العدد 1183 - الخميس 01 ديسمبر 2005م الموافق 29 شوال 1426هـ

رسالة من مرضى بحرينيين مصابين بالأيدز

ماراثون المشي بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المرض

يكشف ثلاثة من الشباب البحرينيين المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة (الأيدز) النقاب عن كيفية الحياة التي يعيشها المصاب بهذا المرض اللعين ضمن وصف لا تنقصه «فانتازيا» تراجيدية تعكس حالاً مريرة لإنسان «يموت في اليوم عشرات المرات» بحسب وصف اتفق عليه الثلاثة. اختار الشباب الثلاثة جلسة صراحة ليعلنوا فيها لـ «الوسط» أنهم بحاجة ماسة إلى مساعدة المجتمع، بدءاً بالأهل والأقارب والأصدقاء، وانتهاءً عند العاملين الصحيين من أطباء وممرضين، فحسب «ع» الذي يبلغ من العمر 38 عاماً، فإن شعوره الداخلي بالعار الذي يتبعه أينما حل، يدمر نفسه من الداخل، وهو خلاف «س» الذي أصيب بالمرض نتيجة نقل دم ملوث في عملية جراحية أجريت له في الخارج، أما «ي» فإن طريق المخدرات، والحقن الملوثة قاده إلى هذا الطريق، ولا عزاء له، إلا أن يتمم ما تبقى من حياته كإنسان ينتظر رحمة الله في الدنيا والآخرة. ويجمع الثلاثة على كلمة: «نريد أن نتحدث نيابة عن كل المرضى المصابين والحاملين للفيروس، ونحن ندرك أن الرسالة ستصل لكنها لا تغير من الواقع شيئاً... فالمرض الذي ابتلينا به مرض عضال، والناس الذين يعلمون بمرضنا معذورون إن هم قاطعونا وتعاملوا معنا بصورة الخائف من الطاعون». وعلى رغم أنهم يتقبلون ما حل بهم من بلاء، فإنهم ينتظرون من المؤسسات الصحية ومؤسسات المجتمع المدني وعلماء الدين الدعوة الى تغيير النظرة الى المريض الذي من حقه أن يعيش كإنسان فيما تبقى له من أيام. وكان العالم احتفل أمس باليوم العالمي للأيدز بعقد اجتماعات حاشدة تهدف إلى التوعية بالمرض الذي يقتل ملايين الأشخاص في الدول الغنية والفقيرة ككل. وقال أحد العلماء الذين ساعدوا في اكتشاف فيروس «اتش آي في» المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب إنه أحرز تقدماً باتجاه إنتاج لقاح مضاد، وإنه يأمل في تجربته في غضون عام. وفي البحرين، أكدت رئيسة اللجنة الوطنية لمكافحة الأيدز ومديرة البرنامج الوطني لمكافحة الأمراض التناسلية والأيدز في وزارة الصحة سمية الجودر، أن وزارة الشئون الإسلامية وافقت للمرة الأولى على أن تتحدث خطب الجمعة اليوم عن مرض الأيدز وتنبيه جميع فئات المجتمع بضرورة الالتزام بالطريق المستقيم الذي يجنب الإنسان الوقوع في براثن المعصية والأمراض. جاء ذلك على هامش ماراثون المشي الذي نظمته وزارة الصحة بالتعاون مع المحافظة الوسطى ومكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عصر أمس على امتداد شارع الاستقلال في مدينة عيسى بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الأيدز تحت شعار منظمة الصحة العالمية «أوقفوا الأيدز أوفِ بالوعد» بمشاركة كبيرة من مختلف الجمعيات والأندية والجاليات الأجنبية.


محاضرات توعوية للطلبة والسجناء... على هامش «ماراثون الصحة»

الجودر: خطب الجمعة ستتحدث اليوم عن مخاطر «الإيدز» في يومه العالمي

الوسط-محرر الشئون المحلية

أكدت رئيسة اللجنة الوطنية لمكافحة الايدز ومديرة البرنامج الوطني لمكافحة الأمراض التناسلية والايدز بوزارة الصحة سمية الجودر ان وزارة الشئون الإسلامية وافقت لأول مرة على أن تتحدث خطب الجمعة اليوم عن مرض الإيدز وتنبيه جميع فئات المجتمع بضرورة الالتزام بالطريق المستقيم الذي يجنب الإنسان الوقوع في براثن المعصية والأمراض. جاء ذلك على هامش ماراثون المشي الذي نظمته وزارة الصحة بالتعاون مع المحافظة الوسطى ومكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عصر أمس على امتداد شارع الاستقلال في مدينة عيسى بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز تحت شعار منظمة الصحة العالمية «أوقفوا الايدز أوفي بالوعد» بمشاركة كبيرة من مختلف الجمعيات والأندية والجاليات الأجنبية. اشتمل المهرجان على كشف مجاني لمرضى الضغط والسكر والكوليسترول والبدانة لمختلف المراحل العمرية، بالإضافة إلى معرض صور تضمن الإرشادات الكفيلة بالوقاية من المرض وطرق التعامل مع المصابين. وقالت الجودر: «ستكون هناك الكثير من المحاضرات التوعوية لطلبة وطالبات المدارس الثانوية يلقيها مختص بعلم الجراثيم هو عبدالحميد القضاة، بالإضافة إلى زيارته لسجن جو المركزي لتوعية السجناء الموجودين فيه». وبسؤالها عما إذا كان عدد المصابين في البحرين كبيرا مقارنة بعدد السكان إذ إن هناك 130 مصابا و164 حاملا للمرض، أجابت: «لابد أن نشير إلى أن هذه الأرقام تراكمية من 1986 ولكن إذا نظرنا لها باعتبارها قضية مجتمع لأن كل مصاب يعيش في أسرة ما يعني أن جميع أفراد أسرته يعانون معه نصل إلى نتيجة مفادها انها قضية اجتماعية وصحية كبرى وهذه الأرقام التي وصلتنا تعرفنا عليها بالتحليل المختبري، مع العلم ان الأعراض لا تظهر على حامل الفيروس لمدة تتجاوز العشر سنوات». وعن كيفية تعامل العاملين في الحقل الصحي مع المصابين بالايدز أوضحت «لدينا في وزارة الصحة ما نسميه» تدابير السلامة «للتعامل مع المصابين بالأمراض المعدية وغيرها والتي يفترض أن يستخدمها جميع العاملين من اصغر موظف إلى أكبر جراح وهي على سبيل المثال لا الحصر لبس القفازات الواقية والكثير من الإرشادات التي يلتزم بها عند التعامل مع السوائل كالدم مثلا، ونحن بصدد تنمية قدرات العاملين الصحيين من خلال الحملة الوطنية لمكافحة الايدز، إضافة إلى أننا على تعاون مكثف مع كلية الطب والعلوم الصحية لمتابعة تطوير المناهج المطروحة حتى لايتخرج الطبيب أو الممرض إلا بعد الإلمام بالإجراءات اللازمة للتعامل مع المصابين بمثل هذه الأمراض». أما بالنسبة إلى عدم وجود جمعيات وجماعات دعم للمصابين فقد ذكرت «بعد اختتام ورشة العمل التي أقيمت في الجزائر لدعم وتمكين المصابين به في إقليم البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا كان توجه الأمم المتحدة لإنشاء مجموعة دعم للمصابين ويمكن أن يشارك فيها المصابون بالمرض أنفسهم لأنهم يشعرون بمعاناة بعضهم بعضاً ويقدرون احتياجات المصاب ويمكن أن يتعاونوا للتأقلم مع حياتهم الجديدة، وكل البرامج الوطنية تقوم بدعمهم حتى يتحول المصاب الذي ينتظر الموت إلى فرد إيجابي منتج يقاوم المرض ويمارس حياته الطبيعية»، مشيرة إلى أنه يجب على كل فرد المساهمة من موقعه في دعمهم. وعن نظرتها الشخصية للمصابين تحدثت «لا أعتبر المصاب مجرما ولا ضحية أعامله كأي مريض لفرده وشخصه، ولي تجارب عدة مع مصابين تعاونت معهم على تجاوز الأزمة». واختمت الجودر حديثها بالقول «إن العفة التي يأمرنا بها الدين داخل وخارج الزواج تحمي الإنسان من الزلل، وتفكيره الطويل قبل أي خطوة يقدم عليها وخوفه من الله تعالى يأمنانه من الندم، ولابد أن نرشد الناس إلى أن الفيروس لا ينتقل بمجرد المصافحة أو المعانقة أو استخدام الأدوات الشخصية للمصاب لأن الإصابة تحتاج إلى انتقال الفيروس إلى داخل الدورة الدموية والتي تحدث من نقل دم ملوث أو من ممارسة جنسية مع مصاب أو عن طريق الأم الحامل إلى جنينها». على صعيد متصل، قالت رئيسة قسم التثقيف الصحي بوزارة الصحة أمل الجودر: «تبلغ نسبة انتقال مرض الإيدز من الأم المصابة إلى جنينها حوالي 30 في المئة، ويمكن ولادة طفل سليم من ام مصابة إذا واظبت الأم على متابعة حالتها الصحية وتناولت الأدوية اللازمة بانتظام». وأضافت «الكثير من النساء المصابات ضحايا نقل لهن المرض عن طريق أزواجهن، والأسباب الرئيسية المؤدي إلى الإصابة بالمرض هو الاتصال الجنسي مع شخص حامل للفيروس وهو الأكثر انتشارا والثاني هو استخدام الإبر الملوثة بالفيروس وهو ينتشر بين مدمني المخدرات، أما السبب الثالث فهو نقل الدم الملوث علما بأننا في البحرين نتأكد من خلو الدم من الأمراض قبل نقله إلى المريض». وأوضحت «أول جماعة دعم للمصابين بالمرض أنشئت في التسعينات برئاسة سمية الجودر، ونحن بحاجة إلى وجود جمعيات وجماعات لدعم المصابين ومساعدتهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، إذ يحتاج المريض لكسر جدار العزلة الذي تسببه الإصابة وتؤثر بشكل كبير على نفسيته ولكن تظل نظرة المجتمع قاسية لهؤلاء على رغم أن بعضهم ضحايا لا ذنب لهم»

العدد 1183 - الخميس 01 ديسمبر 2005م الموافق 29 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً