أعادت الشرطة الفلسطينية السيطرة على معبر رفح الحدودي بعد أن كان اعتصم فيه عدد من أفراد الشرطة ومسلحين أمس وقاموا بإغلاقه احتجاجا على مقتل أحد زملائهم في اشتباك مع مسلحين في غزة. وأكد مدير عام الشرطة الفلسطينية علاء حسني أمس في مؤتمر صحافي عقده في غزة أن المعتصمين تركوا المكان من دون أي اثر وأن الشرطة الفلسطينية سيطرت على الموقف. وكان العشرات من رجال الشرطة ومسلحين ملثمين اعتصموا في معبر رفح الحدودي الفاصل بين قطاع غزة ومصر وأغلقوه لبضع ساعات احتجاجا على مقتل زميل لهم إذ أطلقوا النار في الهواء كما رددوا شعارات تدعو لمحاسبة قتلة الشرطي. واضطر المراقبون الدوليون الموجودن في المعبر إلى إخلائه فور سيطرة المعتصمين على مداخله الرئيسة. وتوقع حسني عودة المراقبين لمزاولة عملهم اليوم (السبت)، معبرا عن استنكاره للحادث. وكان أحد أفراد الشرطة قتل أمس الأول في اشتباك مع مسلحين تابعين لإحدى العائلات في غزة أثناء قيام الشرطة الفلسطينية بحملة لفرض النظام والقانون في المدينة. كما قتل طفل من حي الشجاعية شرق غزة، عصر أمس، بنيران مسلحين من العائلة نفسها هاجموا مقر شرطة المدينة في الحي. وذكرت مصادر أمنية، أن الطفل فتحي مشتهي (14 عاما) توفي، إثر إصابته بعيار ناري عندما هاجم مسلحون من إحدى العائلات، المركز في محاولة منهم لإطلاق سراح أحد أقربائهم المتهم في قضية اتجار بالمخدرات. وأكد حسني على أن الشرطة ستواصل حملاتها لفرض النظام والقانون وستلاحق كل من وصفهم بالخارجين عن القانون. من جهة أخرى، أعلن قائد الشرطة الفلسطينية أمس أن الشرطة لا تعرف شيئا عن خاطفي البريطانيين الثلاثة الذين اختفوا في قطاع غزة موضحا انه لم تتم إقامة أي اتصال معهم. إلى ذلك، تبنت حركة الجهاد الإسلامي أمس العملية التي أدت أمس الأول إلى مقتل جندي إسرائيلي ومدنيين فلسطينيين في شمال الضفة الغربية. وقام ناشطون من حركة الجهاد بإعلان تبني العملية عبر مكبرات للصوت في قرية عتيل قرب طولكرم التي ينتمي إليها الانتحاري. وأعلنوا أن صحيب إبراهيم عجمي (19 سنة) العضو في «سرايا القدس» الجناح العسكري للجهاد هو الذي نفذ العملية التي وقعت على حاجز «طيار» للجيش الإسرائيلي عند مدخل طولكرم. وتبنت حركة الجهاد أيضا العملية في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه في غزة. من جانبها ذكرت مصادر فلسطينية في الضفة الغربية أن حركة الجهاد الإسلامي تخرق الهدنة تلبية لأجندة إيرانية. وقال مصدر مسئول طلب عدم كشف هويته إن هناك أدلة بحوزة السلطة الفلسطينية على التدخل المباشر لإيران تجاه «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي لاسيما بطولكرم، مشيرا إلى أنه تم رصد مكالمات هاتفية تأتي من الأراضي اللبنانية لأعضاء هذا الجناح ورسائل عبر البريد الالكتروني. وأضاف أنه منذ بدء الانتفاضة يوجه حزب الله وإيران دعما لمجموعات عسكرية من حركتي «فتح» و«الجهاد»، وأن هناك تسجيلات صوتية لأشخاص في كتائب «الأقصى» يعرض عليهم توفير كل الدعم المطلوب لمواصلة القيام بعمليات عسكرية. إسرائيلياً، بعث الرئيس الإسرائيلي موشيه كتساف برسالة إلى رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين، أبلغه فيها رسميا بحل الكنيست تمهيدا لإجراء انتخابات عامة في «إسرائيل». وذكر راديو «إسرائيل» أمس أنه لم يقدم إلى الرئيس الإسرائيلي حتى منتصف الليلة قبل الماضية واحد وستون توقيعا لأعضاء بالكنيست أي عدد التواقيع اللازمة لمنع تقديم موعد الانتخابات للكنيست. وكان الرئيس الإسرائيلي أصدر في وقت سابق مرسوما يدعو إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة في 28 مارس/ أذار المقبل. ميدانياً، أفاد شهود عيان بأن المئات من نشطاء السلام الإسرائيليين والأجانب والفلسطينيين تظاهروا أمس في قرية بلعين القريبة من رام الله في الضفة الغربية احتجاجا على مواصلة الحكومة الإسرائيلية في بناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية. وقال الشهود إنه كان على رأس المتظاهرين والد ووالدة الناشطة الأميركية في منظمة التضامن الدولي مع الفلسطينيين راتشيل كوري والتي قتلت في مخيم رفح للاجئين عندما تصدت لجرافة عسكرية إسرائيلية قامت بدهسها حتى الموت في شتاء .2003 إلى ذلك، فككت القوات الإسرائيلية أمس ثلاثة مواقع أقامها مستوطنون يهود بالضفة الغربية في استعراض للقوة قبل الانتخابات المقبلة
العدد 1212 - الجمعة 30 ديسمبر 2005م الموافق 29 ذي القعدة 1426هـ