قال أطباء رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون أمس إن «بقعة دم صغيرة بقيت على غشاء الدماغ» على إثر الجلطة التي أصابته «لكن هذا لن يؤثر على أدائه»، مشيرين إلى أن شارون سيضطر إلى الخضوع إلى عملية قسطرة في القلب الشهر المقبل. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقد بمشاركة شلومو سيغف من مستشفى تل هشومير وهو المسئول عن متابعة الوضع الطبي لشارون في السنوات الأخيرة والبروفيسور بولاك غولدمان من مستشفى تل هشومير أيضاً وهو الطبيب الخاص لشارون منذ سنوات طويلة وطبيب من مستشفى هداسا عين كارم في القدس الذي شارك في معالجة شارون الأسبوع الماضي. وعقد الأطباء المؤتمر الصحافي بعد أن قرروا مع شارون إطلاع الجمهور الإسرائيلي على الوضع الصحي لرئيس الوزراء على خلفية اقتراب موعد الانتخابات العامة في الدولة العبرية واحتمالات فوز حزب شارون «كاديما» (إلى الأمام) بغالبية وبعد ضغوط من جانب الجمهور ووسائل الإعلام الإسرائيلية. ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الأطباء قولهم إنه سيتم «إجراء عملية قسطرة لشارون لسد ثقب صغير في القلب يعتقد أنه كان سبباً في إصابته بالجلطة». ويذكر أن صحيفة «معاريف» كانت كشفت النقاب الأسبوع الماضي عن انه تم تخدير شارون لإجراء فحص للقلب طوال ساعة كان خلالها غائباً عن الوعي. ووصف رئيس لجنة القانون والدستور في الكنيست ميخائيل ايتان من حزب الليكود المؤتمر الصحافي لأطباء شارون بـ «الخدعة المضللة». وطالب ايتان الأطباء بنشر ليس فقط نتائج الفحوصات التي أجريت لشارون في المستشفى الأسبوع الماضي وإنما إعطاء تقييم نيورولوجي يوضح ما إذا كانت الجلطة مست بقدرته على الأداء بمهماته. فلسطينياً، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع أمس أن الفلسطينيين يرفضون «رفضاً قاطعاً» قرار «إسرائيل» إقامة منطقة عازلة شمال قطاع غزة. وقال قريع ردا على سؤال لدى بدء اجتماع حكومته في رام الله «نرفضه قطعيّاً. قرار الحكومة الإسرائيلية خطير ونحذر منه». وأعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس الأول تعليماته للجيش بتطبيق خطته الهادفة إلى إنشاء «منطقة أمنية» في شمال القطاع. وستشمل «المنطقة الأمنية» الأراضي التي كانت تقوم عليها المستوطنات الإسرائيلية التي دمرها الجيش بين شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول في شمال قطاع غزة، قبل أن يسحب قواته من القطاع. من جهة أخرى، دعا قريع إلى أن تتوافر للانتخابات التشريعية الفلسطينية المقررة في 25 يناير/ كانون الثاني «كل شروط نجاحها». وقال: «نتمنى أن تجرى الانتخابات التشريعية بهدوء وسلام ونحن متمسكون بموعدها، ولكن إذا توافرت للانتخابات كل شروط نجاحها». وأضاف «إذا لم تتوافر الأجواء الايجابية والسليمة فلن نخجل وليس عيباً أن نقول إننا لن نستطيع أن نجريها». وتابع قريع أن «القدس شرط أساسي لإجراء الانتخابات، وأيضاً الأجواء الأمنية الصحيحة يجب أن تهيأ، وعلى إسرائيل أن تتوقف عن الاقتحامات والاغتيالات والحواجز وكل ما يعكر العملية الانتخابية». وفي موضوع آخر، اعتبرت حركة «حماس» منع عدد من المطلوبين الفلسطينيين من السفر إلى الحج عبر معبر رفح الحدودي سابقة خطيرة، معبرة عن رفضها لإجراءات الأجهزة الأمنية الفلسطينية. وطالبت الحركة الرئيس الفلسطيني بالتدخل العاجل ورفع ما وصفته بيد «الأمن عن الناس وتقييد حريتهم، لأننا لا نقبل استبدال إجراءات الاحتلال على المعبر بإجراءات أجهزة أمن السلطة». وكان متحدث باسم لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية، قال: «إن السلطات الفلسطينية منعت ثلاثة من كبار قادة الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية من السفر إلى خارج غزة عبر معبر رفح لتأدية فريضة الحج لأسباب أمنية». وقال المتحدث باسم اللجان أبو مجاهد: «إن مسئولا أمنيا فلسطينيا أبلغ القادة الثلاثة وهم الأمين العام للجان المقاومة الشعبية الفلسطينية جمال أبو سمهدانة وأحمد الجعبري أحد أبرز قيادات كتائب «القسام» الذراع العسكري لحركة «حماس» وخالد الدحدوح ( أبوالوليد) من كبار قادة «سرايا القدس» الذراع العسكري للجهاد الإسلامي في غزة بقرار المنع من السفر إلى الحج. ويعد أبو سمهدانة والجعبري والدحدوح أبرز المطلوبين على قائمة «إسرائيل» منذ فترة طويلة إذ تعرضوا جميعاً لمحاولات اغتيال سابقة خلال الانتفاضة الحالية». وأضاف أبومجاهد أن المسئول الفلسطيني حذر القياديين الثلاثة من الاقتراب من المعبر أو دخوله لأنه سيتم اعتقالهم بناء على تعليمات المراقبين الأوروبيين على حد قول المتحدث باسم اللجان