وسط الغبار وحرارة شمال شرق أفغانستان قبل بضعة أسابيع، كان الجنود الألمان يتبادلون النيران مع العدو، فيما كان المتدربون الذين يتولون تدريبهم من الجيش الوطني الأفغاني على مسافة تبعد عنهم أقل من 800 متر نائمين في فترة راحة. وقال ضابط صف ألماني برتبة سيرجنت عن القصة في منطقة شاردارة بإقليم قندز «أي جندي عادي كان سيهب لمساعدتنا»، مضيفاً أن حقيقة الشراكة مع قوات الأمن الأفغانية بالإقليم كانت رصينة إلى حد ما.
وكانت قوة التدخل السريع الألمانية في إقليم قندز قد تم نشرها «لتشارك» الجيش الوطني الأفغاني في المنطقة، بينما تشارك القوات الأميركية مع الشرطة الوطنية الأفغانية. والفكرة هي ليست تدريب الجنود الأفغان من الصفر ولكن القيام بعمليات معهم بمجرد تلقيهم التدريب الكافي، ولذا يمكن بعدها أن يتطوروا من خلال تعليمهم المهنة وفي النهاية تحمل المسئولية من القوات الأجنبية. وأكد قائد فريق التعمير الإقليمي المحلي، الكولونيل راينر جروب بأن وصف ذلك بشراكة كاملة لا يزال ينطوي على تفاؤل إلى حد ما. وقال «إن شركاءنا هناك، ولكنهم لم يتدربوا إلى مستوى تكون الشراكة فيه ذات معنى». فاليوم الذي يمكن فيه تسليم مهمة الأمن وإعادة القوات الأجنبية لبلادها يبدو بعيداً.
ويشكو أيضاً ضباط ألمان آخرون من انعدام النظام والدافع في صفوف الجنود الأفغان ويصفونهم بأنهم «لا يمكن الاعتماد عليهم». وفي منطقة باجلان المجاورة، تردد أنهم يسرقون نظرائهم الألمان. وفي حالة أخرى، قام جنود محليون بضرب بائع مشروبات يقوم بالبيع للقوات الأجنبية من أجل أن يسيطروا على عملية البيع بأنفسهم وفقاً لقول الجنود الألمان. وقال ضابط شاب ساخراً «وهؤلاء هم من يسمونهم شركاء». وأضاف «وهذا يجعلك تتساءل عما نفعله نحن هنا». ويوم الأحد قام الجيش الأفغاني وفصيلة تدريب وأمن ألمانية بعملية مشتركة. ولكن مثل تلك النجاحات كانت في الماضي تمثل استثناء. وقال الضباط إن الأفغان ذات شهرتهم بقيامهم بإلغاء العمليات المخطط لها في المنطقة في آخر لحظة. ويدافع الليفتنانت كولونيل ماثياس إل (حيث يفرض الجيش الألماني حظراً على استخدام الإسم الكامل للجنود في أفغانستان من رتبة كولونيل فما أدناه) نائب قائد فصيلة التدريب والأمن عن سجل وحدته قائلاً إن المشروع لا يزال في المهد وإنه من السابق لأوانه الحكم عليه. وقال «إنها عملية تعليم بالنسبة لنا أيضاً». وأضاف «بالطبع هناك بعض نقاط الاختلاف في أساليبنا تجاه الشكليات أو الالتزام بالاتفاقيات. وعلينا أن نتكيف مع المعايير المختلفة». ولكنه يعترف بأن عملية الشراكة صعبة ولا أحد ينكر أن التقدم يسير بشكل أبطأ من ما هو متوقع. وقال جروب عن الشراكة مع قوات الأمن المحلية «ليس من الإنصاف توقع متى ستبدأ العمل بدقة». وأضاف «نحن لا نعرف كل المعايير أو كيف ستسير الأشياء». ولم تمر المشاكل مرور الكرام من قبل السلطات المدنية الأفغانية التي وجهت اللوم إلى القائد العسكري في قندز البريجادير جنرال فاضل. وقال القائم بأعمال حاكم إقليم قندز، حميد الله دانيشي «إنها ليست مشكلة ألمانية. ولسوء الحظ أن قائد الكتيبة ليس نشطاً للغاية». وقال دانيشي إن طلبات بإعفاء الجنرال من مهامه أرسلت من الإدارة المحلية إلى كابول لم يتم الرد عليها. كما أن الجنرال فاضل نفسه غير موجود للرد على الأسئلة. وقال جروب إنه عاقد العزم على أن الألمان سيقومون بما يلزم للإسراع بتولي الأفغان المسئولية حتى لو تأخر الجدول الزمني إلى حد ما. ويعد تدريب الشرطة والجيش على تحمل مسئولية الأمن الأفغاني ركيزة أساسية في استراتيجية الغرب في البلاد ومتطلب أساسي لانسحاب القوات الأجنبية. ومن المقرر تسليم مناطق مختارة من منطقة الوحدة الألمانية في الشمال إلى القوات الأفغانية العام المقبل.
العدد 2987 - الثلثاء 09 نوفمبر 2010م الموافق 03 ذي الحجة 1431هـ
ها ها والله حلوين
هذولا طايحين ذبح ومذابح وهم مو من البلد ودلاك ماشاء الله عليهم نايمين ومرتاحين والله فله