العدد 1212 - الجمعة 30 ديسمبر 2005م الموافق 29 ذي القعدة 1426هـ

الكاتيوشا قد تسقط شارون و«كاديما»

تناولت الصحف العبرية تداعيات إطلاق صواريخ الكاتيوشا عبر الحدود الجنوبية الدولية للبنان، والقصف والغارة الإسرائيلية على موقع «القيادة العامة» في الناعمة جنوبي بيروت، فاعتبرت ان «المقاومة الإسلامية» في لبنان هي المسئولة في النهاية عن هذه الهجمات لأن جنوب لبنان تحول إلى «أرض حزب الله» منذ انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي منه في العام . 2000 لكن الأقوى في هذا الملف هو إجماع المعلقين على ان ذلك عزز المخاوف من تداعيات التطورات على الحدود مع لبنان على الانتخابات في «إسرائيل»، إذ أجمع المعلقون على أنه سينعكس سلبا على «البورصة» الانتخابية لبعض الشخصيات الإسرائيلية على رأسها رئيس الحكومة المستقيلة ارييل شارون وحزبه الجديد (كاديما)، مرجحة أن يحصد اليمين الإسرائيلي وخصوصاً تكتل «ليكود» ورئيسه بنيامين نتنياهو، فشل الطاقم الحالي وسياسة «جيش الدفاع» التي تركز حالياً على التهديد النووي الإيراني وصواريخ «القسام»، في حين أكد أحدهم ان الهجمات على «إسرائيل» انطلاقا من لبنان، والتي تظهر عليها بصمات دمشق بوضوح، قد تضع «إسرائيل» وسورية في مواجهة حتمية.

كاتيوشا كريات شمونا» تضر بشارون

واعتبرت ريبيكا ستويل في «جيروزاليم بوست»، ان صواريخ الكاتيوشا التي سقطت على «كريات شمونا» و«شلومي» لم تلحق أضرارا مادية بالمستوطنتين فحسب بل من شأن تداعياتها أن تنعكس سلباً وتلحق أذى سياسياً بالمرشحين الثلاثة الرئيسيين إلى منصب رئاسة الوزراء الإسرائيلية أي ارييل شارون وبنيامين نتنياهو وعمير بيرتس. فالإسرائيليون الذين تجمهروا حول المبنى المتضرر في «كريات شمونا» أعربوا عن خيبة أملهم من القيادة السياسية ومن طبيعة الردود العسكرية كما عبروا عن تشاؤمهم حيال الوعود التي يطلقها المرشحون للانتخابات الإسرائيلية العامة والتي نادراً ما تترجم إلى سياسات فاعلة. وبعد أن استطلعت ستويل آراء هؤلاء الأشخاص الذين تذمروا من الواقع السياسي الإسرائيلي وأعربوا عن إحباطهم بسبب إخفاق الحكومة في تعزيز الأمن، رجحت أن يترجم سكان المنطقة الشمالية مشاعر الإحباط والخوف إلى امتناع عن التصويت في الانتخابات المقبلة.

«إسرائيل» تتغاضى عن أمن الشمال

وتعليقا على عمليات إطلاق صواريخ «كاتيوشا» على مستوطنتي «كريات شمونا» و«شلومي»، انتقد عاموس هاريل في «هآرتس» تغاضي الحكومة الإسرائيلية عما وصفه بالخطر المحدق بـ «إسرائيل» من الشمال مقابل تركيزها شبه التام على التهديد النووي الإيراني وصواريخ «القسام»، مؤكدا ان صواريخ الكاتيوشا التي تنطلق من لبنان باتجاه «إسرائيل» قد يكون لها أثر كبير على الانتخابات الإسرائيلية العامة. وأوضح انه على رغم مواظبة الجيش الإسرائيلي على الرد على الهجمات الصاروخية التي تشن على «إسرائيل» انطلاقا من لبنان، فإن ذلك لا يرضي اليمين الإسرائيلي الذي يعتبر ذلك غير كاف، إذ ينسى، بحسب هاريل، ان أعنف الردود العسكرية الإسرائيلية لم تشكل رادعاً طويل الأمد في السياسة الإسرائيلية على المستوى الأمني الاستراتيجي. عملياً، أشار هاريل، إلى ان «إسرائيل» أغارت على قواعد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي يتزعمها أحمد جبريل على تلال الناعمة جنوبي بيروت بناء على فرضية تفيد ان الفلسطينيين هم الذين نفذوا عمليات إطلاق الصواريخ، لكنه أكد ان حزب الله هو في النهاية من يتحمل مسئولية ذلك لأن جنوب لبنان تحول إلى «أرض حزب الله» منذ انسحاب الجيش الإسرائيلي منه في العام .2000

ما من عملية عسكرية من دون ضوء أخضر

وأوضح المعلق الإسرائيلي، ان ما من عملية عسكرية تنفذ في تلك المنطقة من دون ضوء أخضر من الحزب، متهما سورية بأنها عراب حزب الله والجبهة الشعبية ­ القيادة العامة. ولكن ما هي دوافع حزب الله؟ يتساءل هاريل، ليجيب بأنه على رغم ما يعلنه الحزب من رغبة في خطف جنود إسرائيليين والرد على الخروقات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية، فإن الجيش الإسرائيلي واثق من ان ثمة دافعاً سياسياً وراء عمليات حزب الله. ففي ظل التطورات التي يشهدها لبنان يحاول الحزب أن يثبت انه مازال المدافع الأول عن المواطنين اللبنانيين من الهجمات الإسرائيلية، لذلك فلا يوجد أي مبرر لنزع سلاحه. غير ان هاريل رأى في المقابل ان التصعيد على الحدود الشمالية لـ «إسرائيل» يعكس أيضا التطورات على مستوى الملف السوري، فتقرير اللجنة الدولية للتحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري لم يشكل ضربة قاسية لسورية كما كانت تخشى، كما ان المجتمع الدولي لم يعلن عن فرض عقوبات على دمشق، ما أفسح المجال للسوريين بالعودة إلى استخدام أساليبهم القديمة في لبنان عبر من وصفهم بـ «عملاء دمشق» المنتشرين هناك، لافتا إلى انه بعد تقرير القاضي الدولي ديتليف ميليس المهادن لسورية، قد يظن الرئيس السوري بشار الأسد ان العنف يجدي نفعا. ولكن هاريل، حذر من ان استمرار الهجمات على «إسرائيل» انطلاقا من لبنان، والتي تظهر بصمات دمشق عليها بوضوح، قد تضع «إسرائيل» وسورية في مواجهة حتمية

العدد 1212 - الجمعة 30 ديسمبر 2005م الموافق 29 ذي القعدة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً