دعت قمة «الملك فهد» في ختام أعمالها في أبوظبي أمس الى اخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل. وشهدت القمة تطورا دراميا، إذ وجه وزير الخارجية الإماراتي عبدالله راشد النعيمي نقدا لاذعا، للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بشأن رسالة وصفتها بعض المصادر الخليجية بـ «الوقحة» وجهها عبر الصحافة لقادة التعاون، طالبهم فيها بالتركيز على الخطر النووي الإسرائيلي وليس الإيراني. ودعا البيان الختامي لـ «قمة فهد» من دون الإشارة إلى إيران إلى جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار، مطالبا «إسرائيل» بالانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وإخضاع منشآتها النووية كافة لأنظمة التفتيش التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. من جانبه، طالب وزير الخارجية الإماراتي في مؤتمر صحافي عقد عقب ختام القمة بـ «ضمانات» لدول الخليج في ما يتعلق بالمفاعل النووي الإيراني في بوشهر. وانتقد رسالة موسى التي وصفتها مصادر خليجية بـ «الوقحة»، وقال «المفروض من موسى حين يتحدث عن الأمن القومي أن يتحدث أيضا عن القلق والمخاوف المتعلقة بالوطن العربي». وأضاف «نرجو حين يتحدث عن هموم العرب أن يضع في حسابه ست دول خليجية». على الصعيد الأمني والعسكري، أحال القادة مقترح تطوير «درع الجزيرة» إلى لجنة الدفاع لدراسته ورفعه إلى القمة المقبلة، في وقت جددوا دعمهم للمقترح السعودي بشأن إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب. وفي الجانب الاقتصادي، اعتمد المجلس وثيقة «السياسة التجارية الموحدة لدول المجلس»، والتي تهدف إلى توحيد السياسة التجارية الخارجية للدول الأعضاء والتعامل مع العالم الخارجي كوحدة اقتصادية واحدة. من جانبها، رفضت إيران كالعادة بيان القمة بشأن الجزر الإماراتية الثلاث.
أبوظبي بنا، وكالات
اختتمت القمة الـ 26 لدول مجلس التعاون الخليجي «قمة فهد» بالمصادقة على عدد من التوصيات المتعلقة بملفات داخلية وقضايا عربية وإقليمية ودولية وبدعوة الأسرة الدولية لخلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل. وأكد قادة دول مجلس التعاون رفضهم أسلحة الدمار الشامل في المنطقة ودعم العملية السياسية في العراق. وجدد المجلس في بيان ختامي تلاه أمين عام المجلس عبدالرحمن العطية «مطالبته بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل بما فيها منطقة الخليج». ومن جانبه، طالب وزير الخارجية الإماراتي عبدالله راشد النعيمي في مؤتمر صحافي عقب ختام القمة «بضمانات» لدول الخليج في ما يتعلق بالمفاعل النووي الإيراني. وقال «نحن في منطقة قريبة من مفاعل بوشهر وليس لدينا ضمانات ولا وقاية ولا حماية إذا تسرب شيء من هذا المفاعل وهو على مياه الخليج». وأضاف «إيران ليست عضوا في اتفاق الإنذار المبكر... نطالب بضمانات وحماية لنا». وانتقد النعيمي الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بسبب رسالة دعا فيها إلى التركيز على الخطر النووي الإسرائيلي وليس الإيراني. وقال «المفروض من موسى حين يتحدث عن الأمن القومي أن يتحدث أيضا عن القلق والمخاوف المتعلقة بالوطن العربي». وأضاف «نرجو حين يتحدث الأمين عن هموم العرب أن يضع في حسابه ست دول عربية خليجية». وأفادت صحيفة «القبس» الصادرة أمس أن موسى وجه الرسالة عبرها إلى مجلس التعاون، وقالت إن مصادر خليجية وصفتها بأنها رسالة «وقحة» وان قرارا اتخذ «بتجاهلها». وطالب المجلس في بيانه الختامي «إسرائيل بالانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وإخضاع جميع منشآتها النووية لأنظمة التفتيش النووية التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية». وأعرب عن «ترحيبه بالانتخابات البرلمانية العراقية التي شارك فيها الشعب العراقي بمختلف أطيافه وانتماءاته العرقية ويتطلع المجلس إلى أن تؤدي إلى فتح صفحة جديدة في تاريخ العراق الحديث». ومن جهة أخرى، عبر المجلس عن «ارتياحه لترحيب سورية بقرار مجلس الأمن رقم 1644 الخاص بلجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري». وشدد على حرصه على «سيادة واستقلال ووحدة أراضي وأمن البلدين سورية ولبنان». على الصعيد الإقليمي جدد قادة التعاون دعمهم للإمارات في حقها في السيادة على الجزر الثلاث الخاضعة للاحتلال الإيراني. وبالنسبة لمكافحة الإرهاب أكد المجلس على دعواته المتكررة ودعمه لكل جهد إقليمي ودولي لمكافحة الإرهاب من خلال بلورة المواقف وتنسيقها بشأن تعريف الإرهاب وتحديده والتمييز بينه وبين حقوق الشعوب المشروعة في مقاومة لاحتلال. وكان قادة الخليج عقدوا صباحا جلستين مغلقتين لمناقشة الوثائق التي صدرت من مؤتمر القمة.
أبوظبي أ ش أ
تقرر عقد قمة مجلس التعاون الخليجي المقبلة (الدورة 27) في ديسمبر/كانون الأول من العام المقبل في السعودية. وألقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كلمة قصيرة في أعقاب إلقاء الأمين العام للمجلس عبدالرحمن العطية للبيان الختامي للقمة دعا فيها القادة إلى الاجتماع في قمتهم المقبلة في الرياض.
أبوظبي بنا
قلد الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان أمس، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، وذلك تقديرا لجهوده في تفعيل مسيرة المجلس والوصول به إلى الغايات والأهداف التي تتطلع إليها شعوب الخليج. وقام الشيخ خليفة بتقليد العطية هذا الوسام بحضور قادة دول مجلس التعاون وأعضاء الوفود المشاركة في «قمة فهد». وأعرب العطية عن بالغ شكره وتقديره للشيخ خليفة وما قدمه وتقدمه الإمارات من عون ودعم صادق لمسيرة المجلس. وقال إن هذا التكريم يعد مصدر فخر واعتزاز له وان لسانه يعجز عن التعبير عن شكره، داعيا الله أن يوفقه ليكون عند حسن ظن الرئيس الإماراتي وقادة دول المجلس به.
العدد 1201 - الإثنين 19 ديسمبر 2005م الموافق 18 ذي القعدة 1426هـ