العدد 1208 - الإثنين 26 ديسمبر 2005م الموافق 25 ذي القعدة 1426هـ

خشية من فوز «حماس» و«مرض» شارون

مازالت تشغل الصحف العبرية أزمة رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون الصحية واحتمال غيابه عن المشهد السياسي. فالانقلابات السياسية التي شهدتها الدولة العبرية في الأسابيع الأخيرة من ولادة حزب «كديما» وإطاحة شيمون بيريز من زعامة حزب العمل على يد عمير بيرتس، كما حركة الانتقالات الواسعة بين الأحزاب وتولي بنيامين نتنياهو زعامة «ليكود»، أحدثت مخاوف عند المحللين من انهيار ليس حزب شارون الوليد «كديما» بل النظام السياسي الإسرائيلي بكامله لأن شارون يشكل أحد دعائمه الأساسيين. وهناك مقالة أميركية وأخرى عبرية تبديان خشية من فوز حركة «حماس» في الانتخابات الفلسطينية لكن الأميركية تخطئ منع «إسرائيل» المقدسيين من التصويت لمجرد خشيتها من النتائج لأن هذا يخالف قيم الديمقراطية.

«إسرائيل» تخشى فوز «حماس»

وانتقدت «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها تهديد «إسرائيل» بمنع سكان القدس الشرقية من المشاركة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية. وإذ أقرت بمخاوف «إسرائيل» وخشيتها من فوز «حماس»، شددت على أن منع الفلسطينيين من التصويت يتعارض مع قيم الديمقراطية. وذكرت أن الدولة العبرية كانت قد سمحت للمقدسيين بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية في العام 1996 وفي انتخابات هذا العام التي انتهت بفوز محمود عباس، لذلك لا يمكنها أن تجردهم من هذا الحق الآن لمجرد خشيتها من النتائج. غير أن الصحيفة اعتبرت أن مشاركة «حماس» لا يمكن تقبلها بسهولة ولكنها أهون الشرور لأن وصولها إلى السلطة سيجبرها على تغيير بعض توجهاتها. فالواقع أن الفلسطينيين الذين سيصوتون لـ «حماس» لن يفعلوا ذلك دعما للحركة بل لأن منظمة التحرير التي كان من المفترض أنها ممثلهم الشرعي والوحيد، أثبتت أنها فاسدة وعاجزة عن منحهم السلام الذي ينشدونه.

انتصار «حماس» سيؤثر سلباً على السلام

وفي افتتاحيتها حذرت صحيفة «هآرتس» من انتصار «حماس»، لما سيكون لذلك من تأثير سلبي على فرص استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ورأت أن الفوز الكاسح الذي حققته الحركة في الانتخابات البلدية مؤشر على ما ستكون عليه نتائج الانتخابات التشريعية، مشددةً على أن نتائج هذا الاستحقاق ستنعكس سلباً على العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وعلى رغم أن فوز «حماس» لا يعني بالضرورة أن المجتمع الفلسطيني سيسقط ضحية التطرف أو أن الفلسطينيين يفضلون «الإرهاب» على المفاوضات، لكنها اعتبرت أن التصويت لـ «حماس» قد يقوض فرص التوصل إلى تسوية للنزاع ويوفر لـ «إسرائيل» الذريعة لوقف جميع الأنشطة السياسية التي تهدف إلى تحقيق السلام. وأضافت أن الفلسطينيين قد يصوتون لصالح «حماس» كرد فعل على إخفاق السلطة الفلسطينية في تعزيز مصالحهم هذا الإخفاق الذي ساهمت «إسرائيل» بجزء كبير منه ولكن نتائج الانتخابات قد تكون كارثية للجانبين. لكن ما الذي تستطيع «إسرائيل» فعله إزاء هذا الوضع؟ تتساءل لتجيب أن الدولة العبرية لا تستطيع شيئاً سوى ترك الباب مفتوحاً أمام المفاوضات مع «حماس»، و«الندم» على مساهمتها في إضعاف حركة «أبومازن» (في إشارة إلى «فتح»)، وهو الأمر الذي فتح المجال أمام «حماس» لتكون في صدارة الحركات الفلسطينية.

صحة شارون وبرنامج «كاديما» السياسي

وأعرب عوزي بنزيمان في «هآرتس» عن أمله في أن تساهم الأزمة الصحية التي ألمت بشارون، في حثه للإسراع بوضع برنامج سياسي لحزبه الجديد «كديما» وتحديد سقف أيديولوجي له فضلاً عن صوغ نظام داخلي للحزب، مؤكداً أن أزمة شارون لو طالت ملحقةً ضرراً بقدراته لمواصلة نشاطاته، لكان حزبه الجديد قد انهار تماماً وربما أيضاً النظام السياسي الإسرائيلي، لأن شارون يشكل أحد أهم دعائمه الأساسية. وأضاف أنه مع انتخاب بنيامين نتنياهو لرئاسة «ليكود» بكل ما يعنيه من رسم صورة واضحة للسقف الأيديولوجي للتكتل، فإن مهمة شارون الأولى تكمن في جعل حزبه الذي يملك الآن فرصة ليكون نقطة ارتكاز في الحكومة الجديدة تياراً متوازناً يقدم إلى الناخبين خطة عمل واضحة تختلف عن تلك التي يملكها «ليكود».

«الليكود» أقصى يمين الخريطة السياسية الإسرائيلية

وتساءل آري شافيت في «هآرتس» عما إذا كان انتصار نتنياهو يصب في مصلحته ومصلحة الليكود؟ فاعتبر أن ذلك يعتمد على الفلسطينيين. فإذا التزم هؤلاء وقف العنف وعدم تحويل غزة إلى «حماستان»، فإن فوز نتنياهو سيلحق الضرر بـ «ليكود». وإذا ساد الهدوء فلن يجد نتنياهو من يصغي إلى مواقفه المعارضة لفك الارتباط، بل سيصبح الوضع الاجتماعي على رأس أولويات الإسرائيليين. لكن إذا نجحت «حماس» في انتزاع السلطة من «فتح»، فإن المزاج الشعبي الإسرائيلي سيتغير لصالح «ليكود» ويتحول نتنياهو من خاسر إلى رابح في انتخابات رئاسة الوزراء المقبلة. كما اعتبرت «هآرتس» أن فوز نتنياهو يضع تكتل «ليكود» في أقصى يمين الخريطة السياسية الإسرائيلية أي في موقع قريب من الأحزاب الدينية المتشددة التي عارضت خطة فك الارتباط. فحذرت من أن كل صوت سيحصل عليه التكتل في الانتخابات العامة سيعزز من حال الجمود التي تسيطر على عملية السلام.

العدد 1208 - الإثنين 26 ديسمبر 2005م الموافق 25 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً