العدد 2994 - الثلثاء 16 نوفمبر 2010م الموافق 10 ذي الحجة 1431هـ

موريتانيا تسعى لتعزيز مبيعات ثرواتها المنجمية

تسعى موريتانيا التي تملك موارد منجمية ضخمة لتعزيز هذا القطاع الذي يشكل ثاني قطاعاتها المصدرة بعد صيد السمك، من خلال اجتذاب مستثمرين أجانب بالرغم من مخاطر تنظيم القاعدة الناشط في المناطق الشمالية التي تؤوي القسم الأكبر من احتياطات البلاد المنجمية.

واختتم مؤخراً «مؤتمر- معرض» دولي حول «ثروات الصحراء المطمورة»، شكل سابقة في هذا البلد الصحراوي الفقير الذي تكسو الرمال القسم الأكبر منه.

وقال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز خلال افتتاحه المؤتمر إن المناجم تشكل «قطاعاً واعداً» بالنسبة لموريتانيا، مؤكداً عزم بلاده على اتباع «سياسة ليبرالية تجذب الاستثمارات الخارجية».

وشارك نحو 400 مدعو بينهم أربعون شركة دولية تنشط في البلد، في اللقاء الذي استمر ثلاثة أيام وركز على عرض التسهيلات التي تمنح للمستثمرين في القطاع المنجمي.

وقال المستشار في وزارة المناجم أحمد ولد طالب أحمد لـ (فرانس برس) «إنه قطاع جذاب يحمل إمكانات كبرى ويمكن أن يشكل المحرك الأول لتطوير موريتانيا».

ومنحت نحو 170 رخصة استكشاف لسبع مجموعات من المواد المعدنية إلى مستثمرين ولاسيما في المنطقة الشمالية.

وتشكل المناجم رسمياً ثاني قطاع مصدر بعد الثروة السمكية، وتشكل صادرات الحديد والنحاس والذهب والجبس 20 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي الموريتاني.

ويصل إنتاج الحديد إلى 12 مليون طن في السنة.

وكشف وزير المناجم الموريتاني محمد عبدالله ولد عوده أن مجموعة «اكستراتا» المنجمية السويسرية التي سيطرت على المجموعة الأسترالية «سفير مينرالز» في موريتانيا، ستستثمر قريباً ستة مليارات دولار في إنتاج الحديد في هذا البلد.

كما يتم تطوير إنتاج الذهب من خلال مشروع سيسمح قريباً لشركة «كينروس» الكندية بمضاعفة إنتاجها البالغ حالياً 250 ألف أونصة في السنة خلال ثلاث سنوات.

وقال تيام بيدي من وزارة المناجم إنه «يمكن لليورانيوم أن يضاهي هذه المعادن من حيث الأهمية خلال بضع سنوات، وقد ثبت وجوده في أقصى الشمال ولاسيما في بير النار. يمكننا اليوم التحدث عن ولاية يورانيوم تمتد على مساحة تقارب 500 كلم مربع في منطقة الرقيبات».

وأكدت شركة «فورت اينيرجي» الكندية خلال المعرض اكتشاف 1,33 مليون طن من اليورانيوم في بير النار (شمال).

ويحيي القطاع المنجمي هذه الآمال بعد الخيبة الناتجة عن القطاع النفطي، مع تراجع الإنتاج في حقول شينغيتي (غرب نواكشوط) في عرض البحر التي يجري استغلالها منذ 2006 إلى دون عشرة آلاف برميل في اليوم بالمقارنة مع توقعات حددت أساسا بمستوى 75 ألف برميل.

غير أن هذه المساعي لتطوير القطاع المنجمي تتزامن مع تكثيف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تحركاته في موريتانيا وتحديداً في الشمال، من خلال تنفيذه عمليات خطف وقتل تستهدف غربيين.

ويوضح المراقبون أن هذا الخطر يبقى ماثلاً في أذهان الجميع ولو أنه نادراً ما يذكر.

وقال الشريك الموريتاني لمجموعة «فورت اينرجي» الشيخ ولد عتيق إن «الخبراء المشاركين في عمليات الاستكشاف في موريتانيا لم يستهدفوا يوماً بالأعمال الإرهابية، لكن بعضهم يصاب بالذعر عند وقوع عملية خطف».

ويسعى وزير المناجم للطمأنة فيقول «إن بلادنا توفر للمستثمرين السلامة التامة وقانون استثمار جذاباً من شأنه أن يشجعهم على المجيء بأعداد كثيفة».

العدد 2994 - الثلثاء 16 نوفمبر 2010م الموافق 10 ذي الحجة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً