ في مجمع السلمانية الطبي.


أخبر أقرباءه بأن قبره جاهز وودعهم قبل يوم واحد... الأطباء يعجزون عن إنقاذه بعد 7 ساعات

تنبأ بموته قبل عام وصدق... وعائلته تنتظر إزالة الغموض عن سبب الوفاة

باربار-علي العليوات

عاش أهالي قرية باربار الواقعة على الساحل الشمالي لجزيرة البحرين واقعة غريبة مع شاب كان يتنبأ بوفاته قبل نحو عام، تفاصيل غريبة اكتنفتها حياة هذا الشاب على مدار هذا العام حتى وفاته مطلع الأسبوع الماضي بعد معاناة وألم استمر مدة سبع ساعات في مجمع السلمانية الطبي. «الوسط» زارت عائلة الفقيد الشاب نصر عبدالحسين البزاز وجلست معهم أثناء مراسم العزاء التي أقيمت على روحه بمأتم باربار، وتحدثوا إلى «الوسط» بحرقة على فقد ابنهم العزيز في ظروف يصفونها بالغامضة. أخو المتوفى الملا محمد البزاز ارتأى أن يبدأ الحديث بتقليب صفحة من صفحات الذكريات ليروي اللحظات التي جمعته مع أخيه المتوفى نصر، تحدث الملا محمد عن طفولته ومدى تعلقه بأخيه نصر منذ نعومة أظفارهما وهنا تقاطرت الدموع من عينيه على فقد أخيه، يقول الملا محمد: «كنت على علاقة قوية معه منذ أيام الطفولة، وكنت على دراية بالكثير من الأمور في حياته»، وينتقل الملا محمد بالتاريخ إلى ما قبل عام، ويقول: «قبل نحو عام من الزمن كان نصر يتنبأ بقرب موته ورحيله من هذه الدنيا وكان يعيدها تكراراً حتى بات أمراً مشهوراً بين أهالي باربار، ومن المواقف التي أذكرها أن خالتي كانت تنوي السفر إلى المملكة العربية السعودية في العام الماضي من أجل قضاء فريضة الحج، وقد قبلها نصر وهو يبكي وطلب منها الدعاء له بأن يطيل الله في عمره». ويمضي الملا محمد في حديثه بحسرة «كنا نعيش في قلق خلال هذا العام، فقد كان يتنبأ بموته غير أننا لم نكن نعرف ما يعانيه وما هو مرضه وما هو السبب الذي يجعله يتنبأ بوفاته، فالموت والحياة بيد الله»، ويضيف «من التنبؤات التي كان يخبرنا بها خلال هذا العام، أن القبر الذي سيدفن فيه بعد موته محفور وجاهز وسيكون موقعه بجوار قبر والده المتوفى، كما كان يطلب من والدته ألا تنظر إليه معللاً ذلك بأنه سيتوفى قريباً». ويروي الملا محمد ما حدث ليلة الوفاة، «قام نصر ليلة وفاته بزيارة الأهل والأصدقاء والجيران والسلام عليهم ولم يكن أحد يعلم بما يخبئه القدر أو ما سيحدث في اليوم التالي»، ويذكر الملا محمد أن نصر كان معروفاً بين جميع الناس بأنه صاحب أخلاق حسنة والجميع يشهد له بحسن السيرة. فيما يؤكد صديقه ميرزا علي أن نصر كثيرا ما يخبره عندما يلتقي معه بأنه سيتوفى قريباً. ويتحدث الأخ الأكبر لنصر، عيسى عبدالحسين البزاز عن تفاصيل يوم الوفاة، إذ يقول: «كنت يوم الوفاة في المحرق لقضاء بعض الأعمال، وقد اتصل بي صاحب الشقة التي يقطن فيها أخي نصر وأخبرني بأنه تم نقل نصر إلى مجمع السلمانية الطبي لتدهور حالته الصحية، وقد أدخل إلى قسم الطوارئ في السلمانية في حدود الساعة العاشرة صباحاً، وأجريت له بعض الفحوصات الطبية وأخبرنا الطبيب بان حالته صعبة، وتم نقله إلى غرفة الإنعاش مباشرة». ويصف عيسى الوضع في قسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي في ذلك اليوم بالمرتبك، فلم يكن الطاقم الطبي يعلم بما يمكن أن يقدمه إلى نصر في ظل حالته الصعبة والألم الذي كان يعاني منه، فقد أعطوه جرعة مهدئة غير أنها لم تنفع في السيطرة على حالته الصحية، ويذكر عيسى أن الأطباء أجروا لأخيه أشعة مقطعية في حدود الساعة الرابعة عصراً، وقد كان حينها في غيبوبة، وبحسب عيسى أظهرت الأشعة المقطعية وجود هواء خارج الرئة يستدعي سحبه فوراً، وبعد إجراء العلاج اللازم لسحب الهواء من الرئة توقف القلب عن العمل، وقد حاول الطاقم الطبي على مدى 40 دقيقة إعادة الحياة إليه لكنهم لم ينجحوا، وتوفي بعد معاناة مع الألم استمرت سبع ساعات، تاركاً عائلته حزينة على فراقه، ومخلفاً وراءه زوجة وثلاثة أولاد (مصطفى، مرتضى ومجتبى الذي يبلغ مع العمر شهرين)، وتترقب العائلة الحزينة على فقد ابنها معرفة أسباب وفاته التي لاتزال مجهولة أمامهم. وبحسب الملا محمد، فإن الأطباء طرحوا الكثير من الاحتمالات عن سبب وفاة نصر من بينها احتمال حدوث ثقب في المعدة، غير أن العائلة لم تحصل على تأكيدات من الأطباء حتى الآن، على حد قوله.

مصدر: لا يوجد أطباء مؤهلون بطوارئ «السلمانية»

وأرجع مصدر مطلع في وزارة الصحة (فضل عدم ذكر اسمه) ما حدث إلى عدم وجود الأطباء المؤهلين بقسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي، فوفاة نصر قد تكون بسبب اختلاط الأمور في القسم، وأشار المصدر إلى أن قسم الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي يتمتع بوجود تقنيات حديثة على مستوى عال، غير أن الخلل يقع في عدم وجود المختصين من الأطباء الذين يستطيعون التعامل مع الحالات التي تصل إلى القسم.

العالي: سنوجه سؤالاً إلى وزيرة الصحة إذا استدعى الأمر

إلى ذلك، قال عضو الكتلة الإسلامية بمجلس النواب النائب الشيخ عبدالله العالي (أحد المتابعين للقضية): «الغريب في الأمر أن وزارة الصحة سلمت الجثة إلى عائلة المتوفى من خلال قسم الطوارئ في مجمع السلمانية الطبي، وليس من خلال المشرحة، كما أن الغريب في الأمر أن الأطباء لم يستطيعوا التوصل إلى نتيجة لسبب حالته على رغم وجوده في المستشفى لمدة سبع ساعات». وأفصح العالي عن أنه قام بالاتصال بمكتب وزيرة الصحة ندى حفاظ للاستفسار عن سبب الوفاة، وقال ان مكتب الوزيرة نفى علمه بالأسباب وطلب معلومات عن المتوفى من أجل العمل على توفير المعلومات اللازمة. وذكر العالي أن هذه الحالة تتكرر كثيراً في قسم الطوارئ، فالكثير من الحالات توفيت من دون ذكر سبب وفاتها وهذا يدعو إلى جدية النظر في هذه المسائل، وأضاف «إذا لم يتم التوصل إلى حل ولم توضح الوزارة سبب الوفاة سنوجه سؤالاً نيابياً إلى الوزيرة بشأن هذه القضية، أو سندفع عائلة المتوفى إلى رفع شكوى في النيابة العامة ضد وزارة الصحة لكونها أخلّت بواجباتها تجاه المريض»

العدد 1183 - الخميس 01 ديسمبر 2005م الموافق 29 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً