وصلت المشاورات اللبنانية الداخلية بين فريقي الأزمة الحكومية إلى حائط مسدود، على رغم التحركات السياسية لاحتوائها. ومن المقرر أن يلتئم مجلس الوزراء اليوم بغياب وزراء حزب الله وأمل، وبمقاطعة الرئيس إميل لحود. في حين انشغل الرأي العام اللبناني بشائعات تحدثت عن قرب استئناف مفاوضات تبادل الأسرى بين حزب الله و«إسرائيل»، وذلك بعد أن أفرجت السلطات الألمانية عن مواطن لبناني اتهم بقتل غطاس أميركي. في وقت برزت فيه خيوط أساسية في قضية اغتيال النائب والصحافي المعارض جبران تويني. وتلقى وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ الليلة قبل الماضية اتصالاً هاتفياً من السفير الأميركي لدى بيروت جيفري فيلتمان نفى فيه أن يكون نصح رئيس الوزراء فؤاد السنيورة أو أي مسئول لبناني قبول استقالة الوزراء الخمسة وتعيين بدلاء عنهم لترميم الحكومة. في وقت ذكرت فيه مصادر لبنانية أن المشاورات لحل الأزمة الحكومية وصلت إلى طريق مسدود، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يلتئم مجلس الوزراء اليوم بغياب حزب الله وأمل وبمقاطعة لحود. وعلى صعيد متصل، ذكرت صحيفة «النهار» أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان سيوفد مبعوثا خاصا إلى بيروت قريبا لدراسة موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال الحريري. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن الجامعة ستقوم بتحرك لمحاولة احتواء أزمة العلاقات السوريةاللبنانية، فيما ذكرت مصادر صحافية بأن عودة موسى لبيروت ودمشق ستكون قريبة. ومن جهة أخرى، أعلنت وزارة العدل اللبنانية أنها تدرس وضع المواطن محمد علي حمادة الذي أطلقت سراحه السلطات الألمانية بعد أن قضى في السجن 19 عاماً، لقتل غطاس أميركي. في وقت انتقدت السنيورة أنباء تحدثت عن اتجاه أميركا إلى الطلب من لبنان تسليمها حمادة، متسائلا «لماذا لم تتم هذه المطالبة عندما كان حمادة في ألمانيا». إلى ذلك، رفضت مصادر في حزب الله الحديث عن الأسباب والمعطيات التي دفعت بألمانيا إلى إطلاق سراح حمادة، فيما نقلت صحيفة «المستقبل» الصادرة أمس عن مصادر دبلوماسية أن إطلاق حمادة مرتبط بالمفاوضات التي تجريها ألمانيا بين §§إسرائيل§§ وحزب الله لاستكمال تبادل الأسرى. وفي إطار التحقيق في اغتيال تويني، ذكرت مصادر مطلعة أن الطريق التي شهدت حادثة الانفجار كان يسلكها رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس، مضيفة أن موكب نائبه غيرهارد ليمن كان يفترض أن يمر على المسلك نفسه بعد نحو خمس دقائق من حدوث الإنفجار. وأوضحت المصادر ان الشريط الذي سجلته كاميرا المراقبة في أحد المصانع بالمنطقة يظهر زاوية من الطريق ولم يلتقط مكان حدوث الجريمة. وتحدثت معلومات عن خيوط بدأت التحقيقات في مباشرتها والعمل عليها وتوصلت إلى وقائع لم تكن معروفة سابقاً، خصوصا فيما يتعلق بالسيارة المفخخة والسيارة المرافقة لها والأشخاص الذين كانوا في موقع الجريمة.
العدد 1203 - الأربعاء 21 ديسمبر 2005م الموافق 20 ذي القعدة 1426هـ