العدد 1192 - السبت 10 ديسمبر 2005م الموافق 09 ذي القعدة 1426هـ

مراكز المعلمين والوظائف الوراثية

سؤال يتبادر إلى الذهن كلما مر أحد المدرسين بين الفينة والأخرى لزيارة مركزي المعلمين في المنامة والمحرق: هل الوظائف بنظام العمل الجزئي حصراً على أفراد لا يأتيهم الباطل بين أيديهم ولا من خلفهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؟ أم أن هناك نظاماً للعمل الجزئي في المركزين صادراً عن وزارة التربية والتعليم يحدد المدة الزمنية للعمل والتطوير؟

نحن نعلم بأن هناك قرارا وزاريا تحت رقم 6/م. ت - ق 96 بتاريخ 21 مايو/ أيار 1996م يحدد نظام مراكز المعلمين ويتضمن وظائف ثابتة تعين من قبل الوزارة ومنها مدير واختصاصي للمركز وتعيينهما عن طريق العمل الجزئي لمدة عامين، ولا يوجد بند ينص على التجديد أو الاستثناء كما هو حاصل الآن بحسب تواصلي المستمر بين فترة وأخرى للمركزين بحيث قضى أحد المديرين قرابة العشر سنوات ومازال مستمراً في العمل مع وظيفته الصباحية كمدير مدرسة، والمدير الآخر قضى أكثر من سبع سنوات ومازال على رغم أنه محال على التقاعد في عمله الصباحي كمدرس في الوزارة منذ أكثر من عام. أما بالنسبة إلى اختصاصيي المركزين فأحدهم يعمل منذ أكثر من خمس سنوات ومازال، أما اختصاصي المركز الآخر فهو شاغر منذ أكثر من خمس سنوات. مع أن المعلومات تقول إن وزارة التربية والتعليم نشرت إعلانا لوظيفتين شاغرتين لمسمى مدير واختصاصي مصادر لمركز المنامة، وقد تقدم عدد من المعلمين والاختصاصيين للمسابقة ولم يعين أحد منهم لحد الآن، وعند استفسار أحدهم عن الوظيفة ضاع في السؤال لدى شئون الموظفين ولم يحصل على شخص يدله على خبايا الموضوع، ولا نعلم هل هذا العمل مقصود حتى ينزل من السماء من تنطبق عليه المواصفات والمقاييس؟! أم هناك أسرار لا يمكن البوح بها لأن المتقدمين للوظيفتين لا تنطبق عليهم المعايير المزاجية والضيقة لدى شئون الموظفين في التعيين. أم أن هناك مصالح تربط العاملين بالشئون من خلال التسهيلات الادارية والفنية والمكانية للموقين أم أن هناك ارتباطا وثيقا بينهما خارج إطار العمل بحيث يصبح من المستحيل استبدالهما وتطبيق القانون الصادر عن وزارة التربية والتعليم؟

ما دعاني لهذا المقال ما أشعر به من أسف بالغ على تلك الايام التي قضيتها بين أركان المركزين من أنشطة وفعاليات متنوعة كانت هي البلسم الشافي الذي يزيح عنا ثقل آهات عملية التدريس في الفترة الصباحية، إذ كان حضور المعلمين للمركزين كبيراً جداً فاق ما تم رصده من أهداف بحيث يشعر المعلم عندما يضع قدمه داخل المركز بأنه دخل إلى بيته الثاني لما يشعر به من روح أسرية متلاحمة، حتى أن الفرد منا في حال وجود مناسبة أو فعالية يقوم بالمشاركة والاعداد لها حتى وقت متأخر من الليل ومن دون مقابل مادي وانما الحافز المعنوي وحب العمل التطوعي والسعادة البالغة في تحقيق الرقي والتواصل بين المعلمين والمركزين. ولكن الآن، كما يقول المثل تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن أصبح الوضع محزناً ومأسوياً.

وما دعاني كذلك لنشر هذا الغسيل غير النظيف ما ألتمسه وأرجوه من المسئولين بالوزارة التدخل والتحرك السريع لانقاذ ما يمكن انقاذه لضخ الدماء الجديدة في المركزين حتى تعود الدماء الفتية للعمل والتشييد لتحقيق أهداف المركزين بصورة عملية محببة لنفوس المعلمين، وليس فيها أمور ضيقة تشم منها رائحة المصالح المتبادلة بين العاملين وبعض الموظفين في الوزارة.

فاطمة الشيخ

العدد 1192 - السبت 10 ديسمبر 2005م الموافق 09 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً