العدد 2993 - الإثنين 15 نوفمبر 2010م الموافق 09 ذي الحجة 1431هـ

الفلسطينيون يستقبلون العيد وسط وضع معيشي متدهور

يستقبل الفلسطينيون عيد الأضحى وهم في ظروف صعبة جداً، إذ ينتشر الفقر والبطالة ما يجعل الوضع المعيشي متدهوراً، وخصوصاً في قطاع غزة.

فالمواطنة الفلسطينية ابتسام اضطرت إلى بيع جزء من مصاغها لشراء ملابس جديدة لأطفالها السبعة وبعضاً من الحلويات لاستقبال عيد الأضحى الذي يصادف اليوم (الثلثاء)، بسبب العوز ووضعها الاقتصادي الصعب.

وتخفي ابتسام (40 عاماً) وهي من سكان منطقة فقيرة في حي الزيتون شرق مدينة غزة بيع جزء من مصاغها عن أولادها وزوجها محمد العاطل عن العمل منذ سنوات، تفادياً لغضبه.

وتقول وهي تشتري حذاءً لطفلتها الصغرى هنادي ذات العامين، «لقد وعدت أولادي أن اشتري لهم ملابس العيد مثل رفاقهم هذه السنة. من حقهم أن يفرحوا مثل باقي الناس».

وتتابع ابتسام وهي تحاول حبس دموعها «زوجي كان يعمل في البناء وأمورنا كانت ممتازة... لا عمل له الآن لأن البناء متوقف. صرفنا كل مدخراتنا إلا هاتين الأسورتين».

وماتزال إسرائيل تمنع دخول مواد البناء إلى قطاع غزة منذ ثلاث سنوات تقريباً ما أدى إلى توقف شبه تام في حركة البناء والأشغال المرتبطة بها.

وحذرت الأمم المتحدة من تدهور الوضع المعيشي في القطاع إذ قال الناطق باسم الأنوروا، عدنان أبو حسنة إن «80 في المئة من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأنوروا. نحن نقدم لأكثر من 800 ألف فلسطيني مساعدات منتظمة». ويبلغ سكان القطاع نحو مليون ونصف مليون نسمة.

ويرى أبو حسنة أن «خلق فرص عمل لايزال معقداً وهو الموضوع الأساسي لتحسين وضع الناس... واستمرار الوضع سيكون له تأثير سيئ للغاية على النسيج الاجتماعي والاقتصادي وعلى مجالات الحياة ومزيد من الإحباط والغضب في ظل غياب أفق سياسي واقتصادي».

وتكتظ أزقة سوق الزاوية العتيق وسط مدينة غزة بالمارة والمشترين وسط نداءات الباعة المتقاطعة لترويج بضائعهم، وخصوصاً من حاجيات ومستلزمات العيد.

وقالت منى (33 عاماً) وهي أم لخمسة أطفال اصطحبت أكبرهم حسن (12 عاماً) إلى السوق «»هذا العيد من الله، علينا أن نجتهد لإدخال السرور إلى قلوب أطفالنا وعائلاتنا رغم الوضع السيئ والإحباط».

وتضيف منى وهي موظفة في مدرسة حكومية وتتلقى راتبها من حكومة سلام فياض في رام الله بالضفة الغربية، وهي تشير إلى شنطة في يدها «اشتريت للأولاد كل ما يلزم ملابس وأحذية وشوكلاتة العيد... هذا أقل شيء نفعله لنقنع أنفسنا بأننا نعيش».

ويشتكي أمجد أبو عثمان (35 عاماً) وهو صاحب محل لملابس الأطفال من قلة المشترين مقارنة بعيد الفطر. ويقول «الزبائن كثر... يسألون عن الأسعار وفي الغالب لا يشترون».

وعزا الشاب قلة الشراء في هذا العيد إلى «الوضع الاقتصادي السيئ وقلة ما في اليد وارتفاع نسبة البطالة عدا عن الالتزامات الكثيرة».

وتصل نسبة البطالة إلى أكثر من 50 في المائة في القطاع، بحسب إحصائيات وكالة الأمم المتحدة (الأونروا).

وعبرت آلاء (24 عاماً) بعد أن اشترت ملابس جديدة لطفلتيها عن غضبها لأن «الأسعار مرتفعة وجنونية وليست بمتناول جميع فئات الشعب ... بالكاد دبرت نفسي... رغم أن المحلات مليئة بالملابس ومستلزمات العيد أفضل من الأعوام السابقة».

وتفرض إسرائيل حصاراً مشدداً على قطاع غزة منذ عدة سنوات إلا أنها أضافت بعض التسهيلات المتمثلة بالسماح لأصناف عديدة بالدخول إلى قطاع غزة، عدا عن البضائع المتكدسة التي كانت تمر عبر الأنفاق المنتشرة على الحدود الفلسطينية المصرية.

إلا أن أبو حسنة يعتقد أن «الأوضاع الاقتصادية لم تتحسن منذ تخفيف الحصار»، مشيراً إلى أن قطاع البناء هو «أهم قطاعات الاقتصاد ومازال مشلولاً تقريباً».

ويبدو أن باعة الحلويات أوفر حظاً من باعة الملابس كما يقول هشام عبدو (26 عاماً) الذي ازدحمت دكانه الصغيرة بالزبائن لشراء الحلويات والسكاكر لتزيين سفرة الضيافة في العيد.

وإن كان عيد الأضحى يتميز بكثرة الذبائح والأضاحي، إلا أن إقبال الناس هذا العام خفيف على شراء الأضاحي.

ويؤكد أبو الأمين بربخ (53 عاماً) وهو من سكان خان يونس في جنوب قطاع غزة بلهجة محبطة أن سوق بيع الخراف «أقل من المقبول» هذا العام، مؤكداً أنه لم يبع سوى عشرة خراف يومي الخميس والجمعة، وهو عدد ضئيل نسبياً إذا ما قورن بحركة البيع الطبيعية قبيل العيد في كل عام.

وأرجع تجار المواشي قلة بيع الخراف والأبقار إلى ارتفاع أسعارها.

ويقول بربخ إن متوسط سعر الخروف مثلاً 1600 شيكل (440 دولاراً)، بينما متوسط سعر البقر يصل إلى 12 ألف شيكل، وهو سعر مرتفع عن الأعوام السابقة ويفوق القدرة الشرائية لسكان غزة.

وتستعد العديد من الجمعيات الخيرية المحلية، وخصوصاً الإسلامية لتوزيع لحوم الأضاحي على عشرات آلاف الأسر الفقيرة والمعدمة في حارات ومخيمات القطاع.

العدد 2993 - الإثنين 15 نوفمبر 2010م الموافق 09 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 11:01 ص

      شنو

      ليش يعني للفلسطنيين مو حق
      ليش المنظمة بس حق امريكا واسرائيل لا
      منظمة حماية الحيوانات لما البحرين تيب خروف المنظمة تقول لا حرام احنا مو عارفين شلون مذبوح مفرض من الرقبة
      اما في اسبانيا يقتلون الثور بالسكين يعني يصارعونه

    • زائر 1 | 2:08 ص

      الله يعينهم

      الله يفرج عن كل بلد مسلم

اقرأ ايضاً